نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جنون نتنياهو يقود المنطقة إلي الهاوية - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 09:55 مساءً
هرم مصر -
تشهد المنطقة العربية واحدة من أكثر الفترات توتراً في تاريخها الحديث. ومع كل أزمة جديدة، يزداد المشهد تعقيداً، خاصة مع السياسات التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. الرجل اختار أن يرفع منسوب لغة الحرب والتهديد، إلى مستوى غير مسبوق من الجنون والبلطجة، وهو ما يضع المنطقة أمام دائرة أوسع من المخاطر والصراعات.
لغة الحرب التي يتبناها نتنياهو تعكس موقفاً سياسياً ضيقاً، وتحمل في داخلها نزعة تصعيدية تسعى لجر المنطقة كلها إلى حالة مستمرة من عدم الاستقرار.
استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة القطرية الدوحة في محاولة لتصفية قيادات من حركة حماس، تجاوز كونه خرق لكل للمواثيق الأممية، ليصبح انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والمعايير الدولية، خاصة وأن الدوحة لم تكن طرفاً في الحرب، بل كانت تمارس دور الوسيط بين إسرائيل وحماس بهدف الوصول إلى تهدئة في غزة، وبالتالي فإن استهدافها بهذا الشكل يكشف إلى أي مدى يمكن أن تصل سياسات التصعيد، وكيف يتم تجاوز كل الحدود الدبلوماسية في سبيل فرض واقع جديد على المنطقة.
أتفقت أو اختلفت مع القيادة السياسية، في ملف من الملفات أو أكثر، فإن هذا لا ينفي أن الدولة المصرية قرأت المشهد المستقبلي جيدً، وحذر الرئيس السيسي من توسع دائرة الحرب، أن لم يجد الاحتلال موقفا دوليا يحترم المواثيق والمعاهدات الدولية، وأن الخطر سيطول الجميع، وتشتعل المنطقة بحروب إقليمية.
في مثل هذه اللحظات، وزخم التحديات اللامنطقي، تصبح وحدة الشعوب أقوى من أي خطاب خارجي، التلاحم المجتمعي ليس مجرد شعار، بل هو صمام الأمان الأول لأي دولة تواجه تحديات خارجية، إدراك المواطنين أن الخطر الخارجي يستهدف الجميع يجعل من التضامن الداخلي ضرورة وليست رفاهية.
الوطن لا يُحمى فقط بالسلاح، بل أيضاً بالوعي الجمعي. عندما يدرك الناس أن استقرارهم مرتبط ببقائهم صفاً واحداً، يصبح من الصعب على أي قوة خارجية أن تخترق الجبهة الداخلية.
وسط هذه التحديات، تظل مصر حالة مختلفة. فالدولة المصرية عبر تاريخها أثبتت أنها تعرف كيف تحمي نفسها وقت الأزمات. جيشها يمتلك خبرة طويلة في إدارة المعارك وحماية الحدود، ومؤسساتها الأمنية تتابع بدقة كل ما يجري في محيطها.
المنطقة تمر بمرحلة دقيقة تتسع فيها التحديات نتيجة السياسات العدوانية التي تتبناها حكومة نتنياهو، وليس هناك أوضح من استهداف الدوحة، ليكون دليل على أن التصعيد وصل إلى مستوى يمس حتى الدول التي تحاول وقف نزيف الدم، لكن التجارب تثبت أن الشعوب التي تحافظ على وحدتها قادرة على تجاوز أي أزمة.
وفي وسط هذه المرحلة الحرجة، ننتظر حملات واسعة لنشر حالة الفزع بين الشعوب العربية، وخاصة الشعب المصري، ضمن إطار الحرب النفسية، لكن على المصريين أن يدركوا جيدًا، أن مصر بتاريخها وقدرتها ومؤسساتها، قادرة على حماية أمنها القومي مهما كانت التحديات.
إن اللحظة الحرجة التي نعيشها الآن تتطلب وعياً جماعياً، وتضامناً داخلياً، وإيماناً ثابتاً بأن قوة الوطن تبدأ من قوة مجتمعه. ومهما ارتفعت أصوات الحرب، سيظل صوت الاستقرار في مصر أقوى، لأنه يستند إلى دولة راسخة تعرف كيف تصون أرضها وتحمي شعبها
0 تعليق