نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تسعى تركيا للهيمنة على سوريا الجديدة باستخدام ”الإخوان”؟, اليوم السبت 19 أبريل 2025 10:25 صباحاً
في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس السوري أحمد الشرع إلى إعادة ترميم العلاقات مع محيطه العربي، تأتي التحديات من داخل سوريا ومن محاولات التأثير على الحكومة الجديدة من قبل تيارات مؤدلجة، كان في مقدمتها تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يراه البعض محاولة لفرض رؤية سياسية قد لا تتوافق مع رؤية الحكومة السورية الحالية.
زيارة الشرع إلى أبوظبي في خطوة دبلوماسية بارزة كانت بمثابة إعلان عن تحرك سوري جديد نحو دول الخليج بعد سنوات من القطيعة، مما أحدث انفتاحاً في العلاقات. لكن هذا الانفتاح جاء في وقت حساس، حيث كانت هناك محاولات اختراق سياسية عبر أطراف متعددة، بما في ذلك التنظيمات الإسلامية.
الإعلام وحملات التحريض: الإخوان في مواجهة تقارب سوريا مع الخليج
منذ تولي الشرع منصبه، بدأت حملات إعلامية مكثفة ضد الحكومة السورية، خاصة من الإعلام المرتبط بالإخوان المسلمين. هذه الحملات تهدف إلى التشويش على جهود دمشق لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج، وتستغل بعض التجمعات الدينية في دمشق مثل الجامع الأموي، لتحريض الشارع السوري ضد هذا التقارب.
ويعلق الإعلامي السوري سمير متيني، قائلاً إن "الإخوان يروجون لخطاب تحريضي بهدف إفساد علاقات سوريا مع دول مثل الإمارات والسعودية"، موضحاً أن "الماكينة الإعلامية للإخوان تعمل بجد لتخريب هذه الجهود عبر شبكات إلكترونية واسعة".
السياسة التركية وتأثيرها على النظام السوري
ما يثير التساؤلات هو الدور الذي قد تلعبه تركيا في هذه التطورات، حيث يعتقد البعض أن أنقرة قد تدعم تنظيم الإخوان في محاولة للضغط على الحكومة السورية الجديدة. ووفقًا لمتيني، فإن "الجهات الإعلامية التابعة لتركيا تعمل على شيطنة أي تقارب سوري مع العالم العربي، خاصة في ظل محاولات دمشق الابتعاد عن الهيمنة التركية."
ويُعتقد أن تركيا، التي تؤثر بشكل كبير على الوضع السوري، ترى في دعم الإخوان وسيلة لتعزيز نفوذها داخل سوريا، خاصة في المناطق التي تشهد تنوعاً ثقافياً وعرقياً.
الأكراد: نقطة تجاذب إضافية في السياسة السورية
ملف الأكراد في سوريا يشكل نقطة حساسة في العلاقات الداخلية. وبينما تسعى الحكومة السورية لتوحيد صفوف مكونات الشعب السوري، تواجه معارضة شديدة من بعض القوى التي تحاول استغلال الوضع الكردي. ويرى متيني أن "الهجوم الإعلامي ضد التقارب مع الأكراد هو جزء من سياسة تركيا التي ترفض الاعتراف بالتعددية السورية."
من خلال هذه التحركات، تتضح محاولات متعددة للاستفادة من حالة التشرذم داخل سوريا، وهو ما قد يشكل تهديداً للمشروع الوطني الذي يسعى الشرع لتعزيزه.
مواجهة الشائعات: ضرورة تعزيز الإعلام السوري الرسمي
في ظل هذا الصراع الإعلامي والسياسي، دعا عدد من المراقبين إلى ضرورة أن تعزز الحكومة السورية أدواتها الإعلامية الرسمية. ويشدد الكاتب السوري عبد الكريم العمر على أهمية تعيين ناطق رسمي يعبر عن مواقف الحكومة ويساهم في مكافحة الشائعات التي تهدد الاستقرار السياسي في سوريا.
من خلال هذه الخطوات، تأمل الحكومة السورية في مواجهة محاولات التشويش وتقديم صورة واضحة للجمهور السوري والعربي حول مشروعها الوطني، الذي يقوم على التنوع والشراكة بين مختلف مكونات المجتمع السوري.
سوريا أمام تحديات معقدة
المعركة السياسية في سوريا الجديدة تتخطى التحديات الاقتصادية أو العسكرية، بل تمتد إلى مواجهة أفكار ومفاهيم حول هوية النظام الجديد. بينما تعمل الحكومة السورية على استعادة علاقاتها مع العالم العربي، تواجه ضغوطاً من تنظيمات إيديولوجية وأطراف إقليمية تسعى لتوجيه مسار السياسة السورية وفقاً لرؤيتها الخاصة.
أخبار متعلقة :