هرم مصر

مع الشروق .. غزّة و لبنان في قلب البيت الأبيض

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. غزّة و لبنان في قلب البيت الأبيض, اليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024 11:53 مساءً

مع الشروق .. غزّة و لبنان في قلب البيت الأبيض

نشر في الشروق يوم 30 - 10 - 2024


تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية ونحن على بعد خطوات من الاقتراع الحاسم، حالة من الترقّب الشديد في ظل تصاعد الأحداث في الشرق الأوسط، حيث تجد الولايات المتحدة نفسها أمام مفارقة قد تؤثر بشكل مباشر على خيارات الناخبين الأمريكيين في التصويت لهاريس أو ترامب،خاصة في الولايات المتأرجحة، إذ مع تواصل الحرب الصهيونية في غزّة و لبنان، يُطرح السؤال حول مدى تأثير هذه التطورات على المواقف السياسية للمرشحين، وكيفية استجابة الناخبين الأمريكيين الذين لهم صلات مباشرة بالصراع في الشرق الأوسط.
لا ريب أن الولايات المتأرجحة ستلعب دورًا رئيسيًا في الانتخابات، خاصة تلك التي تحتوي على تجمعات كبيرة من الجاليات ذات الاهتمام المباشر بالصراعات الدولية مثل الجاليتين العربية و اليهودية، إذ يتمتع هؤلاء الناخبون بتأثير واسع النطاق قد يؤثر على حظوظ المرشحين، ففي فلوريدا على سبيل المثال تعدّ الكتلة اليهودية من أكبر الداعمين للكيان الغاصب، وقد يعزّز العدوان الصهيوني الغاشم في المنطقة موقف المرشح الذي يظهر دعما ثابتا لحماية مصالح إسرائيل، على الجانب الآخر، قد يميل الناخبون من أصول عربية في ميشيغان إلى المرشح الذي يتبنّى مواقف أكثر مرونة ويتعامل بحذر مع النزاعات الإقليمية، مما يفتح الباب أمام الحملة الانتخابية لمواكبة هذه الاتجاهات وتعزيز كفة أحد المرشحين على حساب الآخر.
وفي السياقات العادية، عادة ما تهيمن القضايا المحلية على الانتخابات الأمريكية، مثل الاقتصاد والرعاية الصحية، لكن تصاعد العدوان الصهيوني في غزّة ولبنان سيجعل السياسة الخارجية في مقدمة الأولويّات الانتخابية، إذ أن صور التقتيل و التدمير و التهجير الذي يمارسه الكيان الصهيوني و تلطّخ صورته أمام الرأي العام الدولي و الأمريكي بالذات قلب الموازين هذه المرة رأسا على عقب و أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الخطاب الانتخابي بشكل سيجعلها محدّدة و مؤثرة هذه المرة على حظوظ هاريس و ترامب بعيدا عن ذلك الشعار التقليدي في الالتزام بأمن إسرائيل التي باتت اليوم عبءا على الدولة العميقة التي لها كلمتها في السباق الرئاسي.
والحديث عن توجهات الرأي العام الانتخابي في أمريكا يحيلنا بداهة إلى الدور الذي تلعبه جماعات الضغط في التأثير على مسار النقاش السياسي الأمريكي حول قضايا الشرق الأوسط، فلوبيّات مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) و اللوبيات المؤيدة للفلسطينيين تنشط في دعم المرشحين الذين يلبّون توجهاتها، مما قد يؤدّي إلى تكثيف الحملات الإعلامية والمواقف السياسية المستقطبة حول الصراع.
هذه الجماعات تمتلك وسائل فعّالة للتأثير، من خلال توجيه الدعم المالي والإعلامي للمرشحين، وبالتالي فإن تصاعد الأحداث في غزّة ولبنان يضع المرشحين أمام ضغوط تتزايد مع مرور الوقت، حيث يسعى كل مرشح إلى ضمان دعم هذه الجماعات مع الحفاظ على قاعدة ناخبيه العريضة.
ومن المتوقع أن يستمر العدوان الصهيوني على غزّة ولبنان في الإلقاء بظلاله على الانتخابات الأمريكية، ليتحوّل من مجرّد قضية خارجية إلى عامل مؤثر في توجهات الناخبين، فالتصعيد في الشرق الأوسط ليس مجرّد أزمة بعيدة بل سيؤثر مباشرة هذه المرة على الداخل الأمريكي و سيضع المرشحين تحت ضغوط جمّة في سعيهم لكسب تأييد الناخبين و محاولة الظهور بصورة المرشح القادر على حماية المصالح الأمريكية دون التورّط في صراعات غير محسوبة وفق تمثّل الناخب الأمريكي.
هاشم بوعزيز

.




أخبار متعلقة :