جريدة هرم مصر

الطرقات المتهالكة تحصد المزيد من الأرواح في اليمن وسط صمت الحلول الفاعلة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطرقات المتهالكة تحصد المزيد من الأرواح في اليمن وسط صمت الحلول الفاعلة, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 08:45 مساءً

ما زالت الطرقات المتهالكة في اليمن تلتهم المزيد من الأرواح، مسجلة أرقاماً مفزعة في ظل غياب حلول جذرية للحد من الكارثة المتزايدة.

كشفت إحصائية رسمية حديثة عن سقوط نحو 200 ضحية خلال أول أسبوعين من أبريل الجاري فقط، نتيجة الحوادث المرورية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

أرقام مقلقة تدق ناقوس الخطر

وفقًا لتقرير صادر عن مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية، شهدت الفترة من 1 إلى 15 أبريل 2025 تسجيل 197 حادث سير، أسفرت عن وفاة 22 شخصاً وإصابة 176 آخرين، من بينهم 86 حالة إصابة خطيرة.

كما بلغت الخسائر المادية الناجمة عن هذه الحوادث أكثر من 67 مليون ريال يمني، وهو رقم يعكس العبء الاقتصادي الذي تتحمله البلاد جراء هذا المشكل المستمر.

توزعت الحوادث على أنواع مختلفة، حيث سُجلت 123 حادث تصادم بين المركبات، و41 حالة دهس، و23 حادث انقلاب، بالإضافة إلى 10 حوادث أخرى تنوعت بين ارتطام المركبات وسقوط الأشخاص منها.

وتظهر هذه الأرقام بوضوح أن الحوادث لا تقتصر على نوع واحد، وإنما تشمل نطاقاً واسعاً من الحالات التي تعكس تعقيد المشكلة.

تصاعد غير مسبوق منذ بداية العام

على صعيد أوسع، كشف التقرير الرسمي أن عدد ضحايا الحوادث المرورية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية منذ مطلع العام الجاري وحتى منتصف أبريل بلغ 1,331 شخصاً، منهم 203 قتلى و1,128 مصاباً.

هذه الأعداد الكبيرة تشير إلى تصاعد خطير في حجم الكارثة المرورية، ما يجعلها واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الجهات المعنية في البلاد.

أسباب متعددة وراء التصاعد

يرجع المراقبون والخبراء هذا التصاعد الكبير في أعداد الضحايا إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:

  1. سوء البنية التحتية للطرقات : تعاني معظم الطرق الرئيسية والفرعية في اليمن من تدهور كبير بسبب الإهمال الطويل وعدم تنفيذ أعمال الصيانة اللازمة.
  2. غياب الصيانة والرقابة : تتسم الطرق بالحفر والمطبات غير المعلّمة، فضلاً عن غياب الرقابة المرورية الفعّالة التي تفرض النظام وتمنع السلوكيات الخطرة.
  3. السرعة الزائدة والإهمال : يلعب السائقون دوراً رئيسياً في زيادة الحوادث بسبب السرعة الزائدة وعدم الالتزام بقوانين المرور.
  4. نقص التوعية : يفتقر العديد من السائقين والمشاة إلى الثقافة المرورية التي تمكنهم من التعامل مع المخاطر المحتملة على الطرق.

نداءات عاجلة للتدخل

وسط هذه الأرقام المفزعة، تعالت الأصوات المطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الكارثة. ودعا خبراء ومختصون إلى مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن أن تسهم في تخفيف حدة المشكلة، منها:

  • تحسين البنية التحتية للطرقات : عبر تنفيذ مشاريع صيانة شاملة للطرق الرئيسية والفرعية، ووضع علامات مرورية واضحة.
  • تشديد الرقابة المرورية : من خلال نشر دوريات مرورية مكثفة واستخدام التقنيات الحديثة لمراقبة السرعات وتطبيق القوانين.
  • تنفيذ حملات توعوية : تستهدف جميع فئات المجتمع، بما في ذلك السائقين والمشاة، بهدف تعزيز السلوك المروري الصحيح.
  • تعزيز التعاون بين الجهات المعنية : من خلال التنسيق بين وزارات الداخلية والصحة والنقل لإيجاد حلول متكاملة لهذه الأزمة.

رسالة إلى المسؤولين

تؤكد هذه الأرقام المفزعة الحاجة الملحة إلى تدخل سريع وفعّال من قبل السلطات الحكومية والجهات المعنية. فالطرقات ليست مجرد مسارات للتنقل، بل أصبحت مصائد للموت تهدد حياة المواطنين يومياً.

ولن يكون هناك حل حقيقي لهذه المعضلة إلا من خلال استراتيجية شاملة تعالج الأسباب الجذرية، بدءاً من تحسين الطرقات وانتهاءً بتعزيز الوعي المجتمعي.

يبقى السؤال الملح: إلى متى ستظل الأرواح تزهق على طرقات اليمن دون أن نرى خطوات جادة وفعّالة لوقف هذه الكارثة؟

ختاماً، يبدو أن الطريق نحو الأمان المروري في اليمن ما زال طويلاً وشائكاً، لكنه ليس مستحيلاً إذا توفرت الإرادة السياسية والدعم المجتمعي لتحقيق التغيير المطلوب.

أخبار متعلقة :