جوعى بلا مأوى.. سكان غزة يواجهون النكبة الثانية - هرم مصر

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جوعى بلا مأوى.. سكان غزة يواجهون النكبة الثانية - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 03:54 مساءً

هرم مصر - نفذت الفصائل الفلسطينية الهجوم علي مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر2023. ثم بدأ جيش الاحتلال العدوان علي غزة. ما أدي إلي استشهاد عشرات الآلاف. وخلَّفت أجيالًا من الفلسطينيين يعانون من النزوح والجوع. والخوف من ألا يروا منازلهم مرة أخري.

ونقلت الصحيفة عن عائلة أبو سمرة. وكثيرين غيرهم من سكان غزة. إنهم لطالما عاشوا في ظل النكبة. ومنذ اللحظات الأولي للحرب ومع بدء الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء القنابل والمنشورات التي تأمر بالنزوح الجماعي تزايدت مخاوفهم من نكبة أخري.

وتذكر رب الأسرة عبد الله أبو سمرة. كيف اضطر عندما كان في العاشرة من عمره في عام 1948 لترك قريته الواقعة فيما يعرف الآن بإسرائيل. وهو واحد من مئات آلاف الفلسطينيين النازحين في النكبة.

كان "أبو سمرة"يروي القصة مرارًا. مركزًا في كل مرة علي تفاصيل مختلفة ليضمن أن تتذكرها عائلته. وكان يأمل أن يعودوا جميعًا يومًا ما. لكن في غضون أسابيع بدا هذا الاحتمال أكثر بعدًا من أي وقت مضي.

ومنذ بداية الحرب الحالية. تم تهجير ما يقرب من مليوني شخص -ما يقرب من 90% من السكان- من منازلهم ونزحوا داخل غزة. وكثير منهم بشكل متكرر. وفقًا للأمم المتحدة.

في الأسابيع الأخيرة. روج جيش الاحتلال الإسرائيلي لخطة لإجبار جزء كبير من سكان غزة علي الانتقال إلي جنوب القطاع. وهو ما يحذِّر منه خبراء قانونيون بأنه انتهاك للقانون الدولي بتهجير مئات الآلاف إلي أجل غير مسمي.

ويواجه الفلسطينيون في شمال غزة الآن هذا الاحتمال مجددًا. حيث يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن هجوم شامل علي مدينة غزة. ويقول أبو سمرة. وهو مدرس متقاعد: "نحن الآن في نكبة أكبر".

النزوح الجماعي الذي حدث قبل نحو 80 عامًا من بين القضايا الأكثر صعوبة في الصراع الطويل بين الجانبين. ويطالب الفلسطينيون وأحفادهم بالحق في العودة إلي الأرض التي اضطُروا إلي تركها قسرًا في عام 1948. بينما ترفض إسرائيل هذا الحق.

في الحرب المستمرة علي غزة. تدعي حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أوامر التهجير مؤقتة. لإبعاد المدنيين عن الخطر وتقليل الخسائر.وبالفعل. يهجِّر جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين ويدمر الأحياء السكنية في محاولة لإحداث تحول ديموغرافي دائم في غزة. وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويرقي إلي مستوي التطهير العرقي". كما صرح فولكر تورك. المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

تشجع إسرائيل أيضًا ما تسميه الهجرة "الطوعية" لمغادرة غزة نهائيًا. لكنها لم تجد دولًا مستعدة لاستقبال أعداد كبيرة. ويقول خبراء حقوق الإنسان إن أي هجرة جماعية تحت مسمي الهجرة الطوعية ستشكِّل أيضًا نوعًا من التطهير العرقي. لأن الأوضاع في غزة أصبحت غير صالحة للعيش لدرجة أن العديد من سكانها لن يكون أمامهم خيار سوي المغادرة.

والتصريحات الصادرة من بعض أعضاء حكومة نتنياهو تزيد من مخاوف الفلسطينيين. إذ صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيلسموتريتش بأن "القوات الإسرائيلية تدمر كل ما تبقي من قطاع غزة" وأنها "تحتل غزة وتطهرها وتبقي فيها حتي القضاء علي حماس".

وقالت عائلة أبو سمرة. التي يبلغ عدد أفرادها نحو 20 فردًا. إنهم بدأوا الفرار في اليوم الأول من الحرب. عندما سقطت القنابل الإسرائيلية علي مقربة شديدة من منزلهم. ما أدي إلي اهتزاز جدرانه.. كانت تلك بداية سلسلة من النزوح. حتي تفرقوا في النهاية بحثًا عن مأوي".

وأضافت العائلة أن بعض أقاربهم لقوا حتفهم في الغارات الإسرائيلية. وفر آخرون خارج القطاع. ويتساءلون الآن إن كانوا سيعودون إلي ديارهم يوًما ما. أو إن كان هناك ما يعودون إليه.

أبو سمرة. البالغ من العمر 87 عامًا. والضعيف البنية. عالق في جنوب غزة. في خيمة من القماش المشمع والستارة والبطانيات. يشعر مجددًا بالخوف والجوع والانفصال عن معظم أفراد عائلته. تمامًا كما كان في صباه. وقال: "دائمًا أفكر وأتحدث وأحلم بالعودة إلي المنزل".

لفترة وجيزة هذا العام. سمح وقف إطلاق النار لبعض سكان غزة بالعودة إلي أحيائهم. ولم يجد الكثيرون منهم سوي الأنقاض. إذ تضرر أو دُمِّر ما يقرب من 80% من المباني. ويجري حاليًا إزالة المزيد منها مع توسع جيش الاحتلال في عدوانه علي القطاع. وقدَّر البنك الدولي أن إعادة بناء المنازل المدمرة قد تستغرق 80 عامًا.

بالنسبة للعديد من الفلسطينيين. النكبة ليست مجرد ذكري مؤلمة. بل أيضًا مسألة هوية. ووفقًا للأمم المتحدة. فإن نحو 1.7 مليون من أصل 2.2 مليون نسمة في غزة هم إما لاجئون من الحرب التي أعقبت قيام إسرائيل عام 1948 أو من نسلهم. وبينما لم يعش معظمهم خارج غزة قط. يعتبر الكثيرون أنفسهم لاجئين من الأراضي التي فرت منها عائلاتهم. بما في ذلك قري كادت أن تمحي من علي الخريطة.

يقول الناجون من حرب عام 1948 إن مئات الآلاف من الفلسطينيين تلقوا وعودًا بالسماح لهم بالعودة إلي قراهم الواقعة فيما يُعرف الآن بإسرائيل بعد بضعة أيام أو أسابيع. واكتفوا بأخذ بعض متعلقاتهم ومفاتيح منازلهم. ولم يسمح لهم بالعودة.

في الحرب المستمرة علي غزة. أثارت التصريحات النارية للقادة الإسرائيليين مخاوف الفلسطينيين من أن التاريخ علي وشك أن يعيد نفسه. فمثلًا قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفيديختر. بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب: "نشهد الآن نكبة غزة.. نكبة غزة عام 2023".

يدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه فتح ممرات إنسانية للسماح للناس بالبحث عن الأمان. وأصدر أوامر الإخلاء عبر منشورات ورسائل نصية ومكالمات هاتفية. وترد منظمات حقوق الإنسان بأن الحرب جعلت مساحات واسعة من غزة غير صالحة للسكن ما يؤدي إلي نزوح دائم. وهي جريمة حرب محتملة.

وتصف المنظمات الحقوقية التهجير بأنه جزء متعمد من السياسة الإسرائيلية. ويرقي إلي جريمة ضد الإنسانية. وانضمت منظمتان إسرائيليتان بارزتان إلي منظمات دولية أخري في اتهام الحكومة بارتكاب إبادة جماعية لقتلها عشرات الآلاف من الفلسطينيين. وتدمير مساحات شاسعة. وتشريد جميع سكان غزة تقريبًا. وتقييد وصول الغذاء.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق