البرّ خيار مسافري الإمارات في عطلتهم الصيفية لبلدانهم - هرم مصر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

برز مؤخّراً خيار السفر البري من الإمارات كحل واقعي وفعّال، لا سيما للراغبين في الوصول إلى كل من الأردن وسوريا ولبنان. حيث لوحظت زيادة في الإقبال على هذا الخيار بالسيارات الشخصية. تزامن ذلك مع الإغلاق الجزئي لعدة مجالات جوية في المنطقة، نتيجة التطورات الجيوسياسية، وما رافقها من ارتفاع حاد في أسعار تذاكر الطيران، ونقص الرحلات، وإلغاء وتأجيل أخرى.

تحدّث مسؤولون في قطاع السفر لـ«لخليج» حول خيار السفر البري، في ظل إقبال المقيمين من هذه الدول عليه في الفترة الأخيرة، مشيرين إلى أن هؤلاء المسافرين وجدوا في الطريق البري وسيلة موثوقة لتجنب الإلغاء أو التأجيل، والحفاظ على خططهم لقضاء عطلهم الصيفية بين الأهل في أوطانهم، إضافة إلى توفير المال، في ظل ارتفاع أسعار التذاكر.

وأشار هؤلاء إلى أن دخول المسافر عبر السعودية، يتطلب الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، تختلف شروطها وفقاً لجنسية المسافر والغرض من الزيارة. لافتين إلى أن هذه التجربة تتسم بعدة تحديات، لكنها تفتح المجال أمام بديل أكثر استقراراً، في ظل اضطراب الملاحة الجوية، ليتحول السفر البري إلى خيار يحظى بإقبال متنامٍ، لتجنب هذه التأثيرات.

تحول نحو البر

يقول الخبير السياحي سعود الدرمكي، إن الفترة الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في الإقبال على السفر براً من الإمارات ودول خليجية، إلى كل من الأردن وسوريا ولبنان، مروراً بالأراضي السعودية، تأثراً بالتوترات الإقليمية المتصاعدة، التي دفعت العديد من المسافرين، إلى البحث عن بدائل أكثر أمناً واستقراراً. ويرى أن هذا التحول يعكس الرغبة في تجنّب المسارات الجوية المضطربة، حيث بات السفر البري يمثل خياراً آمناً وأكثر مرونة، خصوصاً للعائلات والمقيمين، الذين يسعون لقضاء إجازتهم الصيفية في بلدانهم وتجنب خسارتها.

خيار مستدام

يشير الدرمكي إلى أن السفر البري سيعيد قريباً تشكيل مشهد التنقّل والسياحة في المنطقة، ويتوقع أن تسهم الرحلات البرية في خلق فرص استثمارية جديدة لشركات النقل والسياحة، مع إمكانية تطوير نموذج سياحي – اقتصادي يعتمد على الربط البري بين الخليج والمشرق.

ويضيف: «هذه العودة قد لا تكون مؤقتة كما يظن البعض، بل مرشحة للتحول إلى خيار مستدام، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الملاحة الجوية إقليمياً. غير أن مستقبل هذا التوجه مرهون بمدى الاستقرار الجيوسياسي، وتسهيل الإجراءات الحدودية، وتوفيــر بيئة سفر تحفّز المسافرين على خوض تجربة السفر البري بثقة».

تحديات وأمان

يرى الدرمكي أن هؤلاء المسافرين يرون أن السفر عبر البر، أصبح وسيلة موثوقة لتجنب الإلغاء أو التأجيل، والحفاظ على خططهم لقضاء عطلهم الصيفية، ويمنحهم مزيداً من الأمان، إضافة إلى أنه يتيح لهم حرية أكبر في التنقل، والتوقف في مواقع سياحية على طول الطريق في السعودية والأردن.

ويتابع: «مع كل هذه الفوائد، يبقى السفر البري محفوفاً بالتحديات، أبرزها طول مدة التنقل، وإجراءات الحدود المتعددة التي تتطلب تأشيرات مختلفة لكل دولة. كما يواجه المسافرون تحديات لوجستية تتعلق بنوعية الطرق، وإجراءات العبور، واحتمالات التأخير في المنافذ الحدودية، التي قد تفرض انتظاراً طويلاً منهم».

آلية الدخول

يشير شريف الفرم، المدير التنفيذي لمجموعة «شريف هاوس» للسياحة والسفر، إلى أن دخول المسافر الراغب في عبور السعودية، يتطلب الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، تختلف شروطها وفقاً لجنسية المسافر والغرض من الزيارة، وتتوافر طريقتان رئيسيتان لاستخراج التأشيرة، وهي إما عبر منصة التأشيرات الإلكترونية قبل السفر، أو من خلال القنصلية السعودية في الإمارات.

لافتاً إلى أن الرحلة تستغرق ما بين 24 إلى 36 ساعة، وفقاً لسرعة التنقل، وعدد التوقفات، وطبيعة المعابر الحدودية. ويضيف أن التكلفة الإجمالية للرحلة تعتمد على عدة عوامل، أبرزها استهلاك الوقود الذي يتغير حسب نوع السيارة وكفاءتها، والمسافة المقطوعة بين المدن. وتشمل التكاليف أيضاً رسوم العبور في بعض المعابر الحدودية، وتكاليف تأمين السيارة، الذي يغطي السفر الدولي، فضلاً عن نفقات الإقامة والوجبات في حال التوقف خلال الطريق.

بديل اضطراري

يرى خبراء سياحة ونقل أن هذا التوجه المتزايد للسفر عبر البر، يعكس تغيّرات جذرية في جغرافيا السفر في المنطقة، ويستدعي وضع استراتيجيات تطويرية، من خلال تبسيط إجراءات التأشيرات، واعتماد أنظمة حجز إلكترونية موحدة تسهل تجربة المسافر، وتجعل من خيار السفر عبر البر بديلاً، يتماشى مع أي متغيرات جيوسياسية أو اقتصادية طارئة في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق