هرم مصر - المشروع يقام وفق نظام المطور الصناعي وبشراكات مع كبري الشركات المحلية والدولية. ليصبح بمثابة صرح صناعي متكامل يبدأ من المزارع والحقول وصولًا إلي أسواق التصدير العالمية. بما يجعله نموذجًا متفردًا للتكامل الزراعي والصناعي واللوجستي.

لا تقتصر المدينة الجديدة علي كونها منطقة صناعية تقليدية. بل تمثل مجمعًا إنتاجيًا متكاملاً يضم وحدات للغزل والنسيج. مصانع للصباغة والتجهيز والطباعة. خطوط إنتاج الملابس الجاهزة والمفروشات. ومناطق لوجستية متطورة لتسهيل التصدير المباشر من قلب المنيا إلي الأسواق العالمية.

وتُقدَّر قيمة الاستثمارات المستهدفة بالمرحلة الأولي للمشروع بنحو 12 مليار جنيه. مع خطة لجذب استثمارات إضافية تتجاوز مليار ونصف المليار دولار عبر مراحل التنفيذ. وتشير التقديرات الرسمية إلي أن المشروع سيوفر أكثر من 800 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ما يفتح الباب أمام نقلة اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة لأبناء المحافظة والصعيد بأكمله.

اختيار المنيا لإقامة هذا الصرح الصناعي لم يأت صدفة» فهي تقع في قلب الصعيد. وتشكل نقطة اتصال بين شمال وجنوب البلاد. كما تتمتع المحافظة بشبكة طرق ومحاور حديثة وكباري أنجزتها الدولة خلال السنوات الأخيرة. مما يسهل حركة النقل والشحن. ويخفض التكلفة الزمنية والمالية للوصول إلي الموانئ البحرية.

كما أن قرب المدينة من الأراضي الزراعية في الصعيد يمنحها ميزة تنافسية استثنائية. إذ يتيح إحياء زراعة القطن المصري طويل التيلة. وربطه مباشرة بخطوط الإنتاج الصناعي. في منظومة متكاملة تربط بين المزارع - المصنع - السوق. بما يعزز من قدرة مصر علي استعادة مكانتها في سوق النسيج العالمية.

تؤكد وزارة التجارة والصناعة أن المدينة النسيجية ستفتح آفاقًا واسعة أمام زيادة الصادرات المصرية من الغزل والمنسوجات والملابس الجاهزة. وتقليل فاتورة الاستيراد. خاصة أن الأسواق العالمية تبحث عن سلاسل توريد جديدة أكثر استقرارًا بعد الأزمات الاقتصادية العالمية الأخيرة.

ووفق خطة هيئة التنمية الصناعية. سيتم تنفيذ المشروع علي ثلاث مراحل المرحلة الأولي طرح الأراضي والوحدات الصناعية الجاهزة للمستثمرين والمرحلة الثانية بدء تشغيل مصانع الغزل والنسيج الرئيسية والمرحلة الثالثة استكمال الصناعات المكملة والتجهيزات وصولًا إلي التصدير المباشر.

أهمية المشروع لا تقتصر علي البعد الاقتصادي. بل تمتد إلي الأثر الاجتماعي الكبير» إذ إن صناعة الغزل والنسيج كثيفة العمالة. وقادرة علي استيعاب أعداد كبيرة من الشباب والفتيات. مما يعزز فرص تمكين المرأة اقتصاديًا وتوفير وظائف مستقرة.

كما يجري التعاون بين وزارة الصناعة والجامعات والمدارس الفنية بالمنيا لإنشاء برامج تدريب متخصصة في الغزل والنسيج والصباغة وضبط الجودة. لضمان تأهيل جيل جديد من العمالة الماهرة القادرة علي المنافسة في الأسواق العالمية.

رغم الآمال الكبيرة. هناك عدة تحديات يتطلب المشروع مواجهتها. أبرزها الاحتياجات البيئية والمائية المرتبطة بعمليات الصباغة والتجهيز. ما يستلزم إنشاء محطات معالجة حديثة وتوفير التمويل للمستثمرين الصغار والمتوسطين داخل المدينة وتأهيل العمالة لسد الفجوة المهارية في التكنولوجيا الحديثة وتأمين النفاذ التصديري عبر الاستفادة من اتفاقيات مثل الكويز والكوميسا.

وقد أكدت الحكومة أن هذه التحديات سيتم التعامل معها بخطط موازية تشمل البنية التحتية البيئية والبرامج التدريبية وتسهيلات تمويلية.

إشادة محلية ودولية

قال محمد المرشدي. رئيس غرفة الصناعات النسيجية:مشروع مدينة النسيج بالمنيا يمثل نقلة نوعية في مستقبل الصناعة المصرية. الدولة نجحت في فتح ملفات التنمية الشاملة في توقيت واحد. واضعة هدفًا أساسيًا يتمثل في بناء اقتصاد قوي قادر علي الصمود أمام التحديات العالمية.

وأشار إلي أن المشروع يقام علي مساحة 5.5 مليون متر مربع. ليكون واحدًا من أكبر قفزات التنمية الصناعية في تاريخ مصر الحديث. مؤكداً أن وجود أكثر من 600 مصنع متكامل داخله سيحوّل المنيا إلي مركز إقليمي لصناعة الغزل والنسيج. مدعومًا بجودة القطن المصري وسمعته العالمية.

وأضاف المرشدي أن المشروع لم يأت منفردًا. بل مدعومًا بشراكات دولية. حيث أبدت مؤسسات صينية وتركية اهتمامها بالاستثمار فيه. وقد تلقت وزارة الاستثمار بالفعل طلبات لتشغيل مئات المصانع داخل المنطقة الصناعية الجديدة.

قال فاضل مرزوق. رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة وعضو لجنة تنمية الصادرات التابعة لرئاسة مجلس الوزراء:الحكومة وافقت علي تخصيص 5.5 مليون متر مربع في المنيا لإنشاء منطقة صناعية متخصصة في الملابس الجاهزة والمنسوجات. ضمن خطة طموحة لرفع صادرات القطاع إلي 12 مليار دولار بحلول 2030.

ووجّه مرزوق الشكر إلي رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي. والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة. والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار. مؤكدًا أن ثقتهم في هذا القطاع تعكس قناعة راسخة بقدرة صناعة الملابس الجاهزة علي المنافسة عالميًا وجذب الاستثمارات الأجنبية.

بهذا المشروع القومي العملاق. تكتب المنيا فصلًا جديدًا في تاريخها. فبعد أن ظلت لعقود تعتمد علي الزراعة وبعض الصناعات التقليدية. ها هي اليوم تتحول إلي قلعة صناعية عالمية. تضع الصعيد علي خريطة التصدير الدولية. وتفتح لأبنائه نافذة غير مسبوقة للمشاركة في صناعة المستقبل
 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل