نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المُفاوضات النووية: أميركا وإيران وثالثهما شيطان, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 03:17 صباحاً
بالـ "بناءة"، وصفت وسائل إعلام إيرانية عدة، المُحادثات النووية بين طهران وواشنطن، في روما، السبت الماضي. فقد قال مبعوث خاص للتلفزيون الرسمي إن "أجواء المُناقشات كانت بناءة"... و"من المُمكن عقد مُحادثات جديدة في الأيام المُقبلة". وأما وكالة "تسنيم"، فتحدثت بدورها عن "أجواء بناءة". وأفادت إيران لاحقا، بأن الجولة الثالثة من المُحادثات، ستُعقد في عُمان. ومكث الوفدان المُفاوضان في غُرفتين مُنفصلتين، فيما أخذ وزير الخارجية العُماني، ينقل الرسائل بينهما. وقد استغرقت المُحادثات حوالي أربع ساعات، اتجهت خلالها الأنظار إلى روما، وانتهت إلى جدول الاستحقاقات الآتية:
* بدءًا من اليوم مُحادثات فنية على مُستوى الخُبراء في عُمان.
* السبت المُقبل مُفاوضات بناء على الإطار الذي سيُعدُه الخُبراء.
* الجولة الثالثة من المُفاوضات الأميركية–الإيرانية تُعقد في 26 نيسان الجاري في سلطنة عُمان.
* إنها خُلاصة الاجتماع الثاني الذي عقد السبت الماضي، في روما، والذي تزامن مع الاعلان عن زيارة يقوم بها سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد لموسكو، التي كشفت معلومات قبل أيام أنها قد تضطلع بدور في حل الملف النووي.
لقد "فاض الإشعاع النووي من روما"، في سبتِ النور، وحمل الوفدان الأميركي والإيراني "شُعلة التخصيب" بدءا من الأربعاء!.
عراقجي
مرة جديدة، أَعلن مُهندس الدبلوماسية الإيرانية، عباس عراقجي، أن المُحادثات كانت ناجحة، وتمضي نحو الأمام. وجزم: "... نجحنا في التوصُل إلى تفاهُم أفضل بالنسبة إلى مجموعة من المبادئ والأهداف. وكشفَ أنّ الوفد الأميركي "لم يطرح بعد أي ملف غير مُرتبط بالملف النووي"، خلال المُحادثات، بناء على الطلب الإيراني.
وتُصر إيران على أن تقتصر المُحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، مُعتبرة نُفوذها الإقليمي، وقدراتها الصاروخية، ووقف نشاطاتها النووية بما يشمل الأغراض المدنية "خُطوطا حمراء".
البوسعيدي
وأما وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، الذي كان وسيطا بين الفريقين، فأوضح أن المُحادثات أسفرت عن التوافُق للانتقال إلى المرحلة التالية، بهدف "التوصُل إلى اتفاق مُنصف دائم ومُلزم، يضمن خُلُو إيران بالكامل من الأسلحة النووية، ورفع العُقوبات بالكامل عنها، والحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية".
ثالثهما شيطان؟
لقد أظهرت المشهدية أميركا وإيران، تتوسطهما سلطنة عُمان… فيما "الشيطان" ثالثهما، جالس في روما، ينتظر ارتطام المُحادثات بالفشل. وكشف موقع "إكسيوس"، عن وجود "وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي"، رون ديرمر، في مُحيط الاجتماعات، للحُصول على "تحديث" من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وتزامُنا، قال "رئيس الوزراء الإسرائيلي"، بنيامين نتانياهو، إنه "مُلتزم منع إيران من امتلاك سلاح نووي". وأضاف: "لن أتنازل عن ذلك، لن أُفرط فيه، ولن أتراجع عنه، ولا حتى بمقدار مليمتر واحد".
وفور انتهاء جلسة السبت، أرفقت "إسرائيل" مُحادثات روما، بكلام لمسؤول رفيع، لم يستبعد شن هُجوم على المُنشآت النووية الإيرانية، خلال الأشهُر المُقبلة… على رُغم أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أبلغ "رئيس الوزراء الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، بأن الولايات المُتحدة، غير مُستعدة الآن، لدعم خُطوة كهذه.
وأما "غُرفة أعمال" نتنياهو، فتتجند في أميركا، وتعمل مع "المُنظمة الصُهيونية العالمية" و"الايباك"، للضغط على ترامب، وضرب إيران عسكريا، وهو ما يرفضه الرئيس الأميركي حتى الآن، مُفضلا الطُرُق الديبلوماسية. غير أن الخُلاصة –إلى الآن- وبتوصيف عُماني، أظهرت أن ما كان غير مُحتمل، بات الآن مُمكنا!.
سياسة الضُغوط القُصوى
ولقد أتى اجتماع السبت الماضي ثانيا على هذا المُستوى، بين الولايات المُتحدة وإيران، مُنذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحاديا، في العام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي نص على تخفيف العُقوبات الدولية المفروضة على طهران، في مُقابل كبح برنامجها النووي.
وبعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، في كانون الثاني 2025، أعاد اعتماد سياسة "الضُغوط القُصوى" التي انتهجها خلال ولايته الرئاسية الأُولى، حيال الجُمهورية الإسلامية التي انقطعت علاقتها الديبلوماسية مع الولايات المُتحدة مُنذ 1980، بُعيد الثورة الإسلامية في إيران. وفي آذار الماضي، دعا ترامب الحُكومة الإيرانية إلى التفاوض على اتفاق جديد، مُهددا بقصف إيران إذا فشلت التسوية الديبلوماسية.
ولكنه عاد وقال الخميس الماضي: "لستُ في عجلة من أمري" للجوء إلى الخيار العسكري، مُضيفا: "أعتقد أن إيران ترغب في الحوار".
وكالة الطاقة الذرية
في مُقابلة نشرتها الأربعاء الماضي، صحيفة "لوموند" الفرنسية، قال المُدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، إن إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك قُنبلة نووية.
لقد دفع انسحاب الولايات المُتحدة من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العُقوبات الأميركية، طهران، إلى التحرُر تدريجا من القيود المفروضة بموجب الاتفاق.
وتُخصب إيران الآن اليورانيوم، بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهو أعلى بكثير من حد 3،67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق. ولكنه ما زال أقل من عتبة 90 في المئة، المطلوبة للاستخدام العسكري.
تقويض المُحادثات؟
أول من أمس الاثنين، اتهمت إيران "عدوها الإقليمي اللدود، إسرائيل"، بالعمل على "تقويض" المُحادثات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مُؤتمره الصحافي الأسبوعي: "يتشكل نوع من التحالف... لإثارة الاضطراب في المسار الديبلوماسي"، مُعتبرا أن "النظام الصُهيوني هو في صلب هذا التحرُك".
أضاف: "الى جانبها تقف سلسلة من التيارات التحريضية في الولايات المُتحدة، وشخصيات محسوبة على أفرقاء مختلفين"، في إشارة إلى شخصيات سياسية أميركية تُعارض إبرام اتفاق مع إيران.
فهل يتمكن ثالث المُتفاوضَيْن، من قَلب طاولة المُفاوضات، وقرع طُبول الحرب مُجددا؟. ما دامت النيات مُبيتة، فكُل شيء مُمكن!.
أخبار متعلقة :