في وقت كانت فيه أنوار المدن تترنح تحت وطأة الانقطاعات، وبينما كانت أحلام الاستثمار تتبدد في ظلال البنية التحتية الضعيفة، انطلقت مصر برؤية جديدة نحو مستقبل مشرق تقوده الطاقة. 

واليوم، تقف القاهرة ومدنها مضاءة لا بنورها فحسب، بل بنجاح قصة تنموية سطرتها السنوات العشر الماضية.

من الظلام إلى الإشراق.. قصة التحول

في زمن الإخوان، عانى المصريون من ساعات طويلة من انقطاع الكهرباء وصلت أحيانًا إلى 14 ساعة يوميًا، وهو انعكاس لفشل ذريع في إدارة قطاع حيوي مثل الطاقة. 

هذا المشهد تبدل جذريًا مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي زمام الأمور، حيث شهدت البلاد طفرة نوعية أعادت النور والاستقرار إلى كل بيت ومنشأة.

استثمارات تجاوزت التوقعات

وفقًا للتقارير الرسمية، ضخت الدولة المصرية أكثر من نصف تريليون جنيه مصري (نحو 17 مليار دولار) في قطاع الكهرباء خلال العقد الأخير، مع تركيز خاص على تطوير الشبكات وبناء محطات عملاقة. 

وحدها شبكات التوزيع حصلت على أكثر من 60.6 مليار جنيه خلال الفترة من 2014 إلى 2024.

بنية تحتية تنافس العالمية

النجاحات لم تتوقف عند بناء محطات كهرباء ضخمة مثل محطات "سيمنز" الألمانية الشهيرة، بل امتدت لتأسيس شبكات ربط كهربائي مع الدول العربية والأوروبية والأفريقية، مما وضع مصر على الخريطة كمركز إقليمي للطاقة. 

ولم يكن غريبًا أن نرى مشروعات طاقة متجددة من الرياح والشمس باستثمارات ضخمة من دول الخليج والإمارات تنطلق من الأراضي المصرية.

شهادة من الفضاء

في لفتة رمزية ومعبرة، نشرت السفارة الأمريكية في القاهرة صورًا التقطتها محطة الفضاء الدولية تظهر القاهرة تتلألأ ليلًا، مع إشادة بالنمو العمراني الذي تشهده البلاد، وتوسع مدن جديدة كالقاهرة الجديدة و6 أكتوبر. 

وأكدت السفارة أن هذه الصور لا تعبر فقط عن النور، بل عن تقدم علمي وبنية تحتية تنمو باضطراد.

مصر.. مركز عالمي للطاقة

النهضة لم تتوقف عند تلبية الاحتياجات المحلية فقط، بل امتدت لتأهيل مصر كي تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الطاقة، خاصة مع الطفرة الهائلة في مشاريع الطاقة النظيفة. ومن هنا، بدأت البلاد تتحول إلى وجهة جاذبة للاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة، مستندة إلى فائض إنتاجي تجاوز 60 جيجاوات.

نجحت مصر خلال سنوات قليلة في كتابة فصل جديد في تاريخها الاقتصادي، عنوانه "الطاقة"، حيث باتت الكهرباء أحد أهم روافد التنمية والاستثمار في الدولة. 

قصة مصر مع الطاقة أصبحت اليوم نموذجًا يحتذى به، ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى العالم.