جريدة هرم مصر

الفاتيكان في وداع البابا فرنسيس.. دولة الروح والإرث الخالد

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفاتيكان في وداع البابا فرنسيس.. دولة الروح والإرث الخالد, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 05:35 مساءً

في لحظة تكسوها الهيبة والحزن، ودّع العالم اليوم بابا الفاتيكان فرنسيس، أحد أبرز القادة الروحيين في التاريخ المعاصر، الذي وافته المنية صباح الإثنين، عن عمر ناهز 88 عامًا، داخل مقر إقامته في "كازا سانتا مارتا" بدولة الفاتيكان. ومع هذا الحدث الجلل، تعود الأنظار إلى هذه الدولة الصغيرة التي تمثل قلب الكنيسة الكاثوليكية، ومركزًا روحيًا وثقافيًا فريدًا للعالم.

ملامح دولة الفاتيكان

تقع دولة الفاتيكان في قلب العاصمة الإيطالية روما، وتُعد أصغر دولة مستقلة في العالم من حيث المساحة والسكان. تبلغ مساحتها حوالي 44 هكتارًا، ويقطنها نحو 800 نسمة فقط، معظمهم من رجال الدين والموظفين العاملين في خدمة الكرسي الرسولي. 

البابا فرنسيس 

تأسست الدولة رسميًا عام 1929 بموجب اتفاقية لاتيران بين الكرسي الرسولي والحكومة الإيطالية.

اللغة والثقافة داخل الفاتيكان

تُعد اللاتينية اللغة الرسمية للفاتيكان، وتستخدم بشكل خاص في الطقوس الدينية والوثائق البابوية. بينما تُستخدم الإيطالية كلغة التواصل اليومي داخل الدولة.

أما ثقافة الفاتيكان، فهي انعكاس عميق للإرث المسيحي الذي يعود إلى ألفي عام، وتتمثل في فنونها المعمارية والكنسية، ومخطوطاتها التاريخية، والموسيقى الدينية التي ما زالت تُؤدى في قداديسها الكبرى.

المعالم التاريخية لدولة الفاتيكان

من أبرز معالم الفاتيكان كاتدرائية القديس بطرس، وهي تحفة معمارية خالدة تمثل أقدس مواقع الديانة المسيحية، إذ يُعتقد أنها بُنيت فوق ضريح القديس بطرس، أحد تلاميذ المسيح. أما ساحة القديس بطرس، فتتسع لأكثر من 200 ألف شخص، وتُعد مسرحًا رئيسيًا لتجمعات المؤمنين في الأعياد والمناسبات الدينية الكبرى. كما تضم الفاتيكان متاحف عالمية مثل متاحف الفاتيكان التي تحتضن لوحة "خلق آدم" الشهيرة لمايكل أنجلو داخل كنيسة السيستين.

نظام الحكم في الفاتيكان.

يحكم دولة الفاتيكان البابا بصفته الحاكم الأعلى والروحي، ويُعد رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم. وتُدير الدولة مؤسساتها عبر الكوريا الرومانية، وهي مجموعة من الهيئات التي تشرف على الشؤون الإدارية والدينية والدبلوماسية للكنيسة.

ماهي مهام الحرس السويسري داخل الفاتيكان؟

يتولى الحرس السويسري مهمة حماية البابا، ويُعتبر من أقدم وأصغر الجيوش في العالم. تأسس عام 1506، ويشتهر أفراده بزيهم التقليدي المميز المكون من ألوان زاهية وتصميمات تاريخية

البابا فرنسيس.. مسيرة إنسانية وعطاء استثنائي

 كان البابا فرنسيس أول بابا من أمريكا اللاتينية، وأول يسوعي يتقلد منصب البابوية. عُرف بتواضعه، وبساطته في المعيشة، وتوجهاته التقدمية. 

ودعا إلى إصلاحات واسعة في بنية الكنيسة، وركز على العدالة الاجتماعية، وحماية البيئة، والانفتاح على الآخر.

وفاته ومراسم الوداع 

عقب إعلان وفاته، دخلت الفاتيكان في فترة حداد رسمي تستمر تسعة أيام تُعرف بـ"نوفندييال"، تُتلى فيها الصلوات وتُقام القداسات على روحه. من المتوقع أن تُنقل جثمانه إلى كاتدرائية القديس بطرس، ليلقي عليه المؤمنون النظرة الأخيرة قبل تشييعه ودفنه.

ماذا بعد فرنسيس؟ 

بعد انتهاء فترة الحداد، يبدأ الكرادلة من مختلف أنحاء العالم الاستعداد لعقد الكونكلاف – الاجتماع السري لاختيار البابا الجديد – وهي لحظة تاريخية يُنتظر فيها بزوغ قائد روحي جديد للعالم الكاثوليكي، وسط تحديات غير مسبوقة، من العلمانية، إلى صعود الحركات القومية، والتغيرات الاجتماعية داخل الكنيسة.

عباءة بطرس الشاغرة...من سيقود السفينة بعد القبطان؟

الفاتيكان ليست مجرد دولة، بل رمز خالد لحضور روحي يتجاوز الحدود والسياسات. ومع رحيل البابا فرنسيس، تطوي الكنيسة صفحة زاخرة بالإصلاح والجدل والرحمة، لتفتح أخرى جديدة محملة بأسئلة المستقبل وإرث الماضي. في قلب روما، حيث الصمت يلف جدران القديس بطرس، يعلو صوت الصلاة من جديد: من سيحمل عباءة بطرس بعد فرنسيس ؟

أخبار متعلقة :