جريدة هرم مصر

باحث سعودي يكشف عن ستة سيناريوهات لما بعد الضربات الأمريكية على الحوثيين: انهيار وشيك أم تفاوض معقد؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
باحث سعودي يكشف عن ستة سيناريوهات لما بعد الضربات الأمريكية على الحوثيين: انهيار وشيك أم تفاوض معقد؟, اليوم السبت 19 أبريل 2025 12:05 صباحاً

في تحليل استراتيجي معمق، كشف الباحث السعودي الدكتور عواض القرني عن ستة سيناريوهات محتملة للوضع في اليمن في ظل استمرار الضربات الأمريكية المكثفة ضد مواقع جماعة الحوثيين.

ونشر الدكتور القرني، الذي يُعد من أبرز الأصوات السعودية في مجال التحليل السياسي والعسكري، رؤيته عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، مشيرًا إلى أن هذه السيناريوهات تستند إلى دراسة دقيقة للعوامل العسكرية والسياسية والدولية التي تحكم المشهد اليمني.

السيناريو الأول: الانكسار والانهيار الوشيك

يرى الدكتور القرني أن استمرار الضربات الأمريكية الدقيقة على مواقع حيوية للحوثيين، مثل مخازن الأسلحة والذخائر في صعدة وصنعاء، بالإضافة إلى تعطيل مطار صنعاء الدولي وميناءي الحديدة ورأس عيسى، قد يؤدي إلى انكسار الحوثيين بشكل كبير.

ويؤكد أن الضغوط الدولية المتزايدة، إلى جانب تجفيف مصادر الدعم الإيراني، سيجعل من الصعب على الجماعة الاستمرار في الصراع.

خاصة مع استهداف قيادات الصف الأول والثاني، بما في ذلك زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، مما قد يؤدي إلى انهيارها أو حتى نهايتها كقوة فاعلة على الأرض.

السيناريو الثاني: التفاوض المباشر بين واشنطن والحوثيين

أشار الباحث إلى احتمالية حدوث تحول مفاجئ في الأحداث إذا ما قررت الولايات المتحدة التفاوض مباشرة مع الحوثيين.

وفي هذا السياق، يرى الدكتور القرني أن الأولوية الأمريكية تتمثل في ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما قد يدفع واشنطن لعقد صفقة مع الجماعة تنهي التوترات وتضمن استقرار المنطقة.

ومع ذلك، يشير إلى أن هذا السيناريو يتطلب موافقة إيران، التي تعتبر الحوثيين ورقة مهمة في استراتيجيتها الإقليمية.

السيناريو الثالث: توسيع نطاق الصراع

حذر الدكتور القرني من سيناريو خطير يتمثل في لجوء الحوثيين، بتحريض من إيران، إلى توسيع نطاق الصراع ليشمل دول الخليج.

وهذا يعني أن طهران قد ترفض أي محاولات للتفاوض مع واشنطن، وتعمل على "حرق ورقة الحوثي" بطريقة تصعيدية تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.

وإذا ما تم تنفيذ هذا السيناريو، فقد يؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة، مع تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.

السيناريو الرابع: التوجه نحو الحكومة الشرعية

أشار الباحث إلى احتمال أن يلجأ الحوثيون، تحت وطأة الضغط العسكري والاقتصادي، إلى التفاهم مع الحكومة الشرعية اليمنية.

وقد يتضمن هذا التفاهم إعادة مناقشة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وموضوع الأقاليم، وهو ما قد يفتح الباب أمام حل سياسي شامل للصراع.

ويستند الدكتور القرني في هذا الطرح إلى حالة التذمر المتزايدة بين أنصار الحوثيين والمقربين منهم بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور ورغبتهم في إنهاء الصراع.

السيناريو الخامس: الاكتفاء بالسيطرة على المناطق الحالية

يشير التحليل إلى احتمال أن يستمر الحوثيون، بدعم إيراني وبتشجيع من بعض الدول المستفيدة من استمرار الوضع الحالي، في الاكتفاء بالسيطرة على مناطقهم الحالية دون محاولة توسيع نفوذهم.

ومع فقدانهم جزءًا كبيرًا من قوتهم وضعف الدعم الخارجي نتيجة تصنيفهم كمنظمة إرهابية، قد يصبح هذا الخيار هو الأكثر واقعية بالنسبة لهم.

السيناريو السادس: الغموض والتكتّم

وفي إطار تحليله، ألمح الدكتور القرني إلى وجود سيناريوهات أخرى محتملة، لكنه أكد أنه ليس من المناسب الحديث عنها في الوقت الحالي.

وربما يعود ذلك إلى طبيعة هذه السيناريوهات التي قد تتعلق بتطورات استراتيجية لم تكتمل ملامحها بعد، أو قد تكون مرتبطة بتحركات دبلوماسية وعسكرية غير معلنة.

قراءة استراتيجية للأوضاع المستقبلية

يؤكد الدكتور القرني أن السيناريوهات الستة التي طرحها تعكس تعقيد المشهد اليمني، حيث تتداخل العوامل المحلية مع الإقليمية والدولية.

وشدد على أهمية متابعة التطورات الميدانية والسياسية عن كثب، خاصة في ظل تزايد الضغوط على الحوثيين من جهة، واستمرار التحركات الدبلوماسية من جهة أخرى.

ويختتم الباحث تحليله بالإشارة إلى أن مستقبل اليمن يعتمد بشكل كبير على كيفية إدارة الأطراف الفاعلة للأزمة، سواء من خلال الحلول السياسية أو عبر التصعيد العسكري.

وفي كلتا الحالتين، فإن الشعب اليمني يظل هو الضحية الأولى لهذا الصراع المستمر منذ سنوات.

ختامًا... تحليل الدكتور عواض القرني يسلط الضوء على أهمية النظر إلى الأزمة اليمنية من منظور شامل يأخذ في الاعتبار جميع الأبعاد العسكرية والسياسية والإقليمية.

وبينما تستمر الضربات الأمريكية في تغيير المعادلة على الأرض، فإن الخيارات المتاحة أمام الحوثيين وإيران تبدو أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

أخبار متعلقة :