نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصين تغيّر قواعد اللعبة.. بضائع التصدير تغزو الأسواق المحلية, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 05:41 صباحاً
وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، تحركت كبرى شركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية الصينية لتغيير استراتيجياتها بشكل جذري. بدلًا من تصدير البضائع إلى الخارج، توجهت تلك الشركات لدعم السوق المحلي، في خطوة وصفها الخبراء بأنها "التحول التسويقي الأضخم في تاريخ التجارة الإلكترونية الصينية".
وفي حملة ترويجية عملاقة، أعلنت شركات مثل "علي بابا"، و"جي دي دوت كوم"، و"بيندودو" عن ضخ استثمارات بمليارات اليوانات، لدعم المنتجين المحليين الذين تأثروا بالعقوبات والرسوم الأمريكية، وفتح منافذ بيع داخلية ضخمة.
علي بابا تقود التحول من التصدير إلى التوزيع المحلي
أطلقت "علي بابا" مبادرة واسعة تهدف إلى تحويل 10,000 مصدر إلى السوق الداخلي، وتوفير أكثر من 100,000 منتج عبر منصتي "تاوباو" و"تمال". كما فتحت متاجر "فريشبو" التابعة لها أبوابها أمام هذه المنتجات من خلال "قنوات خضراء" تتيح بيعها مباشرة للمستهلك.
هذه الخطوة لا تهدف فقط إلى تعزيز الربحية، بل تسعى أيضًا لتقوية سلاسل الإمداد الداخلية وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، خاصة بعد الصدمة التي أحدثتها القيود الأمريكية على التجارة.
بيندودو تتحدى الرسوم الأمريكية باستثمار خيالي
في استجابة سريعة لإلغاء الولايات المتحدة إعفاء "دي مينيميس"، الذي كان يسمح بمرور البضائع الصينية التي تقل قيمتها عن 800 دولار دون جمارك، أعلنت شركة "بيندودو" عن استثمار قدره 100 مليار يوان (ما يعادل 13.7 مليار دولار) لمساعدة التجار على إعادة هيكلة عملياتهم وتحويلها نحو السوق المحلي.
الرئيس التنفيذي المشارك للشركة، "تشاو جيازهن"، أكد أن بيندودو مستعدة لتحمل المخاطر والتكاليف من أجل حماية استقرار الشركات الصغيرة والمتوسطة، وضمان استمراريتها في بيئة تجارية معقدة.
دعم تقني وتمويل غير مسبوق من عمالقة التكنولوجيا
شركة "جي دي دوت كوم" دخلت السباق بإطلاق صندوق بقيمة 200 مليار يوان لشراء منتجات من المصدرين المحليين، في حين أعلنت "بايدو" عن تقديم خدمات إعلانية مجانية عبر البث المباشر باستخدام "مضيفين افتراضيين" يعملون بالذكاء الاصطناعي، لتوسيع فرص التسويق.
كما انضمت شركات مثل "تينسنت" و"بايت دانس" و"ميتوان" إلى هذه الحملة الوطنية، مؤكدين التزامهم بتعزيز الاستهلاك المحلي كوسيلة لتثبيت أقدام الاقتصاد في وجه المتغيرات الخارجية.
رؤية وطنية مدعومة سياسيًا وشعبيًا
في مشهد غير معتاد، التقى الرئيس الصيني "شي جين بينغ" بعدد من رواد الأعمال البارزين، في إشارة مباشرة إلى استعادة القطاع الخاص لمكانته ضمن أولويات الدولة. وبدورها، عززت وزارة التجارة تعاونها مع المتاجر وسلاسل التوزيع لتسهيل انتقال المنتجين من التصدير إلى التوزيع المحلي.
وأشار "لي تشنغ دونغ"، خبير التجارة الإلكترونية، إلى أن هذا التوجه ليس فقط ناتجًا عن تعليمات حكومية، بل بدافع من وعي الشركات بمسؤوليتها الوطنية في ظل الهجمة الاقتصادية الخارجية.
وحدة اقتصادية في مواجهة الضغط الأمريكي
إلى جانب الدعم الحكومي، نشأت موجة من "الاستهلاك الوطني"، حيث يفضل المواطنون المنتجات المحلية بدافع الحس القومي، بينما شرعت صناديق الدولة في إعادة شراء أسهم الشركات لتعزيز سوق المال.
وبهذا التكاتف بين الحكومة والشركات والمستهلكين، تسعى الصين لتقليص الاعتماد على الأسواق الغربية، وتفعيل طاقات السوق المحلي الهائلة، بما قد يمثل منعطفًا تاريخيًا في مسيرة الاقتصاد الصيني.
أخبار متعلقة :