رغم محدودية الإمكانات… استمرار تقديم الخدمات للوافدين من لبنان عبر مركز العريضة الحدودي بطرطوس

طرطوس-سانا

تواصل الجهات المعنية في محافظة طرطوس تقديم كل الخدمات والتسهيلات للسوريين واللبنانيين الوافدين من لبنان عبر مركز العريضة الحدودي وتلبية احتياجاتهم اللازمة، وسط استنفار وتعاون كامل لتلك الجهات في إطار الاستجابة الطارئة لتداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وذلك رغم محدودية الإمكانيات التي سببتها ظروف الحرب والحصار الجائر على سورية.

محافظة طرطوس ومنذ بدء عمليات النزوح إثر العدوان المفتوح على لبنان شكلت لجنة مركزية برئاسة المحافظ فراس الحامد، انبثق عنها لجان فرعية مهمتها تقديم كل أشكال الدعم اللوجستي والخدمات الأساسية للوافدين من الأسر السورية العائدة والنازحين اللبنانيين الذين أجبروا على ترك منازلهم هرباً من العدوان الإسرائيلي إلى أماكن آمنة، وتركوا كل ما يملكون طلباً للأمن والأمان.

حالات من الذعر والخوف بدت على النازحين منذ لحظة وصولهم إلى المركز الحدودي وتعكس حجم المعاناة التي كابدوها قبيل وصولهم إلى المعبر هرباً من العدوان وجرائم الاحتلال الهمجية أشار إليها مدير الخدمات بالمحافظة جهاد قميرة الموجود في المركز بشكل يومي، خلال حديثه لمراسلة “سانا”، موضحاً أنه يتم استقبال الوافدين عند مدخل المركز وتقديم كل الخدمات الصحية والإغاثية والإنسانية لهم، ومن ثم إيصال اللبنانيين إلى مراكز الإيواء التي تم تجهيزها مسبقاً في معسكر الطلائع ومخيم الكرنك، بالإضافة إلى بعض المنشآت السياحية المقدمة من وزارة السياحة لاستقبالهم فيها مجاناً.

العائدون السوريون اختاروا وفقاً لمدير خدمات المحافظة الإقامة عند أقاربهم في طرطوس وغيرها من المحافظات السورية، حيث تم نقلهم إليها بعد تقديم كل الخدمات اللازمة لهم وفق الإمكانات المتاحة التي تم تسخيرها للتخفيف من معاناتهم، مشيراً إلى حالة التكافل الاجتماعي ومساندة الجمعيات والمنظمات الأهلية التي تعنى بالشأن الخدمي الإنساني والإغاثي والمجتمع المحلي بالمحافظة، بتقديم الخدمات الإغاثية، ومنها وجبات الطعام والعمل الصحي، مع تقديم البعض منازلهم بشكل مجاني للوافدين، ما عكس حالة التعاضد والتآخي بين الشعبين السوري واللبناني.

مدير مركز العريضة الحدودي المهندس حسن برهوم لفت إلى الإجراءات المتخذة لجهة تسهيل دخول السوريين واللبنانيين وتأمين كل احتياجاتهم بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية الموجودة ضمن المركز، وحل المشكلات إن وجدت بشكل فوري ومباشر لتأمين متطلبات العيش الكريم واللائق لهم.

الوافدون عبر المركز سواء كانوا سوريين أو لبنانيين يحصلون على الخدمات الصحية والعلاجية اللازمة في إطار استنفار الطواقم الصحية والطبية الموجودة في المعبر، حسب ما أشار رئيس منطقة الصفصافة الصحية الدكتور غسان إسماعيل، مبيناً أن فريق الاستجابة الصحي بطاقمه المؤلف من 18 عنصراً يقدم خدماته للوافدين على مدار الساعة من المعاينة واللقاح والصحة الإنجابية والترصد التغذوي والأمراض السارية.

وأوضح إسماعيل أنه تم تقديم الخدمات الصحية لنحو 2500 وافد منذ تاريخ الـ 5 من الشهر الجاري حتى يوم أمس الإثنين، حيث تم تقديم 7 آلاف خدمة طبية لهم بكل الأقسام، منها 2400 خدمة في مجال الصحة الإنجابية و 1800 خدمة ترصد تغذوي و800 خدمة بالصحة النفسية و700 خدمة فحص عام و250 خدمة خاصة بالأمراض المزمنة، بالإضافة إلى 250 خدمة صحة الطفل و30 خدمة إسعافية و400 خدمة من الخدمات الصحية الأخرى.

بدورها طبيبة الأطفال مها يوسف أشارت إلى تقديم 620 خدمة لقاح روتيني للأطفال من الوافدين، بالإضافة إلى المعاينات والكشف لجميع الأطفال مع تقديم مادة زبدة الفستق من عمر 6 أشهر إلى عمر سنتين، مع تقديم الفيتامينات للأطفال من هذا العمر حتى 5 سنوات مع تحويل حالتي إسعاف تعاني إحداهما من حالة اختلاج والثانية لديها سوء تغذية شديد، حيث تم نقلهما عبر منظومة الإسعاف إلى مشفى الأطفال بطرطوس لتلقي العلاج اللازم.

الممرض هادي الفسخة العامل لدى منظومة إسعاف طرطوس قال: إن سيارة الإسعاف الموجودة إلى جانب الطاقم الصحي مجهزة بكل المعدات الإسعافية الضرورية، وتعمل على نقل الحالات الحرجة بعد تقديم العلاج الأولي المناسب لها ضمن المركز، ومتابعة وضعها الصحي في السيارة إلى حين وصولها إلى المشفى لتلقي العناية الطبية الكاملة التي تحتاجها.

يشار الى أن عدد الوافدين السوريين عبر مركز العريضة الحدودي لغاية يوم أمس الإثنين الـ 14 من الشهر الجاري بلغ 18947، في حين بلغ عدد الوافدين اللبنانيين 8588، بالإضافة إلى 593 وافداً من الأجانب.

فاطمة حسين

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen