نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرئيس السيسي يحذر من انهيار النظام الدولي بسبب ازدواجية المعايير - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 05:49 مساءً
هرم مصر - أكد الرئيس السيسي في كلمته خلال قمة البريكس على خطورة ازدياد الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وانعدام المساءلة، مما يهدد السلم والأمن الدوليين.
ولفت إلى تراجع فعالية مجلس الأمن الدولي وضرورة إصلاح شامل لآليات عمله، خصوصًا إلغاء حق النقض "الفيتو" الذي يعرقل دوره.
شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، عبر الوسائل الافتراضية، في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في تجمع "البريكس"، التي دعت إليها جمهورية البرازيل الاتحادية بصفتها الرئيس الدوري الحالي للتجمع، لمناقشة المستجدات الدولية الراهنة، وتبادل الرؤى حول التطورات العالمية، وبحث سبل تعزيز التنسيق بين دول التجمع لمواجهة التحديات المتسارعة التي تؤثر بوجه خاص على الدول النامية.
الشكر والتقدير للبرازيل على قيادة التجمع في عام حاسم
في مستهل كلمته خلال القمة، أعرب الرئيس السيسي عن شكره للرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا" على جهوده الحكيمة في رئاسة تجمع "البريكس" هذا العام، والتي توجت بنجاح قمة "ريو" التي عقدت في يوليو الماضي، وما صدر عنها من مخرجات مهمة. كما أشاد بدعوة البرازيل لعقد هذه القمة في توقيت حاسم يشهد فيه العالم العديد من الصراعات التي تهدد العمل متعدد الأطراف والنظام الدولي الذي استمر منذ عام 1945.
التحديات الدولية: ازدواجية المعايير وانتهاك القانون الدولي
أشار الرئيس السيسي إلى أن المشهد الدولي يعاني من ازدواجية فاضحة في المعايير وانتهاكات صارخة للقانون الدولي دون مساءلة، في ظل إفلات ممنهج من العقاب، وتصاعد النزعات الأحادية والتدابير الحمائية، مما يقوض أسس السلم والأمن الدوليين ويعيد العالم إلى أجواء الفوضى واللا قانون.
كما وصف السيسي الوضع الراهن بأنه أدى إلى تفاقم الصراعات واندلاع الحروب، وارتكاب جرائم مروعة ستظل وصمة عار على ضمائر البشرية، مؤكداً أن هذه الظروف أضعفت فاعلية العمل الدولي المشترك وأثرت سلباً على قدرة الدول والمؤسسات الأممية في التصدي للقضايا الملحة.
أزمة مجلس الأمن الدولي والحاجة الملحة للإصلاح
أكد الرئيس أن تراجع أداء مجلس الأمن الدولي يعكس أزمة كبيرة في النظام الدولي، حيث تحول حق النقض "الفيتو" إلى أداة تعزل المجلس عن الواقع الميداني وتعيق دوره في حفظ السلم والأمن الدوليين. وشدد على أهمية إصلاح شامل لآليات عمل المجلس، بما يعزز من قدرته على تسوية النزاعات ووقف الحروب.
التداعيات الاقتصادية والتنموية وأهمية تجمع "البريكس"
تطرق السيسي إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم، ومنها تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع التجارة الدولية، ما أدى إلى تفاقم الفجوات التنموية والتمويلية في الدول النامية، وزيادة أعباء ديونها، وضعف قدرتها على النفاذ إلى مصادر التمويل الميسر.
وأشار إلى أهمية تجمع "البريكس" كمنصة دولية ناشئة تعزز التعاون بين دوله على أساس المنفعة والاحترام المتبادل، وتدعم العمل متعدد الأطراف، مؤكداً أن الاجتماع الحالي فرصة لتعميق التكامل والتنسيق بين الدول الأعضاء لتخفيف وطأة الأزمات وتعزيز دور التجمع في صياغة نظام دولي أكثر عدالة وتوازناً.
أولويات مصر لتعزيز التعاون بين دول "البريكس"
حدد الرئيس عبد الفتاح السيسي عدداً من الأولويات التي يجب أن تركز عليها دول التجمع، وهي:
تعميق التشاور وتبادل الرؤى لفهم أفضل لمواقف الدول وشواغلها، والعمل على تقريب وجهات النظر لتحقيق أرضية مشتركة.
توظيف الميزات النسبية للدول الأعضاء في إطلاق مشروعات مشتركة في قطاعات الطاقة المتجددة، البنية التحتية، الصناعات التحويلية، الزراعة، البحث العلمي، التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، مع دعم التعاون بين القطاع الخاص.
توسيع التعاون الاقتصادي والمالي من خلال تسوية المعاملات باستخدام العملات المحلية، ودعم التمويل عبر بنك التنمية الجديد بالعملات الوطنية.
إصلاح الهيكل المالي العالمي، معالجة مشكلة الديون، دعم الدول النامية في الحصول على التمويل الميسر، وتعزيز تمثيل هذه الدول في المؤسسات المالية الدولية.
مواجهة تداعيات تغير المناخ، ورفض السياسات الأحادية التي تضر بالدول النامية، مع ضرورة التزام الدول المتقدمة بتمويل جهود الحفاظ على المناخ.
وأكد السيسي على أهمية استضافة البرازيل لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30) في نوفمبر المقبل، باعتباره حدثاً محورياً لدفع هذه القضايا.
الموقف المصري من الأزمات الإقليمية وخصوصاً القضية الفلسطينية
أكد الرئيس السيسي أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، تؤثر سلباً على السلم والاستقرار والتنمية المستدامة، مشيراً إلى استمرار الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، والتي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وازدواجية في المعايير.
وجدد السيسي موقف مصر الثابت الرافض لأي سيناريو لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، مؤكداً أن ذلك يمثل محاولة لتصفية القضية الفلسطينية ووأد حل الدولتين وزيادة رقعة الصراع.
وأشار إلى الجهود المصرية المتواصلة لوقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، إلى جانب خطة شاملة لإعادة إعمار غزة مع دعم عربي وإسلامي ودولي، مشيراً إلى نية مصر استضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار فور الاتفاق على وقف إطلاق النار.
ودعا المجتمع الدولي إلى دعم حل الدولتين على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لترسيخ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
0 تعليق