نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية تراهن على كرة القدم الأميركية: استثمارات استراتيجية تمهّد لكأس العالم 2026 و2034 - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 02:02 مساءً
هرم مصر - عندما زاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي استثماراته في بنك أوف أميركا خلال النصف الأول من هذا العام، ربما كان كأس العالم لكرة القدم 2026 جزءًا من حساباته.
فالبطولة، التي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف العام المقبل، تشكّل عنصرًا محوريًا في مساعي صندوق الاستثمارات العامة لإبراز بصمته في كرة القدم العالمية، ولاسيما بعد أن أصبح بنك أوف أميركا راعيًا رسميًا في آب/أغسطس من العام الماضي.
ما بين كانون الثاني/يناير و حزيران/يونيو، جمع الصندوق مليوني خيار شراء (Call Options) في بنك أوف أمريكا، ما يمنحه الحق بشراء الأسهم بسعر محدّد؛ وهو ما يُعدّ عادةً مؤشرًا على التفاؤل بشأن مستقبل الشركة، ويتماشى مع استراتيجية استثمارات الصندوق في الولايات المتحدة هذا العام.
تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحركات التي تربط الصندوق بشكل غير مباشر بكأس العالم المقبل، بينما تستعد المملكة لاستضافة بطولة 2034. وتشمل هذه التحركات الاستثمار في اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف) في آب/أغسطس 2024، ورعاية كأس العالم للأندية، التي أُقيمت في الولايات المتحدة هذا الصيف.
وقد اشترت شركة Dazn البريطانية للبث الرقمي، المملوكة جزئيًا لشركة "سيرج سبورتس إنفستمنت" التابعة للصندوق، الحقوق الإعلامية العالمية لكأس العالم للأندية مقابل مليار دولار.
ويقول سيباستيان سونز، الباحث الأول في مركز الأبحاث التطبيقية للشراكة مع الشرق (CARPO)، إن مساعي السعودية ليست من أجل عوائد فورية، بل هي جزء من خطة طويلة الأمد لاستخدام كرة القدم، التي قد تكون الرياضة الأكثر شعبية عالميًا، كمنصة دولية لإطلاق علامتها الوطنية. ولا يوجد مكان أفضل للبدء من السوق الأميركية الشمالية.
كرة القدم أصبحت أكثر حضورًا في الاقتصاد الرياضي الأميركي الضخم، إذ بلغت صفقات الرعاية لدوري كرة القدم الأميركي (MLS) وأنديته 665 مليون دولار في عام 2024، أي بزيادة 13% عن عام 2023، و44% عن 2022، وفقًا لشركة تحليل البيانات SponsorUnited.
كما أن الانخراط الإقليمي قبيل كأس العالم 2026 سيعزز بلا شك الشبكات الشخصية والتعاون المؤسسي بين الدول المستضيفة الحالية والمستقبلية، بحسب سونز.

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كأس القفاز الذهبي بعد نهائي كأس العالم للأندية في تموز/ يوليو (وكالات)
ويضيف: "العلاقات بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ودونالد ترامب هنا مهمة جدًا"، وفق ما قاله لموقع AGBI.
وقد أبدى الرئيس الأميركي ترامب اهتمامًا بكأس العالم للأندية هذا الصيف. ويقود بعض القرارات المتعلقة ببطولة العام المقبل، بما في ذلك اختيار مركز كينيدي للفنون الأدائية في واشنطن لاستضافة قرعة البطولة في 5 كانون الأول/ديسمبر.
وطوّر ترامب وبن سلمان علاقة دافئة منذ عودة الأول إلى البيت الأبيض، حيث تم إبرام صفقات ثنائية بمئات المليارات من الدولارات في أيار/مايو الماضي.
ويشير سيمون تشادويك، أستاذ الرياضة الأفرو-أوراسية في مدرسة إدارة الأعمال Emlyon وكاتب عمود في AGBI، إلى أن كليهما على علاقة وثيقة بجاني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ويرى تشادويك أن كرة القدم الأوروبية هي العنصر الأبرز عالميًا، لكنها مشبعة، وتخضع لتدقيق شديد، ومن الصعب جدًا اختراقها، وقد شهدت بالفعل انخراطًا واسعًا من منافسي السعودية في قطر.
فناصر الخليفي، رئيس مجموعة beIN الإعلامية وقطر للاستثمارات الرياضية، يشغل منصب رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ورئيس رابطة الأندية الأوروبية، ومن خلالها عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
ويضيف تشادويك: "أعتقد أن السعودية نظرت إلى هذا الوضع وأدركت أن تأثيرها على يويفا سيكون، على الأقل في السنوات المقبلة، محدودًا بعض الشيء".
"وأعتقد أن هناك نوعًا من استراتيجية الالتفاف هنا، وربما تحاول السعودية توسيع نفوذها داخل الكونكاكاف".
وبينما لا يتولى اتحاد الكونكاكاف تنظيم كأس العالم، فإنه سيشرف على التصفيات الإقليمية، ولديه رعاة وصفقات خاصة به، وسيقدم المشورة للفيفا بشأن الجوانب اللوجستية.
ويستضيف الاتحاد بطولة الكأس الذهبية الإقليمية كل عامين، مع مشاركة السعودية الملحوظة هذا الصيف، وسيستضيفها مرة أخرى في 2027.
ويقول تشادويك: "هناك فرصة لتطوير المواهب الكروية السعودية، فهنا نتحدث عن مجموعة من الدول والدوريات، بل واتحاد قاري، حيث سيكون التدقيق أقل بكثير وستكون الفرص أكبر للاعبين السعوديين".
ولم يرد صندوق الاستثمارات العامة على طلب AGBI للتعليق.
0 تعليق