جريدة هرم مصر

المرصد الأورومتوسطى: مليون طفل يواجهون يوميًا صدمات نفسية عميقة فى غزة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المرصد الأورومتوسطى: مليون طفل يواجهون يوميًا صدمات نفسية عميقة فى غزة, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 08:29 مساءً

أكدت ليما بسطامي، مديرة الدائرة القانونية  للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الأعداد الهائلة من الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا أو أُصيبوا أو تعرّضوا لصدمات نفسية شديدة أو جاعوا أو حُرموا بشكل منهجي من حقوقهم الأساسية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، لا يمكن اعتبارها أضرارًا جانبية أو نتائج عرضية للحرب، موضحة أنّه لم ينجُ أي طفل في غزة من تهديد مباشر لحياته أو كرامته أو مقوّمات بقائه، في ظل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة التي لا تستثني منزلًا ولا القطاع ولا حتى ما يُسمّى "منطقة آمنة" ولا مرفقًا مدنيًا، إلى جانب حصار شامل وغير قانوني يجرّد السكان، وفي مقدمتهم الأطفال، من أبسط مقومات الحياة والنجاة.

 

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن ما نشهده من جرائم الاحتلال ضد الأطفال هو نمط واسع النطاق، متكرر ومنهجي، يعكس سياسة متعمّدة تستهدف تلك الفئة، ليس باعتبارهم فئة مدنية ضعيفة فحسب، بل كجزء من مشروع تدميري أوسع ضد المجتمع الفلسطيني ككل، مشيرة إلى أنه عند تحليل هذا النمط في ضوء القانون الدولي، وسوابق المحاكم الجنائية الدولية، والتصريحات العلنية الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين، تتضح معالم نية تدميرية تُشكّل مع مجمل الأفعال المرتكبة جريمة إبادة جماعية كما يعرّفها القانون الدولي.

 

وأوضحت أنه وفقًا لاتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، تُرتكب جريمة الإبادة عندما تُقترف أفعال محددة بهدف تدمير جماعة قومية أو إثنية أو دينية، كليًا أو جزئيًا، لافتة إلى أنه في غزة، حيث يشكّل الأطفال أكثر من نصف عدد السكان، فإن الاستهداف المتكرر لهم، وقتلهم وإصابتهم بأعداد هائلة، والتسبب في إعاقات دائمة، وحرمانهم المنهجي والمستمر من مقومات الحياة الأساسية كالغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى والملبس والتعليم، لا يمسّ فقط حقوقهم الفردية، بل يضرب في جوهر قدرة الجماعة الفلسطينية على البقاء، ويقوّض استمراريتها المادية والبيولوجية والاجتماعية عبر الأجيال، وهذا يمثل أحد أخطر أشكال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل هناك.

 

وأشارت "بسطامى"، إلى أنه منذ أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 18,600 طفل بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المنازل، والملاجئ، والمدارس، والمستشفيات؛ أي على مواقع مدنية يُعلم مسبقًا بوجود الأطفال فيها، وتشمل هذه الحصيلة الصادمة أيضًا الأطفال الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الأنقاض، بعد أن ظلّوا عالقين هناك لأكثر من أسبوعين دون أي فرصة للنجاة، والأطفال الذين تم قنصهم مباشرة في الرأس أو الصدر، فضلًا عن الأطفال الذين وُلدوا خلال الإبادة الجماعية وقُتلوا خلالها، بمن فيهم من لم تُسجّل أسماؤهم بعد، ولم تُمنح لهم فرصة النطق بها.

 

وأوضحت أن عشرات الآلاف من الأطفال أُصيبوا، والآلاف منهم بُترت أطرافهم قبل أن يتمكنوا حتى من السير على قدميهم لصغر سنهم، وآلاف آخرون فقدوا بصرهم أو سمعهم أو أُصيبوا بحروق شديدة، نتيجة استخدام إسرائيل لأسلحة شديدة الانفجار في مناطق مدنية مأهولة، بعضها قد يُصنَّف ضمن الأسلحة المحرّمة دوليًا، مشيرة إلى أنه يوجد في غزة، منذ أكتوبر 2023، أكثر من 39 ألف طفل يتيم، من بينهم نحو 17,000 فقدوا كلا الوالدين، ويصارعون اليوم للبقاء على قيد الحياة في ظل إبادة جماعية مستمرة، دون أي رعاية أسرية أو حماية من أي نوع.

 

وأكدت أن جميع أطفال غزة، أي ما يقارب مليون طفل، يواجهون يوميًا مستويات غير مسبوقة من الصدمات النفسية العميقة والخوف المزمن، نتيجة القصف المتواصل، وأصوات الطائرات المسيّرة الزنانة التي لا تغادر سماءهم، والمشاهد اليومية لأشلاء ممزقة وجثامين ممددة في الشوارع. غالبيتهم تعرضوا للتهجير القسري مرارًا، وفقد كثيرون منهم عائلاتهم، وأصدقاءهم، ومعلميهم، كما حُرموا للسنة الثانية على التوالي من مقاعدهم الدراسية وغرفهم الصفية. وجميع أطفال غزة يعيشون اليوم في بيئة منهارة تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط النظافة، والصحة، والسلامة، ولا توفر أي مقومات لحياة طبيعية، أو أي شكل من أشكال الطفولة.

 

أخبار متعلقة :