من قلب المعارك الكروية، وبين صراخ الجماهير وتموجات العشب، يظهر فينيسيوس جونيور كأحد أكثر اللاعبين إثارة في العالم، لاعبٌ بقدرات فردية خارقة، لكنه الآن في مرمى التساؤلات: هل تأثر مستواه بسبب خسارته للكرة الذهبية؟ هل توقفت انطلاقته فجأة في اللحظة التي كان يجب أن يتحول فيها إلى “الوحش الذي لا يُوقف”؟

رغم هدفه الجميل في شباك آرسنال في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لم يكن فينيسيوس نجم ريال مدريد حاسمًا كما اعتاد عشاق الميرنجي، خروجه مع الفريق من البطولة وضعه أمام مرآة الموسم، حيث يُظهر الانعكاس بعض الندوب؛ الأرقام، كما العيون، لا ترحم.

فينيسيوس بالأرقام قبل وبعد خسارة الكرة الذهبية

كان فينيسيوس قد غرّد بعد حفل البالون دور بعبارة مشحونة بالمرارة: “سأكررها عشر مرات إن اضطررت، إنهم ليسوا مستعدين”، في إشارة مباشرة إلى فوز ليونيل ميسي بالجائزة، وما رآه نجم ريال مدريد ظلمًا واضحًا.

لكن، وبينما بدا في البداية أنه سيدخل في طور “الانتقام الصامت”، تبيّن مع مرور الوقت أن تأثير الصدمة كان أعمق، في الموسم الحالي، لم يكن البرازيلي الحاسم المعتاد؛ لم يقدم ما يجعله المرشح الأول للكرة الذهبية المقبلة، بل دخل في دوامة من الأداء المتذبذب والتراجع الذهني.

أرقام مقلقة لـ فينيسيوس بعد بداية 2025

6 أهداف فقط منذ بداية العام.

5 تمريرات حاسمة في كل المسابقات.

3 ركلات جزاء مهدرة هذا الموسم، اثنتان منها في لحظات حاسمة.

هدف واحد فقط حاسم ضمن سلسلة طويلة من الأهداف غير المؤثرة.

لم تكن الأهداف القليلة وحدها المشكلة، بل نوعيتها، هدفان ضد سالزبورج المُتراجع، وآخر في خسارة أمام فالنسيا، لم تكن كافية لإنقاذ الصورة، أما ركلة الجزاء أمام أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال، فكانت لحظة درامية انهارت فيها آمال الميرنجي.

انخفاض لـ فينيسيوس في المعدلات الهجومية

ومع هذه التراجعات، تُطرح تساؤلات حقيقية: هل فقد فينيسيوس شرارته؟ أم أن الضغط الذهني، والإحساس بالخذلان بعد تجاهل العالم له في البالون دور، أثر على أدائه؟

ومضات آمل.. هل يعود؟

ورغم كل ما سبق، هناك إشارات تبعث على الآمل، تحسن في نسبة المراوغات الناجحة، تراجع في عدد فقدان الكرة، وأداء دفاعي أكثر اتزانًا، الأرقام تقاربت في بعض الجوانب مع موسم 2021-2022، موسمه الأفضل، حينما شكل مع كريم بنزيما ثنائية قاتلة أنهت الحكايات الأوروبية لمنافسي مدريد.

لكن المؤكد، أن فينيسيوس يقف الآن على مفترق طرق: إما أن ينهض، يستعيد بريقه ويُثبت أنه نجم استثنائي يستحق كل الجوائز، أو يستمر التراجع ويغدو مجرد ظل لنفسه السابقة.

وبين النقد والتحليل، تبقى الحقيقة أن الكرة الذهبية، وإن لم يحصل عليها فينيسيوس، فقد نالت شيئًا من روحه.

إحصائيات نجوم ريال مدريد