نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مخالفات غذائية.. طلبة «يتفننون» في إخفاء «الماتشا» و«الإندومي» داخل الحقائب المدرسية - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 11:22 مساءً
هرم مصر - رصدت إدارات مدارس مخالفات غذائية في حقائب طلبة المرحلتين الثانية والثالثة، تمثلت في جلب مشروبات وأطعمة غير مدرجة ضمن قائمة الأغذية المعتمدة في المقاصف المدرسية، حيث لجأ بعضهم إلى «أساليب مبتكرة» لإخفائها خلال فترات الاستراحة.
وأوضحت أن بعض الطلبة يحضرون مشروب «الماتشا» داخل أكواب عازلة للحرارة ليظل ساخناً حتى نهاية اليوم الدراسي، فيما تعاد تعبئة مشروب الطاقة في زجاجات مياه شخصية ليبدو كأنه ماء، كما تتسلل عبوات «الإندومي» الجافة إلى الحقائب لتؤكل كوجبة «مقرمش»، أو مطبوخة في أكواب حفظ الحرارة، ويجد الشيبس الحار طريقه إلى المدرسة ملفوفاً داخل خبز «تورتيلا» بعناية.
وأكدت أن هذه الممارسات باتت ملحوظة ومتكررة بشكل لافت، ما يستدعي تشديد الرقابة داخل المدارس وتكثيف التوعية الصحية، مع إشراك أولياء الأمور في توجيه أبنائهم نحو بدائل غذائية آمنة وصحية.
وتفصيلاً، ذكرت إدارات مدارس حكومية وخاصة لـ«الإمارات اليوم» أنها عممت على الطلبة وأولياء أمورهم قائمة بالأطعمة والمشروبات غير الصحية الممنوع إدخالها إلى الحرم المدرسي، وتشمل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، والحلويات والشوكولاتة، والأطعمة المقلية مثل الشيبس والبطاطس المقلية، واللحوم المصنعة، إضافة إلى الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، أو التي تحتوي على ألوان ونكهات صناعية.
وأوضحت أن الهدف من هذه الإجراءات لا يقتصر على ضبط ما يدخل إلى الحرم المدرسي، بل يهدف إلى الحد من السمنة والأمراض المزمنة بين الطلبة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة، وتعزيز أنماط غذائية صحية ترافقهم مدى الحياة، مضيفة أن توفير بيئة مدرسية خالية من الأطعمة الضارة يسهم في تحسين مستويات التركيز والانتباه داخل الصفوف، ورفع تحصيلهم الأكاديمي، فضلاً عن غرس وعي صحي يجعلهم أكثر قدرة على اتخاذ خيارات غذائية سليمة حتى خارج المدرسة.
ركيزة أساسية
وقالت المستشارة الأسرية والتربوية، عائشة علي البيرق، إن طلبة الحلقتين الثانية والثالثة يتفننون في إخفاء الأطعمة والمشروبات غير المطابقة للاشتراطات الصحية، متأثرين بـ«تريندات» على وسائل التواصل الاجتماعي وإعلانات تجارية تروج لمشروبات الطاقة والماتشا والوجبات السريعة.
وأشارت إلى أن كثيراً منهم يتعامل مع هذا السلوك على أنه «تحدٍّ» يثبتون من خلاله براعتهم في التحايل على الرقابة المدرسية، وكسر القواعد بطريقة يعتبرونها إنجازاً شخصياً، مضيفة أن «بعض الطلبة يلجأ إلى أساليب طريفة مثل إعادة تعبئة مشروبات الطاقة في زجاجات المياه، أو وضعها في علب الغذاء بين الوجبات، ليشعر بأنه أذكى من المراقب ويحقق ما يريد دون أن يكتشف أمره أحد».
وبينت البيرق أن «بعض أولياء الأمور يسهمون دون قصد في ترسيخ هذه الممارسات من خلال توفير منتجات مثل مشروب الماتشا لأبنائهم في المنزل، أو الاستجابة لطلباتهم بشرائه، ليصبح جزءاً من روتينهم اليومي داخل المدرسة»، محذرة من أن «الترويج لمثل هذه المنتجات عبر المنصات الرقمية يستند إلى أهداف تجارية بحتة، دون أي اعتبار لصحة الطلبة أو تأثيرها المستقبلي على نموهم الجسدي وسلوكهم الغذائي».
وأوضحت أن رفع مستوى وعي الأسرة والطلبة يعد ركيزة أساسية للحد من السلوكيات الغذائية غير الصحية، لافتة إلى أن الطلبة أمامهم اليوم خيارات واسعة من الأطعمة الصحية والمعتمدة في المقاصف المدرسية، جرى انتقاؤها بعناية لتناسب مختلف المراحل العمرية، وتدعم نموهم الجسدي وتوازنهم السلوكي.
وأشارت إلى أن المدارس تطبق آلية تدريجية عند ضبط الطالب وهو يحضر أصنافاً من المشروبات أو الأطعمة غير المسموح بها، تبدأ بمصادرة المواد الغذائية المخالفة، ثم توجيه الطالب وتوعيته بالجانب الصحي، يلي ذلك إبلاغ ولي الأمر، وفي حال تكرار السلوك تسجل مخالفة سلوكية بحق الطالب وترفع وفق الإجراءات المعمول بها.
مشروبات الطاقة
وحذرت استشاري كلى الأطفال، الدكتورة زبيدة الإسماعيلي، من خطورة بعض المشروبات والأطعمة الشائعة بين طلبة المدارس، مؤكدة أنها تشكل تهديداً مباشراً لصحة الأطفال، خصوصاً في الفئة العمرية من 10 إلى 15 عاماً، التي تعد مرحلة حاسمة في نمو الكلى والجهاز الدوري.
وأوضحت أن مشروبات الطاقة والمشروبات المنبهة مثل «الماتشا» تحتوي على نسب مرتفعة من الكافيين والسكر، مشيرة إلى أن عبوة واحدة من مشروب الطاقة (250 مل) تضم نحو 80 ملغ من الكافيين و27 غراماً من السكر، فيما يحتوي كوب الماتشا المحضر بملعقة صغيرة (2 غرام) على ما بين 40 و70 ملغ من الكافيين، وقد يصل في بعض التحضيرات التجارية المركزة إلى 150 ملغ، فضلاً عن احتوائها على كميات كبيرة من السكريات المضافة والمنكهات الصناعية.
واستندت الإسماعيلي إلى توصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، التي تمنع تماماً تناول الكافيين لمن هم دون 12 عاماً، وتوصي بألا يتجاوز استهلاك المراهقين من 12 إلى 18 سنة 100 مليغرام يومياً، مع التأكيد على ضرورة الامتناع عن مشروبات الطاقة لجميع الفئات العمرية.
وبينت أن الأضرار الصحية لهذه المنتجات تشمل: اضطرابات النوم، فرط النشاط، تهيج المعدة، تسارع ضربات القلب، زيادة خطر السمنة، تسوس الأسنان، إلى جانب متلازمة الأيض التي تشمل السكري وارتفاع الكوليسترول.
وفي ما يتعلق بوجبة «الإندومي»، أوضحت الإسماعيلي أنها تحتوي على نسب عالية جداً من الصوديوم قد تصل إلى 1600 ملغ في الوجبة الواحدة، وهو ما يتجاوز الحد الموصى به للأطفال بحسب الفئة العمرية، ويزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى مستقبلاً، فضلاً عن احتوائها على دهون مشبعة ومنكهات صناعية ومواد حافظة قد تسبب تهيجاً في الجهاز الهضمي.
وذكرت أن رقائق الشيبس الحارة، تعد من أكثر المنتجات تسبباً في تهيج المعدة، وقد تؤدي إلى آلام بطنية، وقيء، أو ارتجاع، إلى جانب احتوائها على ألوان صناعية مثل Red 40 وYellow 6، التي قد تؤثر على الانتباه والسلوك لدى بعض الأطفال، مؤكدة أنها فقيرة بالقيمة الغذائية وغنية بالدهون الفارغة، ويؤدي استهلاكها المنتظم إلى ترسيخ عادات غذائية غير صحية وزيادة خطر السمنة. وشددت على ضرورة الامتناع عن توفير هذه المنتجات داخل المدارس، وتشجيع الطلبة على تناول الماء والحليب بدلاً من المشروبات الغازية أو المنبهة، مع تقديم بدائل صحية مثل الفواكه والخضراوات الطازجة، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الطبيعية، ومنتجات الألبان غير المحلاة.
وقالت إن «المشروبات الغنية بالكافيين والسكريات، والأطعمة المصنعة عالية الصوديوم، لا تعد مجرد خيارات غذائية سيئة، بل هي عوامل خطر حقيقية تؤثر على صحة الأطفال، وتمهّد لأمراض مزمنة في المستقبل، من ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الجهاز الهضمي إلى أمراض القلب والكلى».
خليط تجاري
وأكد استشاري طب الأسرة في دبي، الدكتور عادل سعيد سجواني، أن التغذية المدرسية عنصر محوري في حماية صحة الطلبة، لاسيما أن الفئة العمرية بين 10 و15 عاماً تعد مرحلة حاسمة لبناء العظام وتطوير الكتلة العضلية، محذراً من أن الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية خلال هذه المرحلة قد يخلف آثاراً بعيدة المدى على نمو الطفل وصحته المستقبلية.
وأوضح سجواني أن المشروبات الغنية بالسكريات ترفع مستويات الإنسولين في الدم بشكل حاد، ما يرهق البنكرياس ويزيد خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين والسكري لاحقاً، لافتاً إلى أن المشروبات الغازية، بما فيها تلك المصنفة «دايت» أو «زيرو سكر»، تحتوي على مادة الفوسفات التي ترتبط بضعف كثافة العظام وهشاشتها مع مرور الوقت.
وأضاف أن مشروبات الطاقة تحتوي على نسب مرتفعة من الكافيين، وهي غير آمنة للأطفال والمراهقين دون 18 عاماً، إذ قد تسبب تسارع ضربات القلب ونوبات إغماء متكررة.
وفي ما يتعلق بمشروبات «الماتشا» و«سبانيش لاتيه» التي باتت تحظى بشعبية واسعة بين الطلبة، نبه سجواني إلى أن الماتشا الأصلية تعد خياراً صحياً إذا تم تناولها باعتدال، نظراً لفوائدها، إلا أن ما يروج له حالياً في المقاهي وتحت مظلة «التريندات» على منصات التواصل الاجتماعي، لا يمت بصلة للماتشا النقية، بل هو خليط تجاري محمل بكميات كبيرة من السكر، والكراميل، والمنكهات الصناعية، ما يحول المشروب من مادة مفيدة إلى «قنبلة سكرية» عالية السعرات، تلحق الضرر بالجسم بدلاً من أن تعزز صحته، خصوصاً لدى الفئات العمرية الصغيرة.
وأكد أن بناء العادات الصحية يبدأ من المنزل، مضيفاً أنه «لا يمكن أن نطلب من الطفل أن يختار الطعام الصحي إذا كان الأبوان يستهلكان الأطعمة والمشروبات الضارة يومياً»، داعياً إلى أن بناء ثقافة غذائية صحية لدى الطلبة لا يتحقق بالمنع وحده، بل يبدأ من القدوة في المنزل، ويتعزز بالشراكة بين الأسرة والمدرسة، مشدداً على أن «الطفل الذي يرى والديه يختاران الطعام الصحي، سيختاره بدوره دون إجبار، فالسلوك يكتسب بالممارسة لا بالتوجيه فقط».
بدائل صحية
وأكدت إدارية في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، آلاء محمد، أن الإدارة التعليمية تولي ملف التغذية المدرسية اهتماماً كبيراً منذ بداية العام الدراسي، مشيرة إلى توجيه رسائل توعية دورية لأولياء الأمور، تتضمن إرشادات حول أهمية اختيار وجبات صحية ومتوازنة لأبنائهم، وتوضيح قائمة الممنوعات الغذائية داخل الحرم المدرسي.
وأضافت أن فرق الشؤون الطلابية، بالتعاون مع الكادر التمريضي والمعلمين، تتابع يومياً محتوى حقائب الطلبة خلال فترات الاستراحة، لرصد أي مخالفات غذائية، والتدخل الفوري لمنع تناول الأطعمة أو المشروبات غير المسموح بها، مثل مشروبات الطاقة أو الأطعمة الحارة والمصنعة.
وأوضحت أن الهدف من هذه الإجراءات ليس فرض رقابة صارمة، بل حماية الطلبة وتعزيز وعيهم الغذائي، مؤكدة أن المدرسة تعمل على تقديم بدائل صحية داخل المقصف، وتشجع الطلبة على تبني خيارات غذائية سليمة من خلال أنشطة توعوية ومسابقات تفاعلية، بالتعاون مع أولياء الأمور.
آلية تدريجية للتعامل مع الطالب الذي يحضر أصنافاً من المشروبات أو الأطعمة غير المسموح بها:
- مصادرة المواد الغذائية المخالفة.
- توعيته بالجانب الصحي.
- إبلاغ ولي الأمر.
• وفي حال تكرار السلوك تسجل مخالفة سلوكية بحق الطالب.
• الشيبس الحار يجد طريقه إلى المدرسة ملفوفاً داخل خبز «تورتيلا» بعناية.
آلاء محمد:
• فرق الشؤون الطلابية تتابع محتوى حقائب الطلبة يومياً خلال فترات الاستراحة لرصد أي مخالفات غذائية.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : مخالفات غذائية.. طلبة «يتفننون» في إخفاء «الماتشا» و«الإندومي» داخل الحقائب المدرسية - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 11:22 مساءً
0 تعليق