نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين يقود الشغف امرأة… صفّارة فاطمة المتوّج تتحوّل إلى رسالة إلهام - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 09:36 مساءً
هرم مصر - على أرض اعتاد أن يلمع فيها بريق اللاعبين، برزت صفّارة أنثوية كسرت الحواجز وصنعت التاريخ. من قلب البحرين، خرج صوت جديد يُكتب في سجلات الرياضة الآسيوية والدولية، ليحمل معه جرأة الحلم وإصرار التحدي.
فاطمة المتوّج، أول حكمة بحرينية دولية في كرة السلة، والتي لم تكتفِ بالوقوف على الخطوط الجانبية فحسب، بل وقفت بثبات في قلب الملاعب، لتثبت أن الشغف لا يعرف حدوداً، وأن المرأة البحرينية والعربية قادرة على صنع الفارق في أصعب الميادين.
إلى العالمية
بعمر الـ18 سنة، بدأت رحلتها في مجال التحكيم، بعدما دخلت في دورة للحكام، تاركة دورها في ممارسة كرة السلة كلاعبة، "في البداية لم يكن الموضوع جدّياً، خصوصاً في هذه السن كنت أريد أن أجرّب كل شيء، حتى قررت أن أضع هدفاً وأعمل من أجل تحقيقه وهو النجاح والوصول إلى العالمية"، تقول فاطمة.
وتضيف الحائزة على إجازة في علوم الصحة والرياضة وشهادة في التغذية الرياضة في حديث الى "النهار": "المجتمع البحريني مثقف ومنفتح وفيه مختلف البيئات والعقائد، وهذا المجتمع يفتخر بي وبأي شخص في أي قطاع يمثل الدولة وينجح".
شعورها لم يكن عادياً حين تسلّمت الشارة الدولية بعد اجتيازها اختبارات الاتحاد الدولي للعبة في آب/أغسطس 2023، ثم تجدّد الشعور ذاته بتجديد الشارة للمرة الثانية، "وهذا الإحساس الرائع شعرت به أيضاً حين شاركت في أول بطولة دولية لي في القاهرة".
فاطمة المتوّج. (وكالات)
رفض الأهل... ومسؤولية
تؤكد لاعبة الأهلي والنجمة سابقاً: "في البداية، والدي ووالدتي رفضا أن أكون حكمة كرة سلة، لأن في هذا المجال لن يكون لديك مستقبلاً فيه. ونصيحتهما كانت طبيعية، الأب والأم خائفان على ابنتهما، لكن اليوم هما أكبر الداعمين لي".
وتعتبر "أنني كحكمة هدفي الأول إدارة المباريات بأفضل طريقة ممكنة من خلال تطبيبق القانون. الانتقادات عادية في أي مجال، خصوصاً بالرياضة، لا يمكن أن ترضي الجميع. الحكم إنسان ويمكن أن يخطئ. وفي النهاية أنا اخترت التحكيم ويجب أن أتحمّل المسؤولية كاملة".
"وعلى الحكم دائماً أن يسير بالمباراة إلى بر الأمان، من دون أي مشكلة، على اعتبار أنه سيد القرار، وبالتالي عليه أن يكون عادلاً في صفّارته ويعطي كل شخص حقه"، تشدد فاطمة.

فاطمة المتوّج. (وكالات)
مهنة ذكورية؟
عما إذا كانت مهنة التحكيم ذكورية، تجيب المتوّج: "عندما دخلت مجال التحكيم، لم أكن أنظر إليها على أنها ذكورية، لأنني معتادة على هذه البيئة، منذ سن مبكرة وأنا أمارس كرة السلة، وفي الاتحاد البحريني للعبة لدينا العديد من الحكمات مثل إيمان الثقفي ومريم الذوادي وغيرهما، ولذلك لا أعتبره مجالاً ذكورياً".
تتابع: "الرجل يمكنه قيادة مباراة، والمرأة يمكنها أيضاً، وفي النهاية، الشخصية والأداء والمستوى هي الأشياء التي تحكم على الحكم وليس الجنس".
"اختاري الأنسب"
وجّهت اللاعبة السابقة نصيحة إلى كل امرأة بحرينية وعربية: "اختاري المجال الذي تحبينه، والذي يمكّنك من التطور والتألق فيه، لا تختاري المجال على أساس أنكِ رأيت سيدة مارسته وتريدين أن تصبحين مثلها. اختاري شيئاً أنت مقتنعة به".
أما النصيحة الثانية، فهي "حددي هدفاً واحداً واعملي من أجل تحقيقه، كلما عملت بقلب وروح، تأكدي أنك ستحققين النجاح".
وتعتبر أن مستوى التحكيم النسائي في الخليج وعربياً أصبح متطوراً، "ولدينا حكمات يتمتعن بشخصيات قوية وخبرة كبيرة في قيادة أهم المباريات على الصعيد الدولي".

فاطمة المتوّج. (وكالات)
المباريات الحماسية
وتفضّل فاطمة المباريات المثيرة والحماسية، "لأنها تأخذ كل تركيزك وقوتك، ودائماً تكون جاهزاً ومستعداً لأدق التفاصيل والأحداث. وبعد نهايتها تقول: فعلاً قمت اليوم بإدارة مباراة".
وتشير إلى أن المباراة الحماسية يمكن فجأة أن تتغيّر وتصبح هادئة، لذلك يجب أن نتوقّع أي ظروف طارئة قد تحصل في المواجهة، حتى لو كانت الأرقام تشير إلى أن هذا الفريق قوي أو هذا أضعف.
ولو لم تكن فاطمة حكمة كرة سلة، كانت ستكون رسّامة، أو مدربة لياقة بدنية: "لديّ الكثير من الهوايات وأمارسها الآن، لكنني أفضل مدربة لياقة بدنية أو حتى مدربة كرة قدم".
الأهم بالنسبة إلى فاطمة اليوم، وبعدما حققت حلماً عالمياً كبيراً، أن تصبح ملهمة للفتيات من أجل مواصلة المهمة التحكيمية نحو المجد البحريني والعربي.

فاطمة المتوّج. (وكالات)
0 تعليق