نشر في باب نات يوم 28 - 04 - 2025

تدخل خدمات الطب البعادي بالمستشفى الجهوي الهادي جاء بالله بتوزر يوم 2 ماي المقبل عامها السادس، حيث انطلقت يوم 2 ماي 2019 كتجربة أولى قبل أن تتحول منذ أواخر سنة 2020 إلى تجربة نموذج توفر خدمات تحليل صور المفراس (سكانار) عن بعد بالتنسيق مع أطباء الاختصاص بالمستشفى الجامعي الرابطة بالعاصمة.
وبفضل نجاح هذه التجربة وتزايد الطلب على صور السكانار، تم تعزيز المستشفى الجهوي منذ أسبوع بجهاز مفراس ثان من فئة 16 شريطا، على أن يدخل حيز الاستغلال خلال أيام قليلة، وفق ما أفاد به المدير الجهوي للصحة عبد الرزاق اللموشي، في تصريح لصحفية "وات" اليوم الاثنين.
وأضاف المصدر ذاته أن المستشفى الجهوي بتوزر سيشتغل بذلك بجهازي سكانار بما يساهم في تغطية حاجيات الجهة والجهات المجاورة من الصور الطبية وتحليلها في آجال زمنية قصيرة، بما يجعل من هذه المؤسسة الاستشفائية رائدة في مثل هذه الخدمات وخاصة خدمات الطب البعادي بفضل منظومة معلوماتية متطوّرة ويتم بفضلها التنسيق مع المستشفى الجامعي الرابطة.
وساهم نجاح التجربة في تحويل المستشفى الجهوي بتوزر إلى أنموذج للطب البعادي على المستوى الوطني، حيث تواترت في الفترة الأخيرة زيارة وفود شبه طبية وتقنيين من مستشفيات قبلي وسليانة والقصرين وزغوان إلى مستشفى توزر للتعرف على التجربة والاقتداء بها، وفق نفس المصدر.
وكان الهدف الرئيسي من بعث هذه الخدمة منتصف سنة 2019 تذليل البعد الجغرافي، وتحسين الخدمات المقدمة للمرضى في ولاية توزر حسب ناظر قسم التصوير الطبي ومنسق برنامج الطب البعادي الفاضل الوزان، الذي أكّد لصجفية "وات" أنه وقع على امتداد 5 سنوات إنجاز أكثر من 30 ألف صورة سكانار لمرضى يفدون على المستشفى الجهوي مع آجال قراءة وتحليل للصورة لا يتعدى بضع ساعات في الحالات الاستعجالية وبين ثلاثة وأربعة أيام في الحالات العادية.
وأشار إلى أنّ هدذه الخدمة خوّلت للمستشفى تأمين خدمات مستمرة دون أن يشعر المريض بغياب طبيب اختصاص في الأشعة مؤكدا أنه طيلة هذه السنوات لم يتم تسجيل أيّة إشكاليات تقنية كبيرة من شأنها قطع الاتصال بأطباء الاختصاص أو إشكاليات على مستوى البرتوكول المعمول به بفضل تنسيق كامل مع مستشفى الرابطة تحت إشراف طبيبة الأشعة حبيبة الميزوني التي أمّنت تكوينا وتدريبا لتقنيي وأعوان قسم الأشعة بمستشفى توزر ما جعل الخدمة تكتسي الجودة والسرعة في الوقت ذاته، وفق قوله.
من جهته، أوضح ممثل مركز الإعلامية بوزارة الصحة بولاية توزر محمد مساك أنّ هذه العملية تتم بفضل تطبيقة معلوماتية خاصة بالقطاع الصحي وقع تطويرها تدريجيا إلى أن أصبحت تطبيقة ناجعة في تأمين التواصل عن بعد مع أطباء الاختصاص بالمستشفى الجامعي الرابطة وتحليل الصور في وقت وجيز، لافتا إلى أن التطبيقة المعلوماتية تعززها بنية تحتية ومعدات جيدة خاصة مع توفر شبكة معلوماتية آمنة وإطار بشري متكون.
وأصبحت هذه الخدمات، حسب تأكيده، تخضع لدليل توجيهي مصادق عليه من وزارة الصحة وقع إنشاؤه بالتنسيق بين قسم الأشعة بالمستشفى الجهوي بتوزر وأطباء الاختصاص بمستشفى الرابطة، ومن المبرمج أن يصبح دليلا لجميع خدمات البعادي في بقية مستشفيات البلاد.
هذا وقد عزز نجاح الطب البعادي على مستوى قسم التصوير الطبي الدخول في خدمات أخرى أبرزها تذويب الجلطة الدماغية عن بعد بالتنسيق بين مستشفى توزر ومستشفى الرابطة (بما يتعلق بتحليل الصور) والمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس (على مستوى اتخاذ القرار الطبي).

.