جريدة هرم مصر

زلزال اقتصادي عالمي.. كيف يعيد الصراع بين أمريكا والصين رسم خارطة النفوذ؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زلزال اقتصادي عالمي.. كيف يعيد الصراع بين أمريكا والصين رسم خارطة النفوذ؟, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 11:05 صباحاً

في أحد اجتماعات منتدى دافوس الاقتصادي، وقف أحد كبار المستثمرين العالميين قائلاً: "لم يعد الأمر متعلقاً بمن يربح الجولة، بل بمن ينجو من تداعياتها!"، في إشارة إلى التصاعد الخطير في النزاع الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة. الصراع الذي بدأ بإجراءات جمركية انتقل إلى معركة وجودية على مستوى التكنولوجيا والتمويل وحتى النفوذ الجيوسياسي، وها هو اليوم يعصف بثقة الأسواق ويعيد تشكيل الاقتصاد العالمي من جذوره.

تباطؤ النمو العالمي وتراجع الثقة

لقد أدى هذا النزاع الحاد إلى زعزعة الاستقرار في حركة التجارة الدولية، مما انعكس سلباً على اقتصادات الدول الكبرى والصاعدة على حد سواء. تقلصت الاستثمارات المباشرة وتباطأت عمليات التصنيع والتصدير، فيما أصبحت كبرى الشركات العالمية أكثر تردداً في اتخاذ قراراتها التوسعية، نتيجة الضبابية المتزايدة في العلاقات بين القوتين.

الأسواق المالية في حالة ترقب دائم

في كل مرة يصدر فيها تصريح من واشنطن أو بكين، تهتز البورصات العالمية وكأنها تتنفس من فم السياسة. فالتقلبات الحادة في أسعار الأسهم والعملات أصبحت سمة ملازمة لهذا الصراع، حيث لم تعد الأسواق تتفاعل مع الأداء الاقتصادي بقدر ما تراقب لغة التصعيد والتهدئة بين الجانبين.

التنافس التكنولوجي وتأثيره العميق

فرضت الولايات المتحدة قيوداً على شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى، مما دفع الصين إلى تسريع تطوير صناعاتها المحلية، خاصة في مجالات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي. هذا التنافس يهدد بتقسيم العالم إلى منظومتين رقميتين متنافرتين، ما قد يخلق معسكرين اقتصاديين منفصلين بالكامل.

ارتباك سلاسل التوريد واتجاه الأنظار شرقاً

نتيجة الحرب التجارية، قامت العديد من الشركات العالمية بإعادة توزيع مراكزها الصناعية، متجهة نحو دول مثل الهند وفيتنام والمكسيك. هذه التحولات الجذرية في خارطة الإنتاج العالمي تسببت في اضطراب الإمدادات وأسعار المواد الخام، وأثّرت على قدرة الشركات على الوفاء بالتزاماتها في الوقت المناسب.

تأزم العلاقات الجيوسياسية وتهديد الاستقرار الدولي

لم يقتصر الصراع على الاقتصاد فقط، بل تمدد ليشمل ملفات ساخنة مثل النزاع حول تايوان وبحر الصين الجنوبي. إذ أصبحت العلاقات بين البلدين ساحة للمناورة السياسية والعسكرية، مما زاد من احتمالية اندلاع مواجهات قد تتجاوز حدود الاقتصاد إلى تهديد الأمن الإقليمي والدولي.

هل نحن على أعتاب نظام عالمي جديد؟

إن الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين يشكل تهديداً مباشراً لمفهوم العولمة كما نعرفه. ومع استمرار التصعيد، يبدو أن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة من الانقسام الاقتصادي، قد تؤدي إلى إعادة رسم التحالفات الدولية وصياغة نموذج جديد للعلاقات التجارية والسياسية في القرن الحادي والعشرين.

أخبار متعلقة :