أزمة في البنتاجون: وزير الدفاع الأمريكي تحت النار وترامب يدافع بشراسة

في تطور دراماتيكي جديد يشعل الأوساط السياسية والعسكرية في واشنطن، تصاعدت الاتهامات ضد وزير الدفاع الأمريكي "بيت هيجسيث" بعد أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن قيامه بتسريب معلومات عسكرية حساسة حول غارات على اليمن عبر تطبيق "سيجنال"، قبل أن يتم تأكيد تعيينه رسمياً في منصبه. 

هذه التسريبات أثارت موجة انتقادات وقلق داخل الأوساط الأمنية، وسط تأكيدات من البيت الأبيض على دعم ترامب الكامل لوزير الدفاع الأمريكي، في مشهد يعكس صراعًا محتدمًا داخل أروقة البنتاجون.

فضيحة سيجنال.. معلومات عسكرية في الدردشة

بحسب تقارير نيويورك تايمز، فإن وزير الدفاع الأمريكي قام باستخدام هاتفه الشخصي لمشاركة معلومات بالغة الحساسية حول غارات جوية على اليمن، وذلك عبر مجموعة دردشة مغلقة في تطبيق "سيجنال". هذه التسريبات تمت قبل تثبيته رسميًا في منصب وزير الدفاع الأمريكي، ما دفع مسؤولين عسكريين إلى وصف الخطوة بأنها متهورة وخطيرة، خصوصاً وأنها تزامنت مع نشر معلومات مشابهة في مجلة أتلانتك.

ردود فعل غاضبة داخل البنتاجون

مصادر مطلعة داخل البنتاجون تحدثت عن وجود حالة من التوتر، لا سيما مع قيام وزير الدفاع الأمريكي بإقصاء عدد من الموظفين داخل الوزارة بتهمة تسريب معلومات.
ووفق ما نقلته الصحيفة، فإن بعض القادة العسكريين يعتبرون هذا التصرف استعراضًا للسلطة دون اعتبارات أمنية، بينما عبّر آخرون عن خشيتهم من أن تؤثر هذه التسريبات على العمليات الجارية والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.

ترامب: هيجسيث يقوم بعمل رائع

وفي مواجهة العاصفة، خرج البيت الأبيض سريعًا للدفاع عن الوزير هيجسيت. 
فقد أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس ترامب "يدعم بقوة" وزير الدفاع الأمريكي، مشيرة إلى أن الأخير "يقوم بعمل رائع في قيادة البنتاجون". 
وأضافت أن من يقف وراء هذه التسريبات هم موظفون سابقون يسعون لتشويه السمعة، وأن بعض قادة البنتاجون يعرقلون جهود الإصلاح والتغيير داخل الوزارة.

وزير الدفاع الأمريكي يرد: لن تؤثروا عليّ

أما هيجسيث نفسه، فلم يتأخر في الرد، وقال في تصريح لوسائل الإعلام: "ليس مفاجئًا أن نرى هذه الحملة بعد طرد بعض المسربين. وسائل الإعلام تعتمد على مصادر مجهولة، وهذا لن يؤثر عليّ". وأضاف وزير الدفاع الأمريكي: "تحدثت مع الرئيس ترامب، وسنواصل هذه المعركة معًا".

تصاعد التوترات مع الصين

وفي سياق متصل بالتوترات الدولية، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر في إدارة ترامب، أن الأخير أبدى رغبته في تلقي اتصال من الرئيس الصيني وسط تصاعد الخلافات التجارية، كما اقترح مسؤولون تواصلًا مباشرًا بين وزيري خارجية البلدين، إلا أن الصين رفضت حتى الآن الاستجابة لأي من تلك المقترحات.
قضية وزير الدفاع الأمريكي تعكس حالة الانقسام الداخلي في المؤسسة العسكرية الأمريكية، وتسلّط الضوء على صراع النفوذ بين البيت الأبيض والبنتاجون، في وقت تواجه فيه واشنطن تحديات استراتيجية على أكثر من جبهة. 
وبينما يستمر ترامب في الدفاع عن رجاله، تبقى المؤسسات الأمريكية أمام اختبار حقيقي حول الشفافية والانضباط المؤسسي.