جريدة هرم مصر

بعد 2000 عام من العراقة: شجرة الغريب تنقسم إلى نصفين والجهات المعنية تتحرك لمعالجتها

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد 2000 عام من العراقة: شجرة الغريب تنقسم إلى نصفين والجهات المعنية تتحرك لمعالجتها, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 12:05 صباحاً

في حادثة أثارت دهشة واستغراب سكان منطقة دبع غربي محافظة تعز، انشقت شجرة الغريب الشهيرة - إحدى أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة - إلى نصفين بشكل مفاجئ، مما دفع محافظ المحافظة نبيل شمسان إلى التدخل الفوري.

وأفادت مصادر محلية بأن شمسان أرسل برقية مستعجلة لكل من مدير عام مديرية الشمايتين، ومدير عام مكتب الزراعة، ومدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة، ملزمًا إياهم بسرعة النزول الميداني إلى موقع الشجرة لدراسة الأسباب وراء هذه الظاهرة ومعالجتها بشكل عاجل.

الحادثة التي صدمت الأهالي

شهدت منطقة دبع يومًا استثنائيًا عندما انقسمت شجرة الغريب، ذات الـ 2000 عام من العمر، إلى نصفين دون سابق إنذار. الحدث أذهل السكان المحليين الذين اعتادوا على رؤية الشجرة كرمز تاريخي وثقافي يمثل هويتهم وتراثهم. ويبلغ ارتفاع الشجرة حوالي 10 أمتار، ومحيطها 31 مترًا، ما يجعلها واحدة من أكبر الأشجار وأقدمها في اليمن.

وفقًا لشهود عيان، لم يكن هناك أي مؤشرات أو تحذيرات تسبق الانشقاق، حيث حدث ذلك فجأة ودون سابق إنذار. هذا الأمر أثار حالة من القلق والتساؤلات بين الأهالي حول الأسباب الكامنة وراء هذا الانقسام المفاجئ.

بعضهم ربط الأمر بالعوامل الطبيعية مثل الرياح القوية أو التغيرات المناخية غير المألوفة، بينما تحدث آخرون عن ظواهر طبيعية قد تكون وراء ضعف جذع الشجرة.

أهمية شجرة الغريب

شجرة الغريب ليست مجرد شجرة عادية؛ فهي تعد رمزًا تاريخيًا وثقافيًا للمنطقة. يُعتقد أن عمرها يتجاوز ألفي عام، مما يجعلها واحدة من أقدم الأشجار في العالم العربي.

جذعها الضخم وارتفاعها الذي يعكس قوة الطبيعة عبر الزمن جعلها وجهة للزوار والسياح المهتمين بالتاريخ والتراث الطبيعي.

كما كانت الشجرة تمثل مصدر فخر لأبناء المنطقة، الذين اعتادوا على جمع أبنائهم حولها والاستمتاع بظلالها الوارفة.

ردود فعل المسؤولين

على الفور، تحرك محافظ تعز نبيل شمسان لإصدار توجيهاته العاجلة، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب تدخلاً سريعًا من الجهات المعنية.

وفي البرقية التي أرسلها، طالب المحافظ بتشكيل فريق ميداني من الخبراء والمختصين لدراسة وضع الشجرة وتقييم الأضرار التي لحقت بها، بالإضافة إلى اقتراح حلول عملية لمعالجتها ومنع أي تداعيات محتملة.

بدورهم، أكد مسؤولو مديرية الشمايتين ومكتب الزراعة أنهم سيقومون بالنزول إلى الموقع خلال الساعات القادمة لإجراء الفحوصات اللازمة.

وأشاروا إلى أنهم سيتعاونون مع خبراء في علم البيئة والنباتات لتحديد الأسباب الدقيقة وراء الانشقاق، سواء كانت مرتبطة بتغيرات مناخية، أو ضعف الجذور بسبب نوعية التربة، أو حتى ظواهر طبيعية أخرى.

تحليل الخبراء البيئيين

من جانبهم، أشار عدد من الخبراء البيئيين إلى أن انشقاق الأشجار القديمة يمكن أن يحدث نتيجة عدة عوامل، منها:

  • التغيرات المناخية : حيث يؤدي التباين الحاد في درجات الحرارة أو الضغط الجوي إلى ضغوط على جذوع الأشجار.
  • ضعف التربة : قد تتسبب التربة غير المستقرة أو ضعيفة القدرة على الاحتفاظ بالمياه في تآكل الجذور وتقليل قدرة الشجرة على مقاومة العوامل الخارجية.
  • العمر المتقدم للشجرة : مع تقدم العمر، تصبح الأشجار أكثر عرضة للتلف بسبب ضعف الأنسجة الداخلية.

تفاعل الأهالي

الحادثة لم تسفر عن أي إصابات بشرية، لكنها تركت أثرًا عميقًا في نفوس السكان المحليين. العديد منهم أعربوا عن حزنهم العميق لما حدث، معتبرين أن انشقاق الشجرة هو خسارة كبيرة لجزء من تراثهم وتاريخهم.

وقال أحد السكان المحليين: "كنا نعتبر شجرة الغريب رمزًا للقوة والعراقة، ورؤيتها تنقسم بهذا الشكل المفاجئ أمر محزن للغاية".

خطوات مستقبلية

في الوقت الحالي، تتركز الجهود على دراسة وضع الشجرة واقتراح خطوات عملية لمعالجتها. كما سيتم العمل على رفع الوعي بأهمية حماية الأشجار القديمة والحفاظ عليها كجزء من التراث الطبيعي.

ومن المتوقع أن تقوم الجهات المعنية بوضع خطة شاملة لحماية شجرة الغريب والأشجار الأخرى المشابهة في المنطقة، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

أخبار متعلقة :