كل ما تريد معرفته عن "سبت النور" الذي يحتفل به الأقباط اليوم

في قلب هذا اليوم، وتحديدًا في الساعة 12 ظهرًا، تتجلى المعجزة العظيمة التي تعرف باسم "النور المقدس" في كنيسة القيامة بمدينة القدس. في هذا التوقيت، يظهر النور من قبر السيد المسيح بشكل غير طبيعي، مما يعد معجزة سنوية تجذب الآلاف من الزوار والمصلين الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم لتجربة هذه اللحظة المقدسة. يُعتبر هذا النور رمزًا قويًا لقيامة المسيح، وانتصاره على الموت، كما يُعتقد أنه يأتي ليضيء العالم كله بنور الإيمان.

تبدأ احتفالات سبت النور في مساء يوم الجمعة العظيمة، التي تسبق سبت النور، حيث تُقام صلوات خاصة وترانيم تذكر بآلام المسيح وصلبه. تستمر الطقوس حتى صباح السبت، حيث يتم الاحتفال بظهور النور المقدس. في الكنائس القبطية، يُقرأ سفر الرؤيا بالكامل في طقس مهيب، يتخلله ترديد المزامير وإيقاد الشموع التي ترمز إلى النور الذي انبثق من قبر المسيح، حيث يرافقها طواف الكهنة بالناقوس في أجواء من الروحانية العميقة.

يُعرف سبت النور أيضًا بـ"سبت الفرح"، فهو ليس مجرد يوم للاحتفال بالقيامة، بل هو لحظة تأمل وصلاة تزرع الأمل في قلوب المؤمنين. ففي هذا اليوم، يُحتفل بالنور الروحي الذي يشع من القيامة، ويعكس الإيمان بأن الحياة الأبدية قد بدأت، وأن الموت قد هُزم للأبد. ويُعتبر هذا اليوم بمثابة إعلان عن الفرح والرجاء في قلوب الأقباط، الذين يجدون فيه ملاذًا روحيًا في طقوسه وأجوائه المقدسة.

على الرغم من الطقوس الدينية التي يتبعها الأقباط في سبت النور، إلا أن هذا اليوم له تأثير كبير على حياتهم اليومية. فسبت النور يُعزز في المؤمنين الروح القتالية ضد الظلام، ويشجعهم على الإيمان بقوة القيامة التي تمنحهم أملًا جديدًا في مواجهة تحديات الحياة. كما أن هذا اليوم يُعتبر فرصة للتجديد الروحي والابتعاد عن الضغوطات اليومية، والعودة إلى أصل الإيمان.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل