من رفض 11 سيارة إلى بطل يتحمل الحروق لإنقاذ الآخرين: السعودية تكافئ الأبطال بمليون ريال ووسام ملكي

البطل السعودي ماهر الدلبحي: مثلاً للبطولة والإيثار

خرج البطل السعودي ماهر فهد الدلبحي من مدينة الملك سعود الطبية بالرياض محمولًا على أعناق الفخر والاعتزاز، بعد رحلة علاج دامت لأسابيع عدة بسبب الحروق الشديدة التي تعرض لها أثناء محاولته إنقاذ محطة وقود في الدوادمي من انفجار وشيك. في مشهد يبرز تقدير المملكة لأبنائها الأبطال، تم تكريم الدلبحي ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بالإضافة إلى مكافأة مالية قدرها مليون ريال، مما يعكس القيم النبيلة التي تتمتع بها القيادة السعودية تجاه المواطنين المضحين.

تمكن الدلبحي من إحباط كارثة إنسانية ومادية كبرى في منتصف أغسطس الماضي عندما نشبت النيران في شاحنة محملة بالتبن داخل محطة وقود بمركز الجمش في محافظة الدوادمي. بينما فر سائق الشاحنة من المكان خوفًا من الانفجار، اتخذ الدلبحي قرارًا شجاعًا لم يتردد في تنفيذه، مما غير مجرى الأحداث تمامًا.

قصص الشجاعة والتضحية

أدرك ماهر الدلبحي حجم الكارثة المحتملة إذا امتدت النيران إلى خزانات الوقود، فاندفع نحو الشاحنة المشتعلة دون أي اعتبار لسلامته الشخصية. قاد المركبة المحترقة لمسافة آمنة بعيدًا عن المحطة، متحملاً حرارة النيران التي حروقت أجزاء من جسده ووجهه. ولسوء الحظ، أصيب بحروق من الدرجة الثالثة في وجهه ورأسه وأطرافه. تم نقله على الفور إلى مدينة الملك سعود الطبية، حيث تلقى الرعاية الطبية المتخصصة والمكثفة حتى تماثل للشفاء واستقرت حالته الصحية بشكل كامل. ورغم الإصابات المؤلمة، احتفظ بروح تغمرها التسامح والتفاؤل، معبّرًا عن شكره لكل من دعموه.

كانت استجابة المجتمع السعودي لقصة هذا البطل استثنائية، حيث انطلقت تقارير عنه لترتفع على منصات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما أُطلق عليه لقب “بطل الدوادمي”. تناقل السعوديون قصته كنموذج للشجاعة والإقدام، مطالبين بتكريمه بشكل رسمي نظرًا لتضحيته الجسيمة في سبيل حماية الأرواح والممتلكات. جاءت الاستجابة الرسمية بسرعة، إذ حصل الدلبحي على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، إضافة إلى المكافأة المالية، مما يدل على عمق تقدير الدولة للمواطنين المضحين من أجل سلامة الآخرين.

تتوازى قصة الدلبحي مع أخرى ملهمة، حيث يروي مانع بن ناصر، المعروف بلقب “الرجل الذهبي”، كيف أنقذ 21 شخصًا من سيول جدة المدمرة، مرفضًا بهذا العمل الإنساني تلقي المكافآت. تمثل هذه القصص دروسًا خالدة في معنى المسؤولية المجتمعية والشجاعة الفعلية. في عالم يشهد أحيانًا تراجعًا في القيم النبيلة، يأتي أبطال حقيقيون مثل الدلبحي وبن ناصر ليثبتوا أن روح التضحية والإيثار لا تزال تتواجد في قلوب أبناء هذا الوطن. تعكس مواقفهما قيم البطولة والمروءة التي نشأ عليها الأجيال المتعاقبة من السعوديين الشرفاء.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *