انقطاع كابلات البحر الأحمر يربك الإنترنت عالميًا.. ما الأسباب والتداعيات؟ - هرم مصر

البوابة العربية للأخبار التقنية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انقطاع كابلات البحر الأحمر يربك الإنترنت عالميًا.. ما الأسباب والتداعيات؟ - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 07:17 مساءً

هرم مصر - شهدت شبكات الإنترنت في أجزاء واسعة من الشرق الأوسط وآسيا اضطرابات كبيرة خلال الساعات الماضية، وذلك بسبب سلسلة من الانقطاعات التي طالت كابلات الإنترنت البحرية في البحر الأحمر، في حادث أعاد إلى الواجهة المخاوف من هشاشة البنية التحتية الرقمية العالمية.

فقد أدى هذا الحادث إلى معاناة المستخدمين في دول مثل: باكستان، والهند، وتركيا والإمارات العربية المتحدة، والكويت، من بطء ملحوظ في سرعة الاتصال بالإنترنت، كما أكدت منظمة (Netblocks)، المتخصصة في مراقبة الإنترنت، أن تأثير الانقطاع لم يقتصر على المستخدمين فقط، بل طال شبكات مزودي الخدمة الرئيسيين في الإمارات، إذ حدثت انقطاعات في شبكتي (اتصالات) و(دو) في الإمارات.

ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول كون هذه الأعطال عرضية أم مرتبطة بصراعات المنطقة.

تفاصيل الانقطاع وتأثيره:

تُعدّ الكابلات البحرية بمنزلة الشريان الرئيسي للإنترنت العالمي، فهي العمود الفقري الذي يربط القارات ببعضها، إلى جانب اتصالات الأقمار الصناعية والكابلات البرية. ومع أن شركات الاتصالات تعتمد على وجود نقاط وصول متعددة لإعادة توجيه حركة البيانات في حالات الطوارئ، لكن هذا الإجراء غالبًا ما يؤدي إلى تباطؤ في سرعة الإنترنت للمستخدمين.

ويُعدّ ممر البحر الأحمر من أهم ممرات الإنترنت في العالم، إذ يربط بين قارات آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. وقد أدى انقطاع هذه الكابلات إلى انتشار الاضطرابات بسرعة عبر مناطق متعددة، مما يبرز مدى الترابط بين الشبكات العالمية.

ما كابلات الإنترنت التي تضررت في البحر الأحمر؟

أفادت تقارير (Netblocks) بأن الانقطاع أصاب نظامي كابلات (SMW4)،و(IMEWE) بالقرب من سواحل مدينة جدة في السعودية.

  • كابل SMW4: يمتد لمسافة تبلغ 18,800 كيلومتر، ويربط فرنسا وإيطاليا بعدد من الدول الآسيوية والأفريقية، بينها السعودية ومصر والإمارات وباكستان والهند، وقد دخل الخدمة في عام 2005 وبلغت تكلفته 500 مليون دولار.
  • كابل IMEWE: يبلغ طوله نحو 12,091 كيلومترًا، ويصل بين فرنسا وإيطاليا والهند مرورًا بالشرق الأوسط، وتبلغ تكلفته 480 مليون دولار.

كما أعلنت السلطات الكويتية عن انقطاع كابل (FALCON GCX)، مما تسبب في اضطرابات محلية إضافية.

تداعيات على الخدمات السحابية:

لم يقتصر التأثير على المستخدمين الأفراد، بل امتد ليشمل خدمات الحوسبة السحابية، إذ قالت شركة مايكروسوفت يوم السبت إن مستخدمي خدمتها السحابية (أزور) Azure، قد يواجهون زيادة في زمن الوصول بسبب انقطاع عدة كابلات دولية في البحر الأحمر.

وذكرت مايكروسوفت: “يمكن أن تستغرق إصلاحات كابلات الألياف الضوئية البحرية وقتًا طويلًا، لذلك سنواصل مراقبة الوضع وإعادة موازنة المسارات وتحسينها لتقليل تأثير هذا الانقطاع في العملاء في هذه الأثناء”.

ومع أن الشركة قامت بإعادة توجيه حركة البيانات عبر مسارات بديلة لضمان استمرارية الخدمة، لكن هذا الإجراء قد يتسبب في تباطؤ أوقات الاستجابة للعملاء في المناطق المتأثرة حتى تُصلح الكابلات المتضررة. وتُعدّ خدمة (Azure) ثاني أكبر مزوّد للحوسبة السحابية عالميًا بعد خدمة (أمازون ويب سيرفيسز) AWS.

ما أسباب انقطاع كابلات البحر الأحمر؟

لم يُحدد السبب الدقيق وراء انقطاع عدة كابلات دولية في البحر الأحمر بنحو  قاطع حتى الآن،  لكن الخبراء يشيرون إلى أن الكابلات البحرية تتعرض باستمرار للحوادث، تُعزى غالبية هذه الحوادث – نحو  80% منها – إلى الأنشطة البشرية العرضية مثل: الصيد أو مراسي السفن. أما البقية فترجع إلى الكوارث الطبيعية.

ومع ذلك، أثارت الحادثة مخاوف من أن تكون الكابلات قد اُستهدفت عمدًا في سياق التوترات الإقليمية، لذلك تتجه أصابع الاتهام نحو الحوثيين في اليمن، الذين يشنون حملة في البحر الأحمر للضغط على إسرائيل، ولكنهم نفوا تورطهم في هذه الحادثة، ومع ذلك لا تزال الشكوك قائمة نظرًا إلى حساسية الموقع وأهميته الإستراتيجية.

ومن ثم؛ تُظهر هذه الحادثة الحاجة الملحة إلى زيادة الاستثمار في حماية البنية التحتية للكابلات البحرية، ووضع خطط طوارئ أكثر فعالية لضمان استمرارية الاتصال بالإنترنت في وجه التحديات المستقبلية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق