نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دانة الجنيبي.. إبداع أشهر وسنوات بالخيوط الملونة - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 11:04 مساءً
هرم مصر - على الكانفاس البيضاء اختارت دانة الجنيبي أن تحيك حكاية إبداعها بالخيوط والصبر وليس بالألوان، فاستخدمت الإبرة بدلاً من الفرشاة لتطرز بها لوحات تستغرق في إنجازها أشهراً وسنوات، وتنتمي إلى مدارس مختلفة، وعلى الرغم من أن الجنيبي تتمتع بخلفية دراسية علمية، بسبب تخصصها في علم الأوبئة البيطري، إلا أنها نجحت في تقديم تعريفها الخاص للفنون، وراحت تكشف في لوحاتها عن سرد بصري ينبض بالحياة، ويتباين بين التجريد والمشاهد الواقعية التي يستغرق إنجازها أسابيع وأشهراً، وأحياناً سنوات.
علوم وفن
استهلت دانة الجنيبي حديثها مع «الإمارات اليوم» عن جمعها بين العلوم والفن، قائلة: «كنت محبة للعلوم منذ الصغر، ويمكن القول إن القاسم المشترك بين العلوم والفن هو الفضول، وقد تعلمت من العلوم حل جميع التحديات، وهذا ما دفعني إلى دخول مجال غير تقليدي في الفنون، وهو التطريز، فيما كان تخصصي في مجال المختبر البيطري، وحصلت على الدراسات العليا في علم الأوبئة البيطري، إذ كنت أول إماراتية تنهي الدراسات العليا في هذا الاختصاص»، وأضافت الجنيبي بتعريفها للتطريز: «فن التطريز ليس مجرد فن يمكن استخدامه لتزيين الأقمشة والملابس، بل هو وسيلة للتعبير، وقد أتقنت هذه الهواية في المدرسة، إذ كنّا في مادة التربية الأسرية نتعلم أساسيات الخياطة، والقليل عن حرفة التطريز، وأحببت التطريز، كما أن انتمائي لعائلة مبدعة في الحرف اليدوية، سواء الخياطة أو الكروشيه، جعل الخيط في متناول يدي في جميع الأوقات».
وتعلمت الجنيبي بعض الأساسيات المرتبطة بالتطريز من خلال والدتها، ثم تعمدت تطوير مهارتها من خلال التجريب، موضحة أن الخبرة طوّرت كثيراً من نظرتها للفنون، كما أنها حين تترك القطعة وتعود إليها بعد سنوات، تنظر إليها بطريقة مختلفة، وتعدّل عليها، ونوهت بأنها لم تخضع لدورات تدريبية، بل تعلمت من خلال الكتب وبعض الدروس الموجودة «أونلاين»، مشددة على أن التعلم من الأخطاء والاستكشاف يعتبر الأمثل.
لوحات وحقائب
بدأت الجنيبي استخدام التطريز في لوحات فنية، منذ سنوات، موضحة أنها كانت متذوقة للرسم والفنون، ولكنها لا تتقن تقنيات الرسم بالريشة، ولم تجد نفسها بالألوان، وبحكم وجود الخيوط في بيتها باتت تطرز اللوحات والحقائب الصغيرة، وأكدت على أن قماش الكانفاس يأتي ضمن سماكات وأشكال مختلفة، فهو قماش مفرغ، ويتم قياس عدد الفراغات في «الإنش» الواحدة، وتبعاً لذلك يتم اختيار الخيط المناسب للفراغات، مشيرة إلى أن الفراغات الكبيرة تتطلب خيطاً سميكاً، بينما القليلة تحتاج إلى خيط رفيع، فضلاً عن أن الخيط الواحد يتكون من «ست فتلات»، ويمكن تقسيمها بحسب الرغبة، أو حتى دمج الخيوط الملونة مع بعضها بعضاً، تماماً كدمج ألوان اللوحة، وتتباين أنواع الخيوط بين القطن والصوف والحرير، ونوهت الجنيبي بأن خيوط القطن تمنح اللوحة الصلابة، بينما الصوف يمنحها الإحساس بالدفء، فيما الحرير يحمل اللمعان، مشددة على أن اختيار الخيط هو الذي يحدد هوية اللوحة، وأوضحت أنها تأثرت بالتراث الإسلامي، وتاريخ وتراث الإمارات، إذ تأثرت بالحرف اليدوية الإماراتية كالتلي والسدو، وكذلك بالفنون التشكيلية، وربطت بين حرفة التطريز والفنون.
طرق متباينة
تختار الجنيبي طرقاً متباينة تعتمد فيها على تطريز اللوحة، ومنها الغرز التي تأتي على شكل خطوط مائلة متكررة، وتستخرج التفاصيل في اللوحة من خلال تباين الألوان، ما يمنحها الدقة المتناهية فتبدو نابضة بالحياة، بينما في المقابل هناك نوع آخر من الغرز، وهو شكل «الإكس»، وهي تمنح المشاهد الواقعية القريبة من تقنية التصوير، فيما التقنية الثالثة تعتمد على الخطوط الطولية بقياسات مختلفة، وهي معتمدة في اللوحات التي تحمل الأشكال الهندسية، ونوهت الفنانة الشابة بوجود الكثير من التقنيات الأخرى التي يتم اختيارها تبعاً للمشهد، موضحة أنها حين تعمل تضع تصوراً للوحة، وكيف سيكون شكلها النهائي، أما الأخطاء في التطريز فتتطلب فك الخيوط، ووصفت الجنيبي هذه المرحلة بكونها استكشافية، تتيح التعلم، مبينة أن شد الخيوط يرتبط إلى حد كبير باحترافية العمل التطريزي.
أشهر وسنوات
وتستغرق اللوحات وقتاً طويلاً من التطريز يراوح بين الأسابيع والأشهر والسنوات، وأشارت الجنيبي إلى أن الوقت يعتمد على حجم اللوحة، والتفاصيل الموجودة فيها، وتعدد الألوان، موضحة أن هذه الحرفة علمتها التأمل في التفاصيل، والصبر والهدوء، كما أنها تساعدها على التفكير واتخاذ القرارات، وتمضي الجنيبي مع كل لوحة رحلة مختلفة، فتصبح اللوحة شاهدة على مجموعة من المشاعر والذكريات، كما أن الوقت يبني علاقة متينة مع اللوحة إلى أن تكتمل، وتكون لكل لوحة رحلتها، فيما يتمثل الدرس الأهم بأن الإنجاز لا يأتي بسرعة، بل يتطلب وقتاً، دون أن تنفي وجود لوحات لم يكتب لها أن تكتمل، وجمالها يكمن في أنها لم تكتمل.
وتتأثر الجنيبي بالبيئة المحيطة بها، سواء العمران أو الناس والسفر والمدن ومشاعر الناس، وبالتالي حين تقدم لوحة معينة، تتباين فيها المشاعر، فهي تتبع التغيرات في البيئة، ولا تشعر بأي نوع من القيود أو الحدود، واعتبرت أن الأدوات البسيطة وغياب القواعد يمنح فن التطريز فرصة أن يكون مندمجاً ضمن الفن المعاصر، مشيدة بالقيادة الرشيدة التي تركز على الفن والثقافة، وتدعم الفنانين الشباب.
موازنة بين العلوم والفنون
أكدت الفنانة دانة الجنيبي أن مجال العلوم يحمل في طياته الكثير من الضغوط، ولهذا كانت الفنون الملجأ بالنسبة إليها للموازنة بين ضغوط الحياة والعمل، وأشارت إلى أنها تعلمت التطريز في الصغر، وتركته خلال فترة المدرسة، ثم قررت العودة إليه في فترة الجامعة وما بعدها، بعد أن وجدت أنها هواية تشكل استراحة من عالم العلوم وضغوط الحياة، ونوهت بأنها درست علم الأوبئة البيطري بعد جائحة «كورونا»، بسبب ما حملته تلك الفترة من هواجس حول الأمراض، وكيفية انتقالها من الحيوانات إلى البشر، موضحة أنها حصلت على منصب رئيس قسم بعد حصولها على الشهادة.
دانة الجنيبي:
• تعلمت من العلوم حل جميع التحديات، وهذا ما دفعني إلى دخول مجال غير تقليدي في الفنون، وهو التطريز، فيما كان تخصصي في مجال المختبر البيطري.
• انتمائي لعائلة مبدعة في الحِرف اليدوية، سواء الخياطة أو الكروشيه، جعل الخيط في متناول يدي بجميع الأوقات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : دانة الجنيبي.. إبداع أشهر وسنوات بالخيوط الملونة - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 11:04 مساءً
0 تعليق