جريدة هرم مصر

هل يكون استخدام الذكاء الاصطناعي بوابة الأمان للتراث الثقافي السوري؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يكون استخدام الذكاء الاصطناعي بوابة الأمان للتراث الثقافي السوري؟, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 11:40 صباحاً

دمشق-سانا

تحيق بالتراث الثقافي في العالم جملة من المخاطر تتعلق بآثار المناخ والطبيعة وتدخلات البشر، ولكن فيما يخص التراث الثقافي السوري فإن هذه المخاطر تزداد، ولا سيما بعد سنوات الحرب التي ألحقت بهذا التراث الكثير من الأضرار.

وتوضح الباحثة المهندسة سندس عمر حميدي المنسقة في جمعية إيكونوموس سوريا، خلال حديث مع سانا الثقافية، أن المخاطر المحيطة بالتراث الثقافي تشمل الظواهر الطبيعية كالأعاصير وموجات الحرارة والزلازل، والعوامل البشرية كالتوسع البيتوني والنزاعات المسلحة التي تهدد المواقع التراثية.

وأشارت حميدي إلى أن تحديد المخاطر المحدقة بالتراث الثقافي السوري لا يكفي، بل لابد للحد منها أو إزالتها من نشر الوعي بين الناس بأهميتها التاريخية، وتدريب الموظفين على التعامل مع حالات الطوارئ، ووضع خطط ملائمة للعمل، ومراقبة تحققها مع مرور الزمن، فضلاً عن دراسة إمكانية إدخال تغييرات لتحسين النتائج المرجوة.

ومن التقنيات الحديثة التي يمكن الاعتماد عليها لصون التراث الثقافي، وفقاً لحميدي، الذكاء الاصطناعي الذي يمكن من التعرف على التراث الثقافي واستكشافه من قبل جميع الأفراد، وإدارة المخاطر المحيطة، واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR وتطبيقات ميتافيرس، التي تقوم بجولات افتراضية للمتاحف، ما يسمح للأفراد من جميع أنحاء العالم باستكشاف الآثار القديمة والمتاحف والمواقع التراثية من منازلهم.

وبينت حميدي أن دور التقنيات الحديثة لا يقتصر على الترويج والزيارات، بل إنه يساهم بالتحليلات التنبؤية ونماذج التعليم الآلي للتنبؤ بالمخاطر المحتملة كالكوارث الطبيعية، ما يتيح اتخاذ تدابير استباقية لحماية المواقع التراثية، وتنفيذ مهام عدة كإنتاج المحتوى، والتقارير والملخصات وإنشاء محتوى تسويقي ومراجعة الأداء والتنبؤ به، والفحص البصري الآلي لكشف عيوب المباني التراثية بدقة عالية.

وتساعدنا تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تبين حميدي، في تحديد الخسائر التي لحقت بمواقع التراث ومعالجتها كالإصلاح والترميم، وتطوير أنظمة إنذار مبكر لحماية المواقع الأثرية، لإنشاء نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد للمواقع التراثية، وتطوير حلول ترميم دقيقة باستخدام التقنيات الحديثة.

ولكن بحسب حميدي، فإن هناك بالمقابل آثاراً سلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي تتصل باحتمال قيام أنشطة غير قانونية تستغل القدرة العالية لهذه التقنية، لتوظيف العنصر التراثي لغايات ربحية تسيء له، حيث دعت للحيلولة من ذلك باتباع أساليب وقائية تكشف عن المخاطر وتأثير مضارها.

وتختم حميدي حديثها بالتأكيد على أن جهود الباحثين والمتطوعين المهتمة بالتراث الثقافي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون مرجعاً أساسياً للعالم، للتعريف بحضاراتنا ونقلها للأجيال القادمة وكأنهم يعيشون الماضي بكل تفاصيله.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب

أخبار متعلقة :