جريدة هرم مصر

حكم الاحتفال بشم النسيم 2025.. الإفتاء: لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حكم الاحتفال بشم النسيم 2025.. الإفتاء: لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 02:34 مساءً

بينما تتبدل الفصول، يبقى "شم النسيم" واحدًا من تلك العلامات المتجددة التي تستنهض ذاكرة المصريين، وتعيد لهم شيئًا من طفولتهم وأعيادهم العائلية على ضفاف النيل أو في قلب الحدائق والمنتزهات.

شم النسيم بين بهجة التقاليد وروح الشريعة

وفي ظل التساؤلات المتكررة التي تطفو على السطح مع حلول هذا الموسم، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بشم النسيم لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بل إنه يُعد مناسبة اجتماعية خالية من أي طقوس دينية تتنافى مع الثوابت الإسلامية.

احتفال مصري أصيل بروح الربيع

أوضحت دار الإفتاء أن شم النسيم يعود إلى جذور مصرية خالصة، حيث يحتفل المصريون منذ القدم ببداية فصل الربيع من خلال بعض العادات البسيطة كتناول الأسماك، وتلوين البيض، والتنزه، وصلة الأرحام، وهي كلها أفعال مباحة لا تخالف الأحكام الشرعية.

وأكدت الفتوى أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص – عندما تولى حكم مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب – كان يحث المصريين على الخروج إلى الطبيعة والاحتفال بالربيع، في خطوة تعكس روح الإسلام المتصالحة مع مظاهر الفرح والبهجة ما دامت لا تشتمل على محرمات.

التقاليد لا تتصادم مع الدين

وترى المؤسسة الدينية أن الاحتفال بدخول الربيع هو أمر إنساني بالدرجة الأولى، سبق الإسلام ورافق حضارات متعددة؛ فقد عرفه الفراعنة باسم "عيد شموس"، واحتفل به البابليون والآشوريون، كما ارتبط بعيد الفصح عند اليهود، وبـ"إستر" لدى الجرمان، و"عيد القمر" عند الرومان.

ورغم اختلاف المسميات، فإن القاسم المشترك هو الاحتفال بالحياة، وعودة الطبيعة إلى الازدهار، وهو ما لا يتصادم مع تعاليم الإسلام التي تثمّن الفرح المباح، وتحث على الاندماج الإيجابي مع المجتمعات دون فقدان الهوية.

روح جماعية ونموذج للتعايش

كما ربطت الإفتاء بين توقيت الاحتفال وشهر الصوم المسيحي، مشيرة إلى أن شم النسيم غالبًا ما يأتي بعد انتهاء المسيحيين من صيامهم، ما يضفي على المناسبة طابعًا وطنيًا يجمع أطياف المجتمع المصري في مشهد متكامل من الوحدة والفرح، ويعكس نموذجًا راقيًا للتعايش والتسامح الديني.

وبذلك، تؤكد دار الإفتاء أن شم النسيم ليس مناسبة دينية وإنما تقليد اجتماعي تتجلى فيه ملامح الفرح الشعبي المصري، ويعكس خصوصية الثقافة الوطنية التي تتكامل مع روح الشريعة في احترام الإنسان والاحتفاء بالطبيعة وصلة الأرحام.

 

أخبار متعلقة :