واحة سيوة.. جوهرة الصحراء ودرة التراث

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
واحة سيوة.. جوهرة الصحراء ودرة التراث, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 03:31 مساءً

في سيوة، يصبح لكل قطعة مشغولة يدويًا قصة تحكي عن أصالة المكان وروح أبنائه الذين جعلوا من الإبداع أسلوب حياة.

تشتهر سيوة بالعديد من الحرف والصناعات اليدوية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، أبرزها المشغولات الفضية والنحاسية، والمنسوجات المطرزة، وصناعة الفخار، ونحت الملح الصخري، وتحويل الخوص والجريد إلي أدوات فنية ووظيفية رائعة، تلك الحرف ليست مجرد مهن بل هي مرآة صادقة لهوية المجتمع السيوي وحصن منيع يحميه من رياح الاندثار.

يؤكد محمد عمران جيري، أحد أبناء الواحة وعضو في إحدي جمعيات الحفاظ علي التراث، أن سيوة تفتخر بإنتاج مشغولات يدوية فريدة تتنوع بين الحلي الفضية والأكسسوارات النسائية التي تجمع بين البساطة والدقة والجاذبية، وتجذب السياح والزوار من كل أنحاء العالم.

وأضاف أن النساء السيويات، سواء من خلال مجمع الحرف البيئية أو من منازلهن، يتقنَّ فنون النسيج وصناعة السجاد والكليم المطرز بالألوان الزاهية والنقوش التراثية المميزة، وقد ساهم مركز الصناعات الحرفية بسيوة بشكل كبير في تدريب مئات الفتيات علي هذه المهن، مما أتاح لهن فرصة إنتاج وتسويق منتجاتهن داخل الواحة وخارجها.

ويتضمن المركز أقسامًا متعددة منها صناعة الحلي الفضية والنحاسية. والنسيج عبر النول. والحياكة. وتطريز الملابس التقليدية مثل فساتين العرائس. حيث يتعلمن رسم النقوش وتحديد التصاميم بدقة فائقة.

واحة تتحول إلي معرض دائم للفن اليدوي.

داخل مركز الصناعات الحرفية، تجد قاعة عرض واسعة تعرض باقة متنوعة من منتجات الواحة اليدوية، التي تلاقي إقبالًا كبيرًا سواء من السياح الأجانب أو المصريين. خاصة مع دعم المحافظة لهذه الحرف من خلال تسهيلات المشاركة بالمعارض المحلية والدولية، مما منح منتجات سيوة شهرة واسعة وصلت إلي الإسكندرية والقاهرة وعدد من العواصم العالمية.

ويقول جمال يوسف منصور، أحد أصحاب الفنادق في سيوة، إن الواحة أصبحت قبلة للسياحة العلاجية والسياحية، حيث يقصدها السياح للاستمتاع بجمال الطبيعة الفريد، والتداوي بدفن الأجسام في الرمال الساخنة، وشراء المشغولات اليدوية المصنوعة بكل حب ودقة.

أما الشيخ عمر راجح، فيحدثنا عن حرص السيويين علي استخدام خامات طبيعية بنسبة 100% مثل القطن والكتان دون اللجوء لأي مواد صناعية، مما يمنح منتجاتهم تفردًا إضافيًا. كما برع شباب سيوة في نحت قطع فنية مبهرة من الملح الصخري وجذوع النخيل والزيتون.

حكايات الخوص والجريد والفخار

وفي "قارة أم الصغير"، يتقن أبناء الواحة صناعة منتجات الخوص والجريد، مثل السلال وأدوات المكيال وأطباق الحبوب، في حين يبرع آخرون في تشكيل أدوات المطبخ وأثاث المنازل من جذوع الزيتون.. وتزدهر أيضًا صناعة الفخار التقليدي مثل الأفران البلدية والمباخر والكانون، جنبًا إلي جنب مع منتجات التمور وزيت الزيتون، وصناعة الفضة التي تمتد جذورها في سيوة إلي آلاف السنين.

يذكر يوسف أحمد عدول أن المرأة السيوية تمثل روح التراث الحي، حيث تبدع في تطريز المشغولات اليدوية التي تحمل رموزًا معبرة مستوحاة من الطبيعة، مثل تطريز زي العروس الذي يعكس مراحل نضج ثمار النخيل بألوانه الأخضر والبرتقالي والبني الغامق.

وأضاف أن واحة سيوة شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في المنتجات اليدوية، عبر دمج الحداثة بالأصالة، خاصة في فنون الملح الصخري والملابس المطرزة، تماشيًا مع توجه الدولة لدعم الصناعات التراثية والحفاظ علي الهوية الثقافية،
تراث متجدد وشهرة عالمية.

 ولا تزال مشغولات سيوة اليدوية تحافظ علي بريقها رغم مرور الزمن. إذ يحرص السياح، خصوصًا الإيطاليون والصينيون، علي اقتناء هذه التحف الفنية أثناء زيارتهم للواحة، كما تنتشر مشغولات سيوة اليوم في معارض مصرية وعالمية كعنوان للأصالة والجمال الطبيعي، مؤكدة أن تراث الواحة لن يندثر ما دام أبناؤها يحملونه علي عاتقهم جيلاً بعد جيل.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق