في حادثة مؤلمة هزّت الأوساط اليمنية وأثارت حالة من الحزن والأسى، لقي اليوتيوبر الشهير نزيه سوار وثلاثة من أصدقائه مصرعهم غرقًا صباح اليوم أثناء السباحة في ساحل الكورنيش بمدينة الحديدة الساحلية.

تفاصيل الحادثة المأساوية

أفادت مصادر محلية أن الضحايا، ومن بينهم عاطف القرصبي، حسن علي ديده، وماجد عباس، كانوا يقضون وقتًا ترفيهيًا على شاطئ البحر عندما تعرضوا لتيارات بحرية قوية أدت إلى انجرافهم بعيدًا عن الشاطئ.

ورغم المحاولات المستميتة من قبل بعض المتواجدين في المنطقة لإنقاذهم، إلا أن شدة التيارات وسوء الأحوال الجوية حالا دون ذلك.

وبحسب شهود عيان، كانت هناك تحذيرات صريحة لهواة السباحة من خطورة الدخول إلى المياه بسبب هيجان البحر، لكن الضحايا لم يعيروا هذه التحذيرات اهتمامًا، مما أدى إلى هذه النهاية المأساوية.

وقد تم العثور على جثث الضحايا بعد ساعات من البحث المستمر من قبل فرق الإنقاذ المحلية.

ردود الفعل وانتشار الحزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي

سرعان ما انتشرت أنباء الحادثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول الناشطون صور الضحايا ومقاطع فيديو تظهر اللحظات الأخيرة لهم قبل الغرق.

كما أعرب الآلاف من المتابعين والمحبين للضحايا، وخاصةً اليوتيوبر نزيه سوار الذي كان يتمتع بشعبية واسعة، عن حزنهم العميق إزاء هذا الحادث.

وفي تعليقاتهم، دعا ناشطون إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحد من حوادث الغرق المتكررة على السواحل اليمنية.

وأشار البعض إلى غياب الرقابة الأمنية والتدابير الوقائية اللازمة لحماية الزائرين، مثل وضع علامات تحذيرية واضحة وتوفير فرق إنقاذ متخصصة على الشواطئ.

نزيه سوار.. شخصية مؤثرة تغيب عن المشهد

كان نزيه سوار أحد أبرز الشخصيات المؤثرة على منصة "يوتيوب" في اليمن، حيث استطاع جذب آلاف المتابعين من خلال تقديم محتوى متنوع يجمع بين الترفيه والمعلومات الثقافية حول الحياة اليومية في البلاد.

رحيله المفاجئ ترك فراغًا كبيرًا لدى جمهوره ومتابعيه، الذين عبروا عن حزنهم عبر التعليقات والمنشورات.

كتب أحد المعجبين على صفحته الشخصية: "فقدنا اليوم شخصية مميزة كانت تنقل لنا البسمة والأمل في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها. رحمك الله يا نزيه".

بينما قال آخر: "هذه خسارة كبيرة ليس فقط لأصدقائه وعائلته، بل لكل محبيه الذين كانوا يستمدون منه طاقة إيجابية".

دعوة لتحسين أمان الشواطئ اليمنية

تسلط هذه الحادثة الضوء على الحاجة الملحة لتحسين مستوى الأمان في الشواطئ اليمنية، خاصة في ظل تكرار حوادث الغرق بشكل مستمر.

وطالب العديد من الناشطين الجهات المعنية بضرورة تنفيذ خطط شاملة تشمل:

• وضع علامات تحذيرية واضحة في المناطق الخطرة.
• توفير فرق إنقاذ مدربة على مدار الساعة.
• توعية الجمهور بأهمية الالتزام بالتعليمات والإرشادات الخاصة بالسلامة.

تمثل هذه الحادثة المأساوية خسارة كبيرة للمجتمع اليمني، حيث فقدت البلاد أرواحًا شابة كانت تحمل طموحات وأحلامًا كبيرة.

وفي الوقت الذي ينعى فيه الجميع الضحايا، يجب أن تكون هذه الحادثة نقطة تحول لتحسين إجراءات السلامة على الشواطئ اليمنية ومنع تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.