نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ملكة جمال أميركية... رحلة مؤثرة من فقدان شعرها ومهنتها إلى منصة التتويج (فيديو وصور) - هرم مصر, اليوم السبت 13 سبتمبر 2025 10:23 صباحاً
هرم مصر - لشهور، احتفظت ماري سيكلر بما تبقى من شعرها. توسلت إليها والدتها أن تحلق البقع الخفيفة والخصلات الخفيفة لتتقبل تشخيصها تماماً. لم يكن هناك مجال للتراجع، ولكن لمدة طويلة، لم تستطع سيكلر التخلي عن مظهرها، على الأقل ليس في البداية.
قالت ملكة الجمال الأميركية البالغة من العمر 22 عاماً لمجلة "بيبول": "مع كل شعرة متبقية، كنت أفكر: حسناً، ما زلت تلك الفتاة العجوز. لكن في الواقع، لم أكن كذلك".
أحسّت سيكلر بالتهديد حيال حياتها كاملةً، مسيرتها المهنية كعارضة أزياء، وطموحاتها كملكة جمال، وجزء كبير من هويتها. استغرق الأمر منها فقدان كل شعرها لتدرك مدى تأثير شعرها على شعورها بذاتها.
في أوائل كانون الثاني (ديسمبر) 2024، بدأت تعاني من الصلع، وظهرت عليها أعراض ما شخّصه أطباؤها في البداية على أنه داء الثعلبة البقعية، والذي يتجلى بتساقط شعر بشكل متقطع.
وأوضحت سيكلر أن فريقها الطبي كان "واثقاً جداً" لفترة من الوقت بأن شعرها سينمو مجدداً بمساعدة حقن الستيرويد.، لكن بدلاً من ذلك، استمر تساقطه مع كل تسريح، وكل استحمام، وحتى مع كل نظرة في المرآة، إلى أن بدأت تفقد رموشها وحواجبها أيضاً. في النهاية، قرر الطبيب أن سيكلر مصابة بالثعلبة الشاملة، التي تسبب تساقط الشعر الكامل في جميع أنحاء الجسم.
وتحدثت عن شعورها في تلك اللحظات القاسية: "أتذكر عودتي إلى المنزل، ونظري في المرآة، لم أشعر قط أنني قبيحة هكذا. كان شعري متناثراً، ورموشي قد تساقطت تماماً، ولم يكن لديّ حواجب، وصراحة لم أعد أستطيع التعرف على نفسي. انهمرت دموعي في الأيام التالية".
ولم تفقد سيكلر شعرها فحسب، بل شعرت أيضاً أن داء الثعلبة قد سلبها مهنتها بالكامل. كانت تشارك في مسابقات ملكات الجمال منذ سن العاشرة، وكانت مسيرتها في عرض الأزياء تنطلق بقوة قبل تشخيص حالتها، وكانت آخر جلسة تصوير لها لحملة "لويس فويتون".
وبدلًا من الكشف عن حالتها لرب عملها وأصدقائها، انسحبت سيكلر من عرض الأزياء من دون أي تفسير يُذكر، ظانةً أن غياب شعرها سيؤدي حتماً إلى فقدان عقدها. فقط عائلتها كانت تعلم ما يحدث تحت شعرها المستعار وحواجبها المصقولة ورموشها الاصطناعية.
وقالت سيكلر: "في ذلك الوقت، فكرتُ: كيف يُمكن لعارضة أزياء أن تكون بلا شعر؟ كيف يُمكن لأي شخص أن يراها جميلة من دونه؟". ومع ذلك، وبسبب غياب أي نشاط مهني لأشهر عدة، تم إلغاء عقدها بالفعل.
ودخلت الحسناء في اكتئاب عميق وطويل الأمد، يغذيه نقدها الداخلي وأفكارها المتواصلة عن كراهية الذات. بعد أشهر من وصولها إلى أسوأ حالاتها، حضرت قداساً يوم أحد صادف أنه تناول تساقط الشعر. أخبر الكاهن المصلين أن الصلع ليس ذنب الإنسان، وقد لامس هذا الكلام سيكلر بشدة. أدركت أنه لا يزال هناك مجال للطف والذكاء والاستحقاق. لم تكن مستعدة لإخبار العالم عن ثعلبتها، لكنها باتت مستعدة لاستعادة قوتها والدخول في إحساس جديد بالذات. قررت سيكلر أن تبدأ حياتها الجديدة على خشبة المسرح.
علمت مدربة مسابقة ملكة جمالها بإصابة سيكلر بالثعلبة، وحثتها على الانتظار عاماً قبل التسجيل في مسابقة أخرى. في تلك المرحلة، كان فهمها وتعريفها للجمال قد تطور، مع أنها لم تكن مستعدة تماماً للكشف عن تساقط شعرها: "أعتقد أنني لم أكن مستعدة للاعتراف بذلك لنفسي. كنت لا أزال متمسكة بالفتاة التي كنتها سابقاً بشعر كثيف". ولم يكن إخفاء الأمر بالأمر السهل، مع خصوصية مسابقات الجمال في كل مرحلة من اليوم.
واستذكرت سيكلر: "زميلتي في السكن سألتني إن كنت أضع شعراً مستعاراً، فنفيت، ثم جاءت فتيات أخريات وسألنني، لأن من الواضح أن الأمر أصبح من الشائعات في عالم مسابقات الجمال. أتذكر أنني نمتُ بقبعتين مختلفتين لأنني كنت خائفة من أن تسقط إحداهما فترى زميلتي في السكن شعري".
كان هناك الكثير من "التجربة والخطأ" في محاولة معرفة أفضل طريقة لتقديم نفسها. اضطرت لوضع مجموعتين منفصلتين من الرموش الصناعية لتثبيت رموشها الاصطناعية من دون أن يتسرب الغراء إلى عينيها، ووضعت "شعراً مستعاراً وغطاءاً كاملاً من الدانتيل من جميع الجهات، ما يُمكّنها من لصقه على رأسها في أي مكان، وبالتالي منعه من الحركة".
وصيفة ملكة جمال تكساس (إنستغرام)
حلّت وصيفةً أولى في مسابقة ملكة جمال تكساس الأميركية في أيار (مايو) 2025، لكن روح سيكلر التنافسية كانت مُفعَمة بالحيوية لدرجة أنها لم تتوقف عن السعي لتحقيق حلمها القديم بالمنافسة في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة. لقد تنافست على مستوى الولاية لثلاث سنوات سابقة، لكنها لم تصل إطلاقاً إلى المسابقة الوطنية. هذه المرة، كانت تعلم أن الأمر سيكون مختلفاً.
تسمح منظمة ملكة جمال الولايات المتحدة للمتسابقات بالمنافسة في مسابقتين على مستوى الولاية سنوياً، لذلك قررت سيكلر المشاركة في مسابقة ملكة جمال نيفادا الأميركية 2025 في تموز (يوليو). على رغم رغبتها وإصرارها على التأهل للمسابقة الوطنية، إلا أنها لم تكن مستعدة للتحدث عن تساقط شعرها، لكن ترددها لم يكن نابعاً من الخوف، إذ قالت: "كنت أعلم أنني لو تحدثت عن الأمر في غرفة المقابلات، لبكيتُ، ولم تكن هذه هي الرسالة التي أردتُ إيصالها. أردتُ أن أُظهر قوتي، لذا قررتُ ألا أخبر أحداً".
انتصرت سيكلر. فازت بمسابقة ملكة جمال نيفادا، وستمثل الولاية في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية التي لم يُحدد موعدها حتى الآن، ولكن في الفترة التي سبقتها، وبينما كانت تتدرب على صعود المنصة وتحلم بإطلالتها الساحرة، قررت سيكلر أن الوقت قد حان لقول الحقيقة.
كشفت عن إصابتها بالثعلبة للعالم الاثنين الماضي، وشاركت الخبر في سلسلة من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد منحها إظهار ثقتها وشجاعتها شعوراً جديداً بالهدف: فهي الآن أول امرأة تُشخص بالثعلبة العلنية تُتوج بلقب ملكة جمال نيفادا وتُشارك في مسابقة ملكة جمال البلاد.
وبدأت عودتها إلى عالم عرض الأزياء، هذه المرة من دون إخفاء أي أسرار. ستشارك في عرض أزياء خلال أسبوع الموضة في نيويورك، وقد أجرت جلسة تصوير لمصلحة اتحاد كرة القدم الأميركي قبل شهر تقريباً: "لا يزال لديّ وكيل أعمالي، وقد حجزوا لي موعداً بطريقة ما. راسلتهم عبر البريد الإلكتروني وقلتُ لهم مرحباً، سأضع شعراً مستعاراً، فقط للتأكد من أن ذلك مناسب، لأن العديد من الوظائف رفضت ذلك".
وأوضحت: "لقد كانوا متقبلين للغاية. لا بد من وجود كلمة أفضل بكثير، لكنهم كانوا راضين عن الأمر. لم يتطرقوا إلى الأمر ولو لمرة واحدة طوال جلسة التصوير، وهو عمل رائع أن أعود إليه".
على رغم الاكتئاب والخوف والعار والنقد الذاتي، تشعر سيكلر بالتمكين للعيش في حقيقتها وجمالها، وكشفت أنها تخلّت في النهاية عن "الشعرات الخمسين الصغيرة المتبقية على رأسي"، تلك التي طالما حثّتها والدتها على حلاقتها.
لم تكن بحاجة إلى تلك الشعيرات الخفيفة من "ذاتها القديمة"، لأنها تنتمي إلى نسخة مختلفة منها، نسخة لم تعد تتناسب مع واقعها الحالي: "ما زلتُ تلك الفتاة نفسها، لكنني أصبحتُ أفضل، أصبحتُ أكثر ثقة، وأصبحتُ أستطيع النظر في المرآة وأحب نفسي مهما كان شكلي".
وبينما تواصل سيكلر استعداداتها لظهورها الأول في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية، لا تزال تفكر في هدفها من الوقوف على هذا المسرح. تريد أن تصل قصتها إلى كل من شعر يوماً ما بأنه قبيح، وكل من خشي يوماً أن يقف هذا الشعور عائقاً أمام أحلامه.
وختمت: "أعتقد حقاً أنني دليل حي على ذلك. لقد فقدت كل شعري، ولم أكن أتوقع إطلاقاً أن أسير على مسرح مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية من دون شعر، ولكني الآن كذلك. استغرق الأمر مني وقتاً طويلاً لأتمكن أخيراً من رؤية نفسي جميلة، وأعتقد أن هذه هي الخطوة الأولى".
0 تعليق