نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مفاوضات نووية محفوفة بالتهديدات.. هل تنجح روما في تجنب المواجهة؟, اليوم السبت 19 أبريل 2025 10:25 صباحاً
في كواليس السياسة الدولية، تتصاعد وتيرة التصريحات والتهديدات قبل انطلاق الجولة الثانية من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما. المشهد يزداد توتراً، وسط رسائل عسكرية مشحونة وتحذيرات سياسية تنذر بتصعيد محتمل. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلوّح بالخيارين: الاتفاق أو الحرب، بينما ترد إيران بتحركات دبلوماسية وتحذيرات من ردود انتقامية إذا تم استهداف منشآتها النووية. فهل ينجح الحوار في كبح جماح التصعيد؟ أم أن العاصفة قادمة لا محالة؟
توتر متصاعد يسبق المحادثات المرتقبة
مع اقتراب موعد الجولة الثانية من المحادثات النووية في روما، يخيّم على الأجواء طابع التهديد والوعيد. فقد كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراته اليومية لطهران، مؤكدًا أن البدائل محدودة: إما التوصل إلى اتفاق نووي جديد أو المواجهة العسكرية. وأشار ترامب صراحة إلى إمكانية تدخل إسرائيلي في حال فشل المفاوضات، وهو ما اعتبره مراقبون تصعيدًا واضحًا للضغط على القيادة الإيرانية.
تحركات دبلوماسية في قلب العاصفة
لم تكتف طهران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل أطلقت حملة دبلوماسية واسعة. فقد زار وزير الدفاع السعودي طهران حاملًا رسالة شخصية من الملك سلمان إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، في وقت التقى فيه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بمسؤولين روس، وسلمهم رسالة من خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذه الزيارات، إلى جانب زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، تعكس حجم التوتر وأهمية الجهود المبذولة لاحتوائه.
تصريحات متناقضة ومطالب متباعدة
رغم وصف الجولة الأولى من المحادثات في عُمان بأنها بناءة، فإن التصريحات المتضاربة عادت لتطفو على السطح. فقد أعلن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ضرورة إنهاء كامل لبرنامج إيران النووي، قبل أن يتراجع في تصريح آخر ويقول إن طهران قد يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67 في المئة. من جانبه، رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أي تفاوض على مبدأ التخصيب، واصفًا مواقف واشنطن بأنها متقلبة وتفتقر إلى المصداقية.
مخاوف داخلية وهواجس خارجية
تترافق المفاوضات مع تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، حيث يدرك النظام الإيراني حساسية الشارع وقلقه من الأزمات المالية المستمرة. وبعد الجولة الأولى من المحادثات، شهد الريال الإيراني تحسنًا نسبيًا، ما يعكس حجم الأمل الشعبي في التوصل إلى انفراجة. في الوقت ذاته، لا تزال طهران ترفض المفاوضات المباشرة بشكل علني، بينما تصر واشنطن على الشفافية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى جدية الطرفين في التوصل إلى اتفاق فعلي.
بين الدبلوماسية وشبح الحرب
لا تزال فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة قائمة، لكنها تظل محاطة بشكوك عميقة ونوايا متضاربة. وبينما يحاول كل طرف إظهار القوة والثبات، تبقى الحقيقة أن التصعيد لا يخدم أحدًا، وأن تفجير الموقف قد يكون له تداعيات مدمّرة على المنطقة بأكملها. فهل تفلح روما في إنقاذ ما تبقى من جسور التواصل، أم أن الانفجار قادم لا محالة؟
أخبار متعلقة :