في خطوة تعكس تصاعد الضغوط القانونية والتنظيمية على عمالقة التكنولوجيا، كشفت وثائق محكمة أمريكية أن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، ناقش في وقت سابق فكرة فصل "إنستغرام" كشركة مستقلة عن الشركة الأم، وذلك في محاولة لتخفيف وطأة التدقيق المرتبط بممارسات الاحتكار.

وجاء هذا الكشف خلال جلسة استماع قضائية ضمن محاكمة لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) ضد "ميتا"، حيث تم استعراض رسالة إلكترونية مؤرخة بعام 2018 كتبها زوكربيرغ، أعرب فيها عن اهتمامه بإجراء "خطوة متطرفة" عبر تحويل "إنستغرام" إلى كيان منفصل.

وقال زوكربيرغ في الرسالة: "رغم أن معظم الشركات تميل لمقاومة الانقسامات، إلا أن التاريخ يثبت أن بعض المؤسسات تعمل بشكل أكثر كفاءة بعد الانفصال. الفوائد التآزرية قد تكون مبالغًا فيها، بينما تكاليف الاستراتيجية المجمعة غالبًا ما تكون أعلى مما يُقدّر".

وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تمنح "ميتا" مرونة استراتيجية وتخفف الضغوط السياسية المتصاعدة، خاصة مع تزايد الأصوات الداعية إلى تفكيك الشركات التكنولوجية الكبرى.

وتأتي هذه التصريحات في ظل محاكمة كبرى تخوضها "ميتا" حالياً أمام القضاء الأمريكي، حيث تتهمها لجنة التجارة الفيدرالية بإساءة استخدام موقعها المهيمن عبر استحواذها على "إنستغرام" (2012) و"واتساب" (2014) بهدف خنق المنافسة في سوق الشبكات الاجتماعية.

وخلال استجوابه أمام المحكمة، قال زوكربيرغ إن الرسالة تعكس تقييمًا استراتيجيًا للبيئة السياسية آنذاك، في إشارة إلى تصاعد التدقيق الحكومي منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب واستمراره في إدارة جو بايدن.

وتشهد شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة موجة غير مسبوقة من الدعاوى القضائية المتعلقة بمكافحة الاحتكار، حيث رفعت وزارة العدل الأمريكية عدة قضايا ضد شركات مثل "غوغل" (2020 و2023) و**"آبل" (2024)**، في حين تقدمت لجنة التجارة الفيدرالية أيضًا بدعوى ضد "أمازون" (2023).

وبينما تتعزز الدعوات لإعادة هيكلة كبرى شركات التكنولوجيا، يبقى السؤال الأهم: هل يشهد العالم قريباً تفكيك واحدة من أقوى إمبراطوريات وسائل التواصل الاجتماعي؟

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك