جريدة هرم مصر

العقبة .. شكاوى من "رداءة" الطريق إلى المنطقة الصناعية الجنوبية

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العقبة .. شكاوى من "رداءة" الطريق إلى المنطقة الصناعية الجنوبية, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 12:55 صباحاً

سرايا - رغم التطور الكبير الذي شهدته المنطقة الصناعية الجنوبية في العقبة، التي تعتبر رئة الأردن الاقتصادية، إلا أن الطريق المؤدي إليها يعاني من التآكل والهلاك وسوء البنية التحتية، ما انعكس سلبا على السمعة التي ارتبطت بتلك المنطقة من حيث الترتيب والتنظيم.

ويعاني سائقو الشحن وسالكو الطريق من رداءة الطريق، حيث تكثر فيه الحفر والمطبات والهبوطات، بالإضافة إلى انعدام الإنارة، رغم أنه يربط بأهم أرصفة الموانئ والمصانع الكبرى في المنطقة الجنوبية.
ويشير السائقون إلى أن الطريق يجب أن يكون في أفضل حال، كونه يعد من أهم الطرق في المملكة على الإطلاق، مؤكدين أن طوله لا يتجاوز 5 كيلومترات، ومن غير المقبول تركه بهذه الطريقة، خصوصا في ظل استخدامه من قبل الشاحنات وناقلات البضائع والفوسفات والبوتاس والنفط بأشكاله كافة.
وأوضحوا "أن الطريق مع اهتراء بنيته التحتية وانتشار الحفر فيه، يؤثر سلبا على نشاط أهم واجهات العقبة الاستثمارية في المنطقة الصناعية الجنوبية، وأصحاب المصانع والعاملين وعمليات النقل والشحن".
كما بين عاملون في المنطقة الصناعية "أن الطريق يجب أن يكون ضمن أولويات الجهات المسؤولة باعتبار تأهيله أولوية لا تحتمل أي تأخير، لا سيما أن العديد من المؤسسات والشركات الصناعية طرحت مشكلة الطريق منذ سنوات طويلة وأوصلت ملاحظاتها إلى أصحاب القرار، لكن دون أي جدوى حتى الآن".
ويأمل السائقون والعاملون في تلك المنطقة أن يكون الطريق من ضمن أولويات الجهات ذات الاختصاص لتجنب الأخطار المحدقة، لا سيما أنه يربط موانئ الغاز والنفط وأرصفة الموانئ المختلفة والمصانع الكبرى.

"إهمال واضح منذ أكثر من 20 عاما"
ووفق السائق جاسر أبو الفيلات، فإن "الطريق الذي يعد شريان قلب الصناعات الكبيرة والموانئ يعاني من إهمال واضح منذ أكثر من 20 عاما، إذ لم يشهد أي تأهيل أو إعادة تعبيد لطبقته الإسفلتية التي تآكلت في أجزاء كثيرة منه، وتحولت إلى حفر عميقة تلحق الضرر بالمركبات".
وأضاف أبو الفيلات "أن إعادة تأهيل مسافة 4.5 كيلومتر، تكثر فيها التعرجات والحفر وانعدام الإنارة في أجزاء منها بات أمرا ضروريا"، مؤكدا في الوقت ذاته "أن الطريق حيوي ومهم ويخدم أهم الشركات الصناعية والموانئ، لا سيما النفط والفوسفات والبوتاس، إلى جانب أماكن تخزين المشتقات النفطية".
أما السائق منير أبو الشعر، الذي يعمل على نقل مجموعة من الموظفين عبر حافلة مستأجرة، فيقول "إن هذا الشارع يخدم أكثر من 6000 عامل وصاحب مؤسسة ومسؤول لشركات كبرى، كما أن العديد من الزوار والمستثمرين في المنطقة، وخلال زياراتهم المتكررة للاطلاع على الاستثمارات، ينقلون ملاحظاتهم حول وضع الطريق المؤدي إلى المصانع".
واعتبر أبو الشعر "أن الطريق بات طاردا للبيئة الاستثمارية ولا يخدمها، لا سيما أنه يشهد خلال أوقات الدوام حركة كثيفة من المركبات بأحجامها كافة، إضافة إلى اعتماده من قبل الشاحنات التي تنقل البضائع والسلع إلى الموانئ والمصانع".
يخدم الاستثمارات والمصانع في المنطقة الجنوبية
وبحسب المواطن محمد بخيت، فإن "الطريق بأمس الحاجة إلى الصيانة، كونه يخدم الاستثمارات والمصانع في المنطقة الجنوبية، إلى جانب ربطه أحيانا بمعبر الدرة وعبور مئات المواطنين الأردنيين والسعوديين من خلاله"، مشيرا إلى "أن الطريق شهد زيارات متعددة من المسؤولين وهم على علم بمدى خطورته ورداءته، لكنهم لم يحركوا ساكنا، فمن الضروري وضع مخصصات مالية عاجلة من أجل إعادة تأهيله بخلطة إسفلتية ومعالجة العيوب كافة فيه".
ويقول المواطن محمد الطراونة "إن الطريق، وإن تم تحديث بعض أجزائه مؤخرا، إلا أنه واجب على الجهات ذات العلاقة إعادة تأهيل المناطق المتضررة التي تشكل خطورة على جميع الموانئ، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بلوحات السلامة العامة والإرشادية".
إلى ذلك، يشير المواطن فاروق الحجاوي، إلى "أن الطريق تنعدم فيه الإنارة ليلا، لا سيما أن بعض المرافق المينائية تعمل على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى مرور وسلوك الشاحنات باستمرار"، مؤكدا أن الطريق يصل كذلك بالساحات والمرافق الجمركية، وهي بحد ذاتها طرق بتعرجات ومنحدرات خطرة، مما يزيد الخطورة على سلامة سالكيها.
من جهته، بين مدير أشغال محافظة العقبة المهندس محمد الكساسبة، أن الطريق هو جزء نافذ من اختصاص وزارة الأشغال العامة والإسكان، وهو ممتد إلى المنطقة الصناعية الجنوبية ومنطقة الموانئ، بطول ما يقارب 5 كيلومترات، وقد تم تنفيذ مشاريع عدة عليه خلال السنوات السابقة من خلال الوزارة، ومن أبرزها تنفيذ جسر النفط الخرساني بكلفة مليوني دينار، بالإضافة إلى صيانة الأنفاق على الطريق ومشروع إنارة لخدمة مستخدمي الطريق، وهو بحاجة إلى الصيانة وإعادة التأهيل، مؤكدا أن بعض أعمال الصيانة المؤقتة نفذت وشملت ترقيعات لبعض الحفر.
عزل الموانئ بإغلاق أمني
وأشار إلى أنه، وبالتشاركية مع سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة ومجلس المحافظة، وبعد العام الماضي، تم عزل الموانئ بإغلاق أمني من خلال البوابات الإلكترونية الأمنية، بالإضافة إلى إقامة سياج سالك حول المنطقة، ما أدى إلى ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية في المنطقة. وعليه، تم عقد اجتماع مع الجهات ذات العلاقة، نظرا لوجود تداخل في التشريعات الناظمة والطرق النافذة، خصوصا مع دخول مستثمرين إلى تلك المنطقة ولهم متطلبات تتعلق بهذه الطرق، وتم الاتفاق مع سلطة العقبة على إلغاء صفة مسؤولية وزارة الأشغال العامة والإسكان، وتحويل الاختصاص والمسؤولية إلى سلطة العقبة ليشمل محورين: محور صيانة البنية التحتية والطرق بشكل كامل.
وأضاف الكساسبة أنه تم اتخاذ إجراءات فعلية على أرض الواقع للبدء بصيانة الطريق، وعلى رأس هذه الأعمال تجهيز وثائق العطاء كافة بكلفة 500 ألف دينار تشمل خلطة إسفلتية ولمدة تنفيذ تبلغ شهرين.
وتقع المنطقة المينائية الصناعية جنوب العقبة وتخدم العديد من الشركات والمصانع والموانئ وتربط موانئ العقبة بالعديد من خطوط الملاحة الدولية ذات الأهمية الكبرى، مما يحتم الاهتمام بالبنية التحتية، لا سيما الطريق الواصل بين جميع المرافق في المنطقة.
ويدخل المنطقة الصناعية الجنوبية مئات الشاحنات المحملة بالبضائع والسلع إلى جانب صهاريج النفط والغاز، وبالقرب من الطريق إلى المنطقة الصناعية الجنوبية تقع الموانئ اللوجستية ذات الأهمية الإستراتيجية، بالإضافة إلى مرافق مساحات تخزين المواد النفطية.

الغد


أخبار متعلقة :