حرب ترامب ضد الحوثيين ـ غموض الاستراتيجية وغياب الشركاء!

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرب ترامب ضد الحوثيين ـ غموض الاستراتيجية وغياب الشركاء!, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 02:45 مساءً

اكتسب الحديث عن اليمن مزيدا من الزخم، مع تعرض وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لانتقادات على وقع استخدامه منصة سيغنال لمناقشة خطط عن مهاجمة الحوثيين.

وعلى الرغم من دعوات الديمقراطيين المتزايدة إلى استقالة هيجسيث، فإن الرئيس دونالد ترامب يقف بحزم إلى جانب وزير دفاعه.

بيد أن الانتقادات لم تقتصر على هيجسيث ومزاعم كشفه عن أسرار بشأن هجمات واشنطن ضد الحوثيين، فقد صعدت وسائل إعلام أمريكية من انتقاداتها لأسلوب ترامب في التعاطي مع أزمة الملاحة الدولية.

تحت عنوان "حرب ترامب على الحوثيين لن تفلح"، قالت مجلة "فورين بوليسي" إن البنتاغون قد ينخرط في نهج يشبه بلعبة "اضرب الخلد" ضد الحوثيين، لكن هذا لن يؤدي إلى نتائج قوية فيما يتعلق بالملاحة عبر البحر الأحمر، حسب الصحيفة.

وذكر التقريرأنه خلال الأسابيع الخمسة الماضية، صعّدت إدارة ترامب هجماتها على الحوثيين المدعومين من إيران، لكن تخلل ذلك ظهور مشاكل كبيرة، مما يؤكد مدى صعوبة تحقيق نتائج إيجابية على أرض الواقع.

وفي ذلك، قالت إميلي ميليكين، الباحثة المتخصصة في شؤون اليمن والشرق الأوسط في المجلس الأطلسي بواشنطن، إن الضربات الأمريكية على الحوثيين كانت "فعالة إلى حد ما حيث تمكنت في القضاء على قادة الحوثيين وقدراتهم العسكرية".

وفي مقابلة مع DW عربية، أضافت أنه سيكون من الصعب "القضاء على الحوثيين تماما نظرا لعلاقاتهم وتواجدهم الوثيق في اليمن وقدرتهم على إخفاء قيادتهم وأيضا قدرتهم على الصمود بشكل عام".

"غياب الاستراتيجية"

وتتعرّض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية، يُحمّلون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وشلّت هجمات الحوثيين حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادةً حوالي 12% من حركة الملاحة العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.

ويرى الدكتور أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع في كلية "كينغز كوليدغ لندن"، أن ترامب لا يمتلك "استراتيجية عملية ومستدامة لاحتواء الحوثيين".

وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف "حملة الضغط العسكري التي يشنها (ترامب) لا تكفي لإضعاف قدرات الحوثيين على الأكثر، ولن تُقوّض قدرتهم على تهديد الملاحة في باب المندب. هذه الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة هي محاولة يائسة لملء فراغ استراتيجي بنشاط لن يجلب أي نتائج ملموسة على المدى الطويل".

حرب المليار ـ فاتورة العمليات العسكرية

في تقريرها، قالت مجلة فورين بوليسي إن طرق الشحن والتجارة عبر البحر الأحمر ما زالت تعاني من كساد رغم الهجمات الأمريكية على الحوثيين التي بلغت فاتورتها مليار دولار.

وأضافت المجلة أنه "إذا كان الأمر يتعلق بحرية الملاحة، فإن (حملة ترامب) لم تنجح" مما يثير علامات استفهام حيال تكلفة فاتورة الغارات الأمريكية على الحوثيين.

وفي هذا السياق، قالت إميلي ميليكين، التي تتولى منصب المديرة المساعدة في "مبادرة N7" التابعة للمجلس الأطلسي، إن "أحدث التقديرات تشير إلى أن إدارة ترامب أنفقت ما يقارب مليار دولار في أقل من شهر من هجومها على الحوثيين".

وفي حديثها مع DW عربية، نوهت إلى أن "هذه التكلفة الباهظة ستكون أحد أهم العوامل التي سوف تدفع الولايات المتحدة إلى التفكير في استراتيجيات أخرى مثل فرض عقوبات أو مساعدة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على إنهاء الحرب".

من جانبه، يتوقع الدكتور أندرياس كريغ أن تزداد تكلفة الحملة العسكرية ضد الحوثيين "بشكل كبير على المدى الطويل"، مضيفا "من المُستبعد أن يُظهر ترامب نفسه كرئيس أمريكي آخر يلعب دور شرطي العالم، فيما تكتفي بقية دول العالم في الجلوس على مقعد المتفرج".

وأضاف "يأمل ترامب في أن تكون هجماته ضد الحوثيين جزءا من مسار دبلوماسي يُشرك فيه وسطاء مثل سلطنة عمان لإقناع الحوثيين بوقف عملياتهم العسكرية. يرتكن نهج ترامب في إبرام الصفقات على أمرين: الأول يتمثل في ممارسة الضغوط والثاني يقوم على الانخراط" في مبادرات دبلوماسية.

زيارة ترامب إلى الخليج

في تقرير حديث، قال المركز الأطلسي إنه ينبغي على إدارة ترامب اتباع استراتيجية متعددة الجوانب تدخل في طياتها دبلوماسية إقليمية فعّالة للضغط على جهات دولية مثل "روسيا و الصين لمنعها من تعزيز قدرات الحوثيين".

يشار إلى أنه في منتصف الشهر الجاري، اتهمت الخارجية الأمريكية شركة أقمار اصطناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على المصالح الأمريكية، وهو ما نفته بكين بشدة.

وسبق ذلك فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أشخاص وكيانات مقرها روسيا، يعملون على المساعدة في شراء أسلحة وسلع، بما في ذلك حبوب أوكرانية مسروقة، لجماعة الحوثي.

وقد أعلن البيت الأبيض أن ترامب سوف يزور السعودية و قطر والإمارات منتصف الشهر المقبل في أول جولة خارجية له منذ بدء ولايته الثانية.

وأثارت جولة الرئيس الأمريكي المرتقبة في الخليج تساؤلات حيال إمكانية إقناع ترامب الرياض و أبو ظبي في دعم حملته ضد الحوثيين.

استبعدت إميلي ميليكين، الباحثة المتخصصة في شؤون اليمن و الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، أن تقدم السعودية أو الإمارات "على تعميق تدخلهما في اليمن".

وأضافت في حديثها مع DW عربية، "رغم مشاركة الإمارات والسعودية في تحالف الدول العربية ضد الحوثيين، فهما يدركان أن الضربات الأمريكية على الحوثيين قد تُصعّب التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام معهم".

ويتفق في هذا الرأي عمر كريم الخبير في السياسة الخارجية السعودية والزميل المشارك في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الباحث أيضا في جامعة برمنغهام،

وفي مقابلة مع DW عربية، قال كريم "لا أعتقد أن إشراك السعودية والإمارات سيكون بهذه السهولة، فكلا البلدين يرغبان في الحفاظ على وقف إطلاق النار مع الحوثيين، ولم يعد بإمكانهما تحمل المزيد من الهجمات الصاروخية أو بالطائرات المسيرة".

وأضاف "حتى في حالة الموافقة على تمويل حملة ترامب، فسيتم ذلك سرًا، بهدف نهائي هو طرد الحوثيين عسكريا من صنعاء والساحل، وهو هدفٌ بالغ الصعوبة، وأي هجوم بري سيؤدي مجددا إلى شن الحوثيين هجمات على المناطق الحدودية السعودية بشكل خاص. لذا، فإنه على وقع هذه المخاوف، فمن غير الممكن لكل من السعودية والإمارات الانخراط" في أي عمل عسكري ضد الحوثيين.

إقناع السعودية والإمارات؟

وكانت الإمارات والسعودية قد نفتا في 16 من أبريل/نيسان الجاري تقارير بشأن مشاركتهما في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن هجوم بري محتمل من قبل فصائل في اليمن على الحوثيين.

وكانت وول ستريت جورنال قد ذكرت أن فصائل يمنية تخطط لهجوم بري بمحاذاة ساحل البحر الأحمر للاستفادة من قصف أمريكي استهدف الحوثيين، وأن الإمارات تناولت خطة تلك الفصائل مع مسؤولين من الولايات المتحدة.

وأوردت بلومبرغأيضا أن قوات يمنية معارضة للحوثيين تجري محادثات مع الولايات المتحدة وحلفاء في منطقة الخليج بشأن هجوم بري محتمل.

ووصفت لانا نسيبة مساعدة وزير خارجية الإمارات للشؤون السياسية في تصريح لرويترز التقريرين بأنهما مزاعم "غريبة لا أساس لها". كما نفى مصدر رسمي سعودي التقريرين، قائلا إنهما زائفان.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع في كلية "كينغز كوليدغ لندن"، إن السعودية ولا الإمارات "لن يساهمان في قيادة حرب ضد الحوثيين حيث ترغب كلتا الدولتين في تهدئة التصعيد وعدم إعطاء الحوثيين أي ذريعة لتوجيه طائراتهم المُسيّرة وصواريخهم نحوها".

وأضاف في مقابلة مع DW أنه "حتى لو استطاعت الإمارات قيادة (أي حملات ضد الحوثيين) من وراء الكواليس. يبقى هناك خطر من تفاقم انقسام المشهد السياسي اليمني المجزأ والمستقطب في الوقت الراهن. من غير المرجح أن ينهي أي تدخل بري الحرب في اليمن، بل على العكس سيؤدي إلى اندلاع صراع طويل وواسع النطاق مما سيدفع الحوثيين إلى مزيد من التصعيد."

*دويتشه فيله

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق