انطلاق فعاليات ندوة سلطان العويس في اليونسكو «سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء» - هرم مصر

جديد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انطلاق فعاليات ندوة سلطان العويس في اليونسكو «سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء» - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 11:22 مساءً

هرم مصر - تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، انطلقت أول من أمس، الندوة الدولية الكبيرة «سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء»، التي تنظمها مؤسسة سلطان بن علي العويس بالتعاون مع منظمة اليونسكو بمقر المنظمة في باريس، وذلك في إطار الاحتفال بمئوية الشاعر سلطان بن علي العويس المولود في العام 1925.

وحضرت الندوة الوزيرة نورة بنت محمد الكعبي، وسفير الدولة لدى فرنسا فهد سعيد الرقباني، ومساعد المديرة العامة لقطاع الثقافة في منظمة اليونسكو إرنستو أتون راميريز، ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية الدكتور سليمان موسى الجاسم، والمندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو، رئيس المجموعة العربية علي الحاج آل علي، والأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عبدالحميد أحمد، وعدد من رؤساء الوفود الدولية الدائمة لدى اليونسكو، ونخبة من المفكرين والأدباء والشخصيات العامة والإعلاميين، وغيرهم من المهتمين.

صوت مازال يتردد

وألقت الوزيرة نورة الكعبي كلمة خلال الافتتاح، قالت فيها: «يطيب لي أن أعبر عن بالغ امتناني لوقوفي بينكم اليوم، في هذا الصرح العالمي (اليونسكو)، للاحتفاء بحياة وإرث الراحل سلطان بن علي العويس؛ الشاعر والمحسن والرمز الثقافي الذي مازال صوته الشعري والإنساني يتردد صداه في أرجاء الوطن العربي والعالم».

وتابعت الكعبي: «وُلد هذا الرجل الاستثنائي في منطقة الحيرة بإمارة الشارقة عام 1925، حيث نشأ في بيئة غنية بتقاليد الغوص على اللؤلؤ والتجارة، فشبّ على قيم الصبر والشجاعة والإتقان، هذه القيم نفسها هي ما شكّلت مسيرته لاحقاً، فتعامل مع الكلمات كما يتعامل مع اللآلئ: ينتقيها بدقة، يصقلها بإخلاص، ويقدّمها للعالم بكرم وسخاء. لقد كانت رحلته حقاً رحلة عطاء ووفاء وانتماء».

وأضافت: «لم يقتصر إبداع شاعرنا العويس - رحمه الله - على صياغة القصائد، بل تجاوزها إلى التعبير بصدق وأصالة عن تطلعات وآمال إخوانه وأخواته المواطنين، جامعاً في شعره بين عبقرية التراث وروح العصرنة. ولم يتوقف عطاؤه عند حدود الإبداع الأدبي، بل امتد ليشمل العمل الخيري، حيث استثمر في ركائز المستقبل: التعليم، والمؤسسات الثقافية، والجوائز التشجيعية، ضامناً بذلك تقدير ودعم الأجيال القادمة من المبدعين العرب في شتى المجالات».

وتابعت الكعبي: «لعلّ أبرز تجليات هذا الإرث الخالد هو (جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية) التي أُطلقت عام 1987، لتكون منارة سنوية لتكريم رواد الفكر والأدب والعلوم في العالم العربي، في مجالات الشعر، والسرد، والمسرح، والنقد، والدراسات الإنسانية، والمستقبلية. لقد جسّدت هذه الجائزة رؤيته الثاقبة بأن الثقافة ليست ترفاً، بل هي جوهر التقدم وصمام الأمان لهويّتنا».

وقالت الكعبي: «يسهم إرث شاعرنا الكبير في تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة منارة للثقافة، وملتقى للحوار الحضاري، وجسراً يربط بين المشرق والمغرب».

وأضافت «هذه الندوة، تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وبالشراكة مع منظمة اليونسكو، تُذكّرنا جميعاً بمسؤوليتنا المشتركة: ألا وهي رعاية وتكريم الأصوات المُغيّبة التي تنطلق من الجذور المحليّة لتبلغ الآفاق العالمية. وكان سلطان العويس خير من جسّد هذه الرسالة السامية».

قدرة الشعر الخالدة

كما ألقى مساعد المديرة العامة لقطاع الثقافة في منظمة اليونسكو إرنستو أتون راميريز، كلمة ترحيبية، قال فيها: «غالباً ما يُقال إن الكلمات يمكن أن تتجاوز اللحظة التي تُقال فيها، لتتردد عبر الثقافات والقرون، لا سيما الشعر، الذي يمتلك قدرة خالدة على تحريك القلوب والحفاظ على الذاكرة، وبناء الجسور الثقافية بين الناس عبر الحدود. نجتمع اليوم للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد سلطان بن علي العويس، الذي لاتزال كلماته حية، تقدم الحكمة والجمال للعالم».

وأضاف «لم يكن سلطان العويس شاعراً ذا حساسية عميقة فحسب، بل كان أيضاً كاتباً وخيّراً وسفيراً ثقافياً. بالنسبة لليونسكو، تتردد أصداء حياته وأعماله بعمق؛ فهي تجسد قيم الإبداع والإنسانية والتضامن التي تشكل جوهر رسالتنا. لذلك، فإن هذه الذكرى المئوية ليست مجرد تكريم لفرد استثنائي، بل هي تذكير بالدور العالمي للأدب والفنون في تشكيل المجتمعات».

وواصل: «نحن في اليونسكو نؤمن بأن الثقافة أكثر من مجرد تراث وإبداع؛ فهي قوة تغذي الحوار، وتعزز التماسك الاجتماعي، وتلهم الصمود في مواجهة التحديات العالمية. هذه القناعة توجه كل جهودنا، من حماية التراث الحي إلى تعزيز تنوع التعبيرات الثقافية، ومن دعم الفنانين إلى تمكين الحوار بين الثقافات، كما تؤسس لتحقيق الأهداف المرجوة من تحضيرنا للمؤتمر العالمي لسياسات الثقافة (موندياكلت 2025)، حيث ستتعاون كل الدول الأعضاء للدفاع عن الثقافة كهدف مستقل ضمن الأجندة الدولية المستقبلية. وفي هذا السياق، يُعد شعر سلطان العويس ليس مجرد كنز وطني، بل مساهمة قيّمة في الرواية المشتركة للإنسانية».

وختم راميريز بالقول: «في الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى المئوية لميلاده، دعونا نكرم إرثه من خلال تجديد التزامنا الجماعي بوضع الثقافة في صميم مستقبل الإنسانية».

لغة عالمية مشتركة

بدوره، ألقى نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية الدكتور سليمان موسى الجاسم، كلمة المؤسسة وقال فيها: «في هذا الصرح الدولي الذي جعل من الثقافة والجمال لغة عالمية مشتركة، نحتفي بمرور 100 عام على ولادة شاعرٍ جعل من الكلمة فعلاً حياً، ومن العطاء مشروعاً إنسانياً، سلطان بن علي العويس، وإننا نشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز أن يكون سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، راعياً لهذا الحدث الثقافي الدولي».

وتابع «هذا الحدث يرسم صورة حضارية أخرى من الصور المشرقة لدولة الإمارات العربية المتحدة متمثلة بشاعرها الراحل سلطان بن علي العويس، الذي نحتفل بمرور 100 عام على ولادته. لقد آمنت اليونسكو بأن الثقافة هي الطريق الأقصر إلى السلام، وأن الهوية الإنسانية لا تكتمل إلا حين تُحفظ الذاكرة الإبداعية للشعوب. ومن هنا تأتي قيمة اعتماد عام 2025 للاحتفاء بالشاعر والإنسان سلطان بن علي العويس، ليس تكريماً لذكراه فقط، بل اعترافاً بدور الثقافة في صياغة وجدان البشرية».

وأضاف الجاسم «لقد أدرك العويس مبكراً أن قوة الأمم لا تُقاس بما تملك من ثروات ومبانٍ شاهقة، بل بما تحفظه من إرث فكري، وبما تضيفه من أسئلة وأحلام إلى المسيرة الإنسانية».

«كلمات تهوى الجمال»

وقبيل افتتاح الندوة تجوّلت نورة الكعبي رفقة السفير فهد سعيد الرقباني، سفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية، ووفود من مختلف الدول وأدباء وشخصيات عامة في أروقة معرض «كلمات تهوى الجمال»، وأبدت إعجابها باللوحات والصور التي تعرض في قاعة ميرو بمنظمة اليونسكو، والتي تقام على هامش الندوة. كما تلقت الكعبي مسكوكة تذكارية أصدرها مصرف الإمارات المركزي من الدكتور سليمان موسى الجاسم، وشكرت مؤسسة العويس الثقافية على حسن تنظيم هذه الاحتفالية الدولية التي عززت من حضور الإمارات في المشهد الثقافي العالمي.

وبدأت وقائع الندوة بعرض فيلم عن سلطان العويس، ثم توالت الجلسات التي تستمر لمدة يومين، وتشارك فيها نخبة من الباحثين والأدباء والشعراء والمستشرقين من مختلف دول العالم. كما يشارك عدد من الفنانين الإماراتيين والعرب والعالميين في معرض «كلمات تهوى الجمال».

كتب وترجمات

كما أقيم على هامش الندوة معرض كتب مصغر من إصدارات المؤسسة، إضافة إلى ترجمات لأشعار سلطان إلى الفرنسية ترجمها أنطوان جوكي، وترجمتها إلى الإنجليزية د. أمنية أمين، وحملت الترجمتان عنوان «رماد الحب»، كما طرح في المعرض كتاب «سلطان بن علي العويس - سيرة وطن وعطاء» تأليف إبراهيم الهاشمي، وكتاب «الألق الشعري في شعر سلطان العويس» تأليف د. سمر روحي الفيصل.

يُذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اعتمدت عام 2025، عاماً للاحتفال بالذكرى الـ100 لمولد الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، بعد اطلاعها على ملف الشاعر الراحل الذي طرحته اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، في الدورة الـ42 للمؤتمر العام لليونسكو.

وكانت الاحتفالية بمئوية سلطان العويس تضمنت فعاليات عدة، من بينها معارض تشكيلية، وأفلام وثائقية، وحفلات غنائية، وإعادة طباعة الأعمال الشعرية الكاملة لسلطان العويس، وإصدار كتب مصورة، وطوابع بريدية، ومسكوكة تذكارية، وغيرها من الأنشطة التي تحتفي بقامة شعرية إماراتية لها بصمتها الواضحة في الثقافة المحلية والعربية.

نورة الكعبي:   

• تعامل مع الكلمات كما يتعامل مع اللآلئ: ينتقيها بدقة، يصقلها بإخلاص، ويقدّمها للعالم بكرم وسخاء.

إرنستو أتون راميريز:  

• لاتزال كلماته حية، تقدّم الحكمة والجمال للعالم.  

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : انطلاق فعاليات ندوة سلطان العويس في اليونسكو «سلطان العويس.. رحلة الشعر.. رحلة العطاء» - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 11:22 مساءً

أخبار ذات صلة

0 تعليق