نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرب اقتصادية شاملة.. كُبرى الشركات التقنية الصينية تتصدى لرسوم ترامب الجمركية, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 12:35 صباحاً
تسارع كُبرى الشركات التقنية الصينية، مثل “علي بابا” و”جيه دي.كوم” و”بيندودو”، إلى إطلاق مبادرات ضخمة تستهدف تحويل تركيز آلاف المصدّرين من الأسواق العالمية إلى السوق المحلية، في إطار حملة قومية تهدف إلى تقوية الاقتصاد الصيني أمام تداعيات الحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وكانت الصين قد فرضت مجموعة من القيود الاقتصادية الواسعة ضد الولايات المتحدة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع أبريل الجاري فرض رسوم جمركية بنسبة قدرها 34% على غالبية الواردات الصينية.
وبعد سلسلة من موجات التصعيد المتبادل، أعلنت الصين فرض رسوم جمركية بنسبة قدرها 125% على السلع الأميركية، ردًا على قرارات ترامب التي أسفرت عن رفع إجمالي التعريفات على الواردات الصينية إلى 145%، ويعني ذلك عمليًا توقف حركة التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأعلنت “علي بابا” تشكيل فريق عمل خاص للتعامل مع المُصدّرين في أكثر من عشر مقاطعات صينية، في حين تعهّدت منصتا “تاوباو” و”تي مول” التابعتان لها بمنح عمولات أعلى وظهور أفضل في نتائج البحث لمساعدة ما لا يقل عن 10 آلاف مُصدّر في تسويق 100 ألف منتج محليًا.
ومن جهتها، تحاول شركة “بيندودو” تخفيف آثار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة في التجّار النشطين في منصتها الشهيرة “تيمو”، ووعدت الشركة بضخ استثمارات قدرها 100 مليار يوان (نحو 13.7 مليار دولار) لمساعدة التجار.
ويأتي هذا التحرك في وقت يُواجه فيه المصدّرون الصينيون سلسلة تحديات، أبرزها فرض تعريفات جمركية ضخمة على العديد من المنتجات الموجهة إلى السوق الأمريكية، مما يجعل استمرار تلك الصادرات خيارًا غير مجدٍ اقتصاديًا.
وفي السياق ذاته، كشفت منصة التجارة الإلكترونية “جيه دي.كوم” عن تخصيص صندوق بقيمة قدرها 200 مليار يوان (نحو 27.5 مليار دولار) لشراء منتجات من المصدّرين المحليين خلال العام المقبل، في حين أطلقت شركات أخرى مثل “تينسنت”، مالكة تطبيق “وي شات”، و”بايت دانس” مالكة تيك توك، برامج مشابهة لدعم الاقتصاد المحلي.
ومن ناحيتها، أعلنت شركة خدمات الإنترنت الصينية “بايدو” أنها ستتيح لمليون شركة فرصة إعلان منتجاتها عبر البث المباشر باستخدام “أشخاص افتراضيين” مدعومين بتقنيات الذكاء الاصطناعي مجانًا، في حين أكدت شركة “ديدي” المُتخصصة في خدمات النقل أنها سوف تستثمر ملياري يوان في برامج تهدف إلى “استقرار التوظيف وتعزيز الاستهلاك”، فضلًا عن دعم المصنعين المحليين في التوسع نحو الأسواق العالمية.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن خبراء صينيين قولهم إن الاعتبارات السياسية دفعت هذه الشركات إلى “تحمّل مسؤولياتها الاجتماعية طواعية”، وإن الشركات لا تحتاج إلى تدخل رسمي لاتخاذ هذه الخطوات، نظرًا إلى “امتلاكها حِسّا سياسيًا عاليًا يكفي لتوجيه قراراتها”، على حد تعبيرهم.
يُذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد التقى في فبراير الماضي عددًا من كبار رجال الأعمال، منهم جاك ما مؤسس “علي بابا”، وبوني ما رئيس “تينسنت”، في إشارة إلى تحسّن العلاقة بين الحكومة الصينية والقطاع الخاص خلال السنوات الأخيرة.
وظهرت مؤشرات على وجود توجه حكومي نحو دعم المنتجات الصينية محليًا، سواء من خلال حملات شراء قومية، أو عبر تدخل “الفريق الوطني” المكوّن من صناديق استثمار وشركات حكومية لدعم الأسواق المحلية، وإعادة شراء الأسهم في سوق المال.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق