نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شعراء إماراتيون من «أصحاب الهمم»: نريد التفاتة إعلامية دون «مِنَّة» ولا «شفقة» - هرم مصر, اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025 11:48 مساءً
هرم مصر - أكّد شعراء إماراتيون من أصحاب الهمم أن الإعاقة الجسدية لم تمنعهم من التعبير الشعري، بل شكلت حافزاً لإبراز مواهبهم، وذلك على الرغم من غياب الحاضنة الثقافية التي تركز على المشهد الإبداعي لهذه الفئة، وقلة فرص الإدماج وصعوبة النشر، وطالب الشعراء من أصحاب الهمم بلفتة إعلامية لهم، مؤكدين في الوقت نفسه ألّا يكون ذلك من باب «الشفقة» أو «المِنّة»، بل كحقّ أساسي لهم، في الوقت الذي أجمع المشاركون في شهاداتهم، على أهمية دعم المواهب الأدبية لأصحاب الهمم، وتوفير منابر إعلامية وثقافية فاعلة تبرز تجاربهم، في ظل تراجع عدد الأمسيات والفعاليات والمسابقات الشعرية المخصصة لهم، مطالبين بدمجهم في المشهد الثقافي والأدبي العام في الإمارات، وتخصيص مبادرات مستدامة تسهم في اكتشافهم وتطوير قدراتهم، وتوثيق منجزاتهم بوصفها جزءاً من الحركة الإبداعية المحلية.
توفير الفرص
على الرغم من فقدانه البصر بشكل كلي منذ الولادة، فإن الشاب الإماراتي، عمر فايز العمري، استطاع تجاوز عثرات إعاقته بالاستناد إلى دعم العائلة ورعايتها وصولاً إلى تحقيق طموحاته بنيل درجة البكالوريوس في مجال القانون، في الوقت الذي لم يتخلَ العمري عن موهبته القديمة في مجال الشعر، واصفاً هذه التجربة بالقول: «أتاحت لي نشأتي في مدينة العين مجالاً رحباً لتذوق الشعر منذ مرحلة مبكرة من عمري، إذ كبرت في بيئة تحتفي بالقوافي والكلمات، ووالدي وشقيقي يكتبان الشعر، وكل من حولي إما شاعر وإما متذوق لفنون الشعر».
وعلى الرغم من أن تجربة العمري، لم تنلْ حقها من الاهتمام والاحتفاء، فإنها حققت المركز الثالث في مسابقة «شاعر الهمم» مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وقال العمري: «سعيد بالجائزة، خصوصاً بالمشاركة التي أعدّها خطوة في الاتجاه الصحيح وفي طريق نشر مواهب أصحاب الهمم في المجال الشعري والأدبي، ليتعرّف الوسط الثقافي إلى ملامح تجربة هذه الفئة وخصوصيتها الأدبية والإنسانية»، منوهاً: «بقيمة وأهمية استيعاب هذه المواهب، وأهمية طرح محاولاتها وتوفير فرص الالتقاء بها وتشجيعها».
شراكات واهتمام
من جهته، يُكرّس الإماراتي محمد الغفلي نشاطاً ملحوظاً في عدد موسع من الحقول الاجتماعية والإعلامية الفارقة التي جعلته أحد أهم أصوات أصحاب الهمم في الإمارات، إلا أن شغف الشعر يبقى الجانب «الأقل حظاً» من بين مواهبه المتنوعة التي فرضت حضورها في الكثير من الفعاليات والمناسبات المحلية، إذ توقف الغفلي عند تجربته الشعرية في مجال «الشلات» التي خاضها مع أحد أصدقائه، فضلاً عن بعض الأعمال الشعرية والأناشيد المتفرقة، التي طُرِحت عبر قناته على منصة «يوتيوب»، وتجربة أوبريت «50 الهمم» الذي ضم 50 مبدعاً من بينهم أربعة مؤدين وثلاثة مترجمين من أصحاب الهمم، والتي وصفها بأنها مبادرة مجتمعية وهدية لقيادة الإمارات وشعبها، بمناسبة مرور 50 عاماً على قيام الاتحاد».
3 ديسمبر
ووصف الغفلي تجربة أصحاب الهمم المغمورة في مجال الشعر قائلاً: «أولاً يجب أن تكون هناك قاعدة بيانات تضم تجاربنا الشعرية، وأن تتولى المؤسسات الثقافية في الدولة، مهمة التركيز على المشهد الثقافي لأصحاب الهمم، وتضمين مشاركاتهم الفاعلة في المناسبات الوطنية والاجتماعية المتعددة التي تقام في الدولة لإبراز مواهبهم المتفردة، كما أقترح في هذا الصدد إقامة أسبوع كامل، لدعم أصحاب الهمم يتم خلاله تسليط الضوء على تجاربهم الإبداعية، خصوصاً أن الأمم المتحدة خصصت تاريخ الثالث من ديسمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي لأصحاب الهمم».
غياب الدعم
الشاعر خلف الكعبي، الذي ولد باعوجاج خَلقي في العمود الفقري ثم بشلل أطفال، لم يخترْ درب الكفاح، لأن الكفاح فرض نفسه عليه، فكانت بداياته الشعرية النبطية في تسعينات القرن الماضي بالتوازي مع دراسته الأكاديمية في جامعة الإمارات، وبعد تخرجه وعمله في التدريس، استمر الكعبي يقرض الشعر ويكتب للمنشدين، مؤكداً: «في بداية مشواري ومازلت في بداياتي، حاولت الإعلان عن قصائدي ودواويني عبر الجرائد تارة وبجهدي تارة أخرى، ولم تنجح محاولاتي، فطبعت ديواني الأول (رحيق الأيام) والثاني (ديوان شاعر أصحاب الهمم) ثم كتبت لبعض المنشدين، واتجهت إلى المعنيين بأصحاب الهمم، وبصراحة لم أجد ذلك الدعم في البداية، لكنني واصلت طرق الأبواب، ففتحت لي أبواب (نادي دبي لأصحاب الهمم) و(نادي عجمان لأصحاب الإعاقة) و(مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم)»، وتابع: «لم تلتفت المؤسسات الثقافية والإعلامية جيداً للشعراء أصحاب الهمم، وحتى لا أظلمهم لم يصل لسمعي أنهم فعلوا، ولا يحق لي اتهامهم بالتقصير، كما لا أعفيهم من المسؤولية، وعليهم أن يضعوا نصب أعينهم أنهم إن فعلوا ذلك فعليهم أن يتجنبوا صيغة الشفقة والمِنّة».
تميّز وإبداع
أما الشاعرة الإماراتية، إسراء علي الأميري، التي تجاوزت إعاقتها البصرية بسبب مرض نادر في الدم، لتثبت قدرتها على تحدي المصاعب وتحويلها إلى فرص، فقد نجحت باقتدار في تكريس حس مجتمعي فريد وسلك طريق المسؤولية بتخصصها في التربية الخاصة والإعاقات الحسية التي تدرسها حالياً في جامعة الإمارات، في الوقت الذي بدأت في مجال الشعر المحكي منذ عمر ست سنوات، لتجمع في رصيدها اليوم نحو 100 قصيدة، منها الكثير من القصائد الوطنية، قائلة: «تعلقت بحب الشعر منذ الصغر، لأنه أقرب بوح إلى قلبي وأصدق مرآة تعكس ما يختلج في صدري من مشاعر»، معبرة عن انفتاحها على تجارب عدد من شعراء الهمم الإماراتيين القيّمة، مثل تجارب الشعراء: عمر العمري ومسعود الأحبابي وطالب المري التي تعدّها مُلهِمة ومنافسة بكل المقاييس، قائلة: «لا يمكن أن تؤثر الإعاقة في حدود المنافسة الشعرية بين أصحاب الهمم وغيرهم من فئات المجتمع، بل أراها محفزاً أكثر على التميّز وإثبات قدرة هذه الفئة وإرادتها على التحدي في المجالات الإبداعية كافة».
فرص ودعم
أكّد مدير بيت الشعر في الفجيرة وعضو «منصة الشاعر الإماراتي»، الشاعر الإماراتي محمد خميس السويدي، أن تجربة الشعراء الإماراتيين من أصحاب الهمم اليوم تستحق الدعم، فهي مواهب شعرية حقيقية، مضيفاً: «إن تعاملي مع الشعراء أصحاب الهمم لا يختلف في ماهيته عن تعاملي مع بقية الشعراء، فأنا أنظر إلى ما يقدمونه من موهبة شعرية تستحق الدعم والظهور والانتشار، فأكون إلى جانبهم ناصحاً وموجهاً ومسانداً للطرفين على حد سواء، والشعراء من أصحاب الهمم تبرزهم موهبتهم، ولا يكون ذلك إلا بتقديمهم لجمهور الشعر».
دمج وتمكين
في إطار تمكين أصحاب الهمم وإشراكهم في البرامج الثقافية والإبداعية والارتقاء بحضورهم في مجال الشعر، أكّد الشاعر العُماني من أصحاب الهمم، فاضل بن ناصر الهادي، المُقيم في الدولة منذ عام 1997، أن هناك تقصيراً ملحوظاً في دعم هذه الفئة المبدعة، وطالب «بتكثيف الأمسيات والندوات الشعرية والأدبية الخاصة بأصحاب الهمم في الدولة، ودمجهم في المناسبات العامة، ليتسنى لهم اكتشاف الفرص، ونشر تجاربهم والتفاعل مع التجارب الشعرية الأخرى، وبالتالي فتح مجالات شراكة مع دور النشر، لمناقشة إمكانية طباعة ونشر أعمالهم الشعرية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : شعراء إماراتيون من «أصحاب الهمم»: نريد التفاتة إعلامية دون «مِنَّة» ولا «شفقة» - هرم مصر, اليوم الأحد 7 سبتمبر 2025 11:48 مساءً
0 تعليق