جريدة هرم مصر

بين التهديدات والوعود.. روما تشهد صراع الإرادات النووي بين واشنطن وطهران

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين التهديدات والوعود.. روما تشهد صراع الإرادات النووي بين واشنطن وطهران, اليوم السبت 19 أبريل 2025 01:13 مساءً

في تطور لافت ضمن الملف النووي الإيراني، انطلقت، اليوم السبت، في العاصمة الإيطالية روما، جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة سلطنة عُمان. 

وتأتي هذه المحادثات المنعقدة في روما في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، وسط ترقّب دولي حذر لمآلات الحوار بين الطرفين حول أبرز الملفات النووية حساسية.

الوسيط العُماني والدور الإيطالي

أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات سبقت انطلاق المحادثات، أن روما ليست المضيفة للمفاوضات، بل موقعها فقط ، مشددًا على أن سلطنة عُمان لا تزال الطرف المضيف الرسمي والمسؤول عن الوساطة وإقامة قنوات التواصل غير المباشر بين الطرفين. 

والتقى عراقجي نظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني قبل دقائق من بدء المحادثات في روما، حيث ناقشا العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب ما أوردته وكالة مهر الإيرانية.

وزير الخارجية الإيراني ونظيره الإيطالي أنطونيو تاجاني قبل دقائق من بدء المحادثات

تاريخ من التوتر ونافذة للحل

تأتي هذه الجولة بعد محادثات أولية عقدها عراقجي مع الموفد الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في سلطنة عُمان في 12 أبريل الجاري. 

وتعد هذه اللقاءات محاولة جديدة لإحياء المفاوضات النووية بعد تعثّر طويل، منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي السابق في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

وفي تصريحات خلال زيارته إلى موسكو، أبدى عراقجي استعداد بلاده للتوصل إلى حل سلمي، معتبرًا أن "الاتفاق ممكن إذا تحلت واشنطن بالواقعية". 

وزير الخارجية الإيراني أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي أمس

وجاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، حيث شدد الطرفان على أهمية استئناف الحوار والدفع باتجاه اتفاق يضمن الأمن والاستقرار.

جدول زمني وإطار تفاوضي جديد

بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن المحادثات في روما ستتناول مناقشة جدول زمني للمفاوضات، وقد ترسم ملامح أولية لإطار عام لاتفاق نووي جديد. 

ورغم التحفظ على تفاصيل المباحثات، إلا أن المؤشرات تدل على وجود نوايا دبلوماسية لدى الطرفين لتجنّب مزيد من التصعيد، لا سيما في ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة.

تحفظ إسرائيلي وقلق من التنازلات

في المقابل، عبر مسؤولون إسرائيليون للإدارة الأميركية عن رفضهم لأي تقدم في المحادثات قد يؤدي إلى اتفاق لا يتضمن ضمانات صارمة تمنع إيران من امتلاك القدرة على تطوير سلاح نووي. 

وترى إسرائيل أن أي تساهل في الشروط التفاوضية قد يمهد لطهران طريقاً لبناء ترسانة نووية مستقبلًا، وهو ما تعتبره "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه.

في وقت يسود فيه الجمود السياسي إزاء قضايا كبرى في الشرق الأوسط، تمثل محادثات روما نقطة اختبار جديدة لإمكانية عودة المسار الدبلوماسي بين طهران وواشنطن. 

يبقى السؤال: هل تنجح الوساطة العُمانية في كسر الجليد وفتح الطريق أمام اتفاق جديد؟

أخبار متعلقة :