الديبلوماسية المصرية وسيطاً في الملف النووي الإيراني: هل تصلح القاهرة ما تفسده طهران؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الديبلوماسية المصرية وسيطاً في الملف النووي الإيراني: هل تصلح القاهرة ما تفسده طهران؟ - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 02:02 مساءً

هرم مصر - كثفت مصر اتصالاتها أخيراً لتمهيد الطريق لعودة المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني. وتعمل القاهرة في مسارات متوازية، لخفض حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وتجنب عودة التصعيد العسكري، الذي بات محتملاً بين إسرائيل وإيران. 

وفي الأيام القليلة الماضية، أجرى وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي سلسلة من الاتصالات مع مسؤولين غربيين ودوليين، لمناقشة قضايا إقليمية، أبرزها المفاوضات النووية الإيرانية. وكان آخر هذه الاتصالات مع ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط.

وقالت الخارجية المصرية إن "الجانبين استعرضا تطورات الملف النووي الإيراني، حيث تناول الوزير عبد العاطي الجهود والاتصالات الرامية لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات، وتقريب وجهات النظر، وإتاحة الفرصة للحلول الديبلوماسية، والحوار بهدف التوصل إلى تسوية مستدامة تراعى مصالح جميع الأطراف، وتسهم في خفض التصعيد واستعادة الثقة وإيجاد مناخ داعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط".

ويتزامن هذا الجهد مع أنباء متضاربة، فثمة حديث عن تقدم في المحادثات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، واقتراب توصلهما لاتفاق، وعقد جولتي مباحثات أوروبية - إيرانية في إسطنبول والدوحة، وعلى النقيض، ثمة تهديدات إيرانية بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وعقد جلسة بالبرلمان الإيراني الأحد للتصويت على هذا القرار.

 

صورة فضائية من قمر «ماكسار» تُظهر جزءاً من منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم الواقعة جنوب العاصمة طهران (أ ف ب)

 

عنصر الثقة
يرى الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية، أن القاهرة تدرك أن الأزمات التي تعاني منها المنطقة قد تُدخل الإقليم برمته في دوامة من عدم الاستقرار لا تنتهي، وعلى رأس تلك الأزمات الملف الإيراني الذي قد يساهم في منح شرعية دولية لإسرائيل للقيام بمغامرة عسكرية جديدة ضد طهران.

وكان شهر حزيران/يونيو الماضي قد شهد تصعيداً عسكرياً غير مسبوق بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، في ما عرف بحرب الـ"12 يوماً"، والتي وجه خلالها الطيران الأميركي والإسرائيلي ضربات لمواقع إيرانية، منها منشآت نووية مهمة، وردت طهران برشقات صاروخية على إسرائيل.

ويقول لاشين لـ"النهار": "تحاول مصر منع إسرائيل من استغلال الملف النووي الإيراني لإشعال المنطقة عسكرياً مجدداً"، لافتاً إلى أن "المشكلة الرئيسية هي أزمة الثقة بين الأطراف الفاعلة، سواء بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول الترويكا الأوروبية (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا) من جهة، وطهران وواشنطن من جهة أخرى".

 ويعتقد الأستاذ الجامعي أن "مصر دولة تثق بها الأطراف المختلفة، وهي قادرة على نقل وجهات النظر بطريقة موضوعية، تضمن استقرار أي اتفاق ممكن".

وتحسنت العلاقات بين القاهرة وطهران بدرجة ملحوظة في الآونة الأخيرة، وبات التواصل بين الطرفين أكثر نشاطاً بعد عقود من التوترات السياسية. هذا إلى جانب احتفاظ القاهرة بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وأطراف دولية فاعلة أخرى مثل روسيا والصين. وهذا ما يعتبره لاشين عاملاً محورياً في جعل الجهود المصرية قابلة للنجاح.

تشابكات معقدة
من جانبه، يرى الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للدراسات، أن دخول مصر على خط المفاوضات النووية "نابع من إدراكها لتشابكات الموقف وتعقيداته".

ويقول سليمان لـ"النهار" إن القاهرة أدركت السيناريوات المحتملة بعدما لوحت أوروبا بتفعيل "آلية الزناد"، وربما أيضاً بعد تقارير تفيد بضغوط إسرائيلية على واشنطن لتنفيذ عمل عسكري جديد ضد إيران"، مضيفاً: "هذا إلى جانب وجود ملفات ساخنة عدة مفتوحة في قطاع غزة وسوريا وليبيا والسودان وغيرها، وكلها تؤثر كثيراً على مصر، كما أنها تهدد بمزيد من الاشتعال في الشرق الأوسط، وهو ما تسعى القاهرة لتجنبه".

 

وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي (أ ف ب)

وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي (أ ف ب)

 

رسائل متبادلة
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت أن ثمة تبادلاً للرسائل مع الولايات المتحدة عبر "وسطاء" لم يسمّهم، مؤكداً أن بلاده مستعدة للتفاوض مع أميركا على أساس "الاحترام المتبادل".

لكن أستاذ الدراسات الإيرانية يشير إلى أن المشكلة لا تتعلق بالأطراف الخارجية فحسب، لكن ترتبط بدرجة ما بالداخل الإيراني، لاسيما التيار الأصولي الذي لا يرى أي جدوى من استمرار المفاوضات مع الغرب.

ويقول لاشين: "الخطاب المسيطر على الساحة السياسية الإيرانية، له شقان: أولاً، التقليل من أهمية تفعيل العقوبات الأممية، ما يؤكد توجه طهران لعدم التوصل إلى اتفاق مرضٍ مع أوروبا، إضافة إلى خطاب الحرب الذي لم تغادره إيران منذ هدنة حرب الـ 12 يوماً".

ويضيف: "هذا الخطاب لا يصدر من القيادات العسكرية وحدها، لكنه واضح أيضاً في خطابات عراقجي في سابقة خطيرة، أي أن تتبني وزارة خارجية خطاب حرب في ظل السعي إلى مفاوضات، ما يعكس أزمة حقيقية في الداخل الإيراني".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق