جريدة هرم مصر

تغيرات مناخية تفتك بمزارع الدجاج في جرش .. ونسبة النفوق تصل إلى 30%

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تغيرات مناخية تفتك بمزارع الدجاج في جرش .. ونسبة النفوق تصل إلى 30%, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 12:14 صباحاً

سرايا - تواجه مزارع الدجاج في جرش، مجددا، تحدي نفوق الدجاج بسبب تداعيات التغيرات المناخية الحادة التي تمر بها المنطقة حاليا، وفشل محاولات المزارعين في حماية دواجنهم من خطر النفوق بسبب ظهور الفيروسات التي لا تقاوم التغيرات الحادة في درجات الحرارة، مما سيخفض الإنتاج وقد يرفع الأسعار في الأسابيع القليلة المقبلة.

فقد بدأت بالفعل حالات النفوق في مزارع الدجاج بالمئات يوميا، جراء الانخفاض الكبير في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، إلا أن الأسعار ما تزال منخفضة بسبب ضعف الطلب على الشراء وتراجع القوة الشرائية، مما حافظ على أسعار الدواجن ضمن الحدود المنخفضة، حيث لم يتجاوز سعر الكيلو لغاية الآن 170 قرشا لدجاج "النتافات".

ووفق الخبير في قطاع تربية الدجاج، المزارع أحمد القادري، فإن "سبب المشاكل الإنتاجية التي يعانيها مزارعو جرش، والبالغ عدد مزارعهم أكثر من 110 مزارع، هو قدم الإمكانيات وسوء البنية التحتية وسوء الأنظمة التي ما تزال تستخدم في المزارع، ومنها مزارع عمرها عشرات السنين ولم يتم تحديثها أو تطويرها أو ترميمها أو تحديث الآليات والمعدات المستخدمة فيها، في حين يواجه المزارعون التغيرات المناخية التي لا تتناسب مع الأنظمة القديمة التي يستخدمها المزارعون، مما تسبب في خسائر فادحة في الإنتاج في كل دورة تربية".

وأوضح "أن الأنظمة القديمة، من حيث سوء المباني وقدمها وعدم توفر أنظمة تدفئة حديثة أو إنارة متطورة أو وجود حاضنات للدجاج أو مبان جاهزة لكل مرحلة عمرية من الدجاج، قد ألحقت أضرارا بالمزارع، لا سيما أن هذه المباني تشكل خطرا وضررا على الإنتاج كذلك".

عدم القدرة على إنتاج الصيصان
وأضاف القادري "أن كثرة التحديات التي يواجهها المزارعون تعيق عملية التحديث والتطوير في المزارع أو إضافة فقاسات لإنتاج البيض بأنفسهم، كون مزارعهم غير مجهزة، فضلا عن تحملهم تكاليف مالية باهظة تعيق عمليات التحسين والتطوير والتحديث في المزارع".

وأشار إلى "أن هذه المشاكل والتحديات مستمرة ولن تتوقف، لا سيما أن من أهم التحديات تقلبات الطقس، التي تسبب انتشار فيروسات ونفوق كميات كبيرة من الدجاج يوميا، فضلا عن ارتفاع أسعار البيض والصيصان، وهم رغم عملهم في القطاع منذ مئات السنين غير قادرين على إنتاج الصيصان في مزارعهم، ويضطرون إلى شرائها بأسعار خيالية من الشركات الكبرى، حتى إن عمليات الشراء عشوائية وغير منظمة".

كما أكد القادري "أن الحل في الدورات المقبلة يكمن حاليا في تقليل كميات الإنتاج في المزرعة الواحدة، وتحديث وتطوير أنظمة التدفئة لضبط درجات الحرارة والتحكم في التغيرات المناخية، والالتزام بالمطاعيم واللقاحات اللازمة. وفي المستقبل، يكمن الحل على المدى البعيد في إعادة هيكلة المزارع وتطويرها وتحديثها، والعمل ضمن تجهيزات حديثة وصحية وآمنة لمواجهة هذه التحديات".

من جهته، يقول المتحدث باسم أصحاب مزارع الدجاج، إبراهيم عقيل "إن مزارعي الدجاج أمام تحديات كبيرة هذه الفترة، وأبرزها التقلبات المناخية الحادة التي تسبب نفوق مئات من الطيور يوميا، والانخفاض الكبير في درجات الحرارة. ويحتاج المزارعون إلى تكاليف إضافية في تدفئة المزارع على مدار الساعة، وقد ارتفعت التكلفة من أربعة آلاف دينار شهريا إلى ستة آلاف، فضلا عن نقص العمالة في قطاع الدجاج، وإجبارهم على الاشتراك في الضمان الاجتماعي".

وأضاف "أن التحدي الجديد كذلك هو رسوم مكب الأكيدر سنويا، التي أضيفت إلى تراخيص المزارع، وتكلفتها 90 دينارا، رغم أن المزارعين لا يستخدمون مكب الأكيدر، ويقومون بالتخلص من مخلفات الدواجن عن طريق نقلها بواسطة مقاولين إلى مصانع المعالجة".

التوجه للعمل بقطاعات أخرى
وأوضح عقيل "أن المزارعين يواجهون كذلك تحدي ارتفاع أثمان الصيصان وبدء موسم تصديرها إلى الدول المجاورة، مما رفع من أثمانها حاليا ونقص الكميات المتوفرة. وهذه التحديات تضع المزارعين في مأزق الاستمرار في هذه المهنة أو تركها والتوجه إلى العمل في قطاعات أخرى تغطي تكاليف الإنتاج في أقل تقدير".

وأشار إلى "أن المزارعين غير قادرين حاليا على حل مشكلة تقلبات الطقس أو مواجهة هذا التحدي بسبب ضعف الإمكانيات وقدم وسائل التدفئة المستخدمة، وطبيعة المزارع التي يربى فيها الدجاج، فهي كذلك قديمة ولا تحمي من تقلبات الطقس، ولا يوجد حاضنات بدرجات حرارة مناسبة أو مواقع مجهزة للحفاظ على مراحل الإنتاج كافة".

ويقدر العاملون في قطاع الدجاج في محافظة جرش نسبة النفوق والإصابات حاليا بـ30 %، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة في الأسابيع المقبلة نظرا لتقلبات الطقس كذلك، حيث يصاب الدجاج بفيروسات، ومنها ما يتم علاجه، والبقية تتعرض للنفوق، ذلك أن تربية الدجاج تحتاج إلى ظروف وبيئة مناسبة وحساسة، ومن السهل انتقال الفيروسات والعدوى فيها، نظرا لأعدادها الكبيرة في مساحة صغيرة، وأنظمة العمل القديمة والبدائية.

وتكثر الأمراض وحالات النفوق في المزارع الكبيرة التي تربي آلافا من الطيور خلال الدورة الواحدة، لا سيما أن الأعداد الكبيرة للتربية تساعد على انتشار العدوى ونقلها، مما يسبب إصابات ونفوقا أكبر. وبلغ إنتاج محافظة جرش من الدجاج اللاحم، خلال الشهرين الماضيين، أكثر من مليون طير، خصوصا في شهر رمضان، في حين من المتوقع أن تنخفض هذه الكميات في حال انخفاض درجات الحرارة أكثر، وحالات النفوق التي ترتفع بشكل مطرد، نظرا لإمكانية ظهور فيروسات أكثر، وزيادة حالات النفوق، وارتفاع أسعار الدواجن بشكل أكبر، لا سيما في الفترة المقبلة التي سيرتفع فيها الطلب وتنخفض الإنتاجية.

تربية الدجاج تحتاج لظروف خاصة
بدورها، أكدت رئيس قسم الثروة الحيوانية في زراعة جرش، الدكتورة غدير الحتاملة "أنه من الطبيعي أن تتأثر تربية الدواجن بهذه التغيرات المناخية، لا سيما أنها تحتاج إلى دقة وتفاصيل مهمة، وتتأثر بالظروف المحيطة فيها، وتحتاج إلى ظروف خاصة ودرجات حرارة خاصة للتعامل معها، ويجب حمايتها من الفيروسات من خلال تهيئة الظروف التي تعيش فيها، كونها سريعة التأثر بالتغيرات المناخية".

وأكدت الحتاملة "أن المزارعين لم يبلغوا لغاية الآن بحالات نفوق هذا الموسم، وأن الزراعة تقوم بتفقد المزارع على مدار الساعة، والتواصل مع المزارعين، واتخاذ الإجراءات المناسبة، وتوفير المطاعيم واللقاحات المناسبة للدجاج".


أخبار متعلقة :