هرم مصر

مستقبل غامض..إلى أين يتجه حزب الله بعد اغتيال حسن نصر الله وهاشم صفي الدين؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مستقبل غامض..إلى أين يتجه حزب الله بعد اغتيال حسن نصر الله وهاشم صفي الدين؟, اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 10:12 مساءً

بعد مرور شهر على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، لا تزال تداعيات هذا الحدث الهائل تهز المنطقة. وفي تطور لاحق، لم تمضِ سوى أيام حتى اغتالت إسرائيل هاشم صفي الدين، خليفة نصر الله المرتقب، قبل أن يُعلن رسمياً عن توليه القيادة. هذه الاغتيالات المتلاحقة وضعت حزب الله في موقف غير مسبوق، مع تساؤلات حول كيفية تعامله مع الفراغ القيادي والتحديات المتزايدة على الصعيدين الداخلي والإقليمي.

"قيادة جماعية" بدلاً من تعيين أمين عام جديد: تكتيك مؤقت أم نهج دائم؟

يشير الكاتب السياسي قاسم قصير إلى أن حزب الله يتبع حالياً نهج القيادة الجماعية لضمان استمرار عملياته في ظل غياب القيادة العليا. ويوضح أن مجلس الشورى يواصل مهامه اليومية لتجنب إرباك هيكل الحزب، مع تأجيل تعيين أمين عام جديد حتى انتهاء التصعيد العسكري مع إسرائيل.

يستند الحزب إلى اللامركزية القتالية كأحد أساليبه الرئيسية، حيث تعمل وحداته العسكرية وفق خطط معدة مسبقاً، مما يسمح باستمرار العمليات العسكرية وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل دون الحاجة إلى قيادة مركزية فاعلة في كل لحظة. ويعكس هذا النهج قدرة الحزب على مواجهة الظروف الطارئة رغم الخسائر الكبيرة في قيادته.
 

تصعيد متواصل: حزب الله يرد والصراع مع إسرائيل يشتد

رغم اغتيال نصر الله وصفي الدين، لم يتوقف حزب الله عن استهداف مواقع إسرائيلية. وقد شنّ هجوماً بطائرة مسيّرة على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، في رسالة واضحة بأن الحزب لا يزال يحتفظ بقدراته الهجومية.

في المقابل، أدت الهجمات الصاروخية المستمرة على شمال إسرائيل إلى تهجير أكثر من 60,000 شخص، ما وضع الحكومة الإسرائيلية تحت ضغط متزايد لإعادة سكانها إلى منازلهم. وعلى الجانب اللبناني، تسببت الضربات الإسرائيلية في مقتل أكثر من 2600 شخص ونزوح أكثر من 1.4 مليون لبناني، ما يعمّق الأزمة الإنسانية في البلاد.

هل يفتح غياب نصر الله الباب أمام تسوية سياسية في لبنان؟

يقول الأستاذ الجامعي محمد علي مقلد إن مقتل نصر الله وصفي الدين قد يشكل فرصة لحزب الله لإعادة تقييم مساره. ويرى أن الحزب قد يجد نفسه أمام خيار العودة إلى كنف الدولة اللبنانية والابتعاد عن المشروع الإيراني، خاصة إذا تصاعدت الضغوط الداخلية والدولية.

يشير مقلد إلى أن هذه الأحداث قد تكون نقطة انطلاق نحو تسويات سياسية جديدة، بما في ذلك إجراء انتخابات رئاسية واستعادة الدولة اللبنانية سيادتها الكاملة. ومع ذلك، يظل هذا السيناريو مرتبطاً بمدى استعداد الحزب للتخلي عن سلاحه والانخراط في العملية السياسية بشكل كامل.

الموقف الإيراني: هل يتأثر حزب الله بفقدان قيادته؟

بعد اغتيال نصر الله وصفي الدين، ردت إيران بإطلاق 180 صاروخاً باليستياً على قواعد إسرائيلية، واصفة الهجوم بأنه "انتقام ضروري". ومع ذلك، تحاول إيران حالياً تهدئة الأوضاع عبر حملة دبلوماسية يقودها الرئيس مسعود بزشكيان، الذي يسعى إلى وقف التصعيد الإقليمي.

أعربت إيران عن ثقتها في استمرار قوة حزب الله، مشددة على أن استشهاد القادة لن يؤثر على قدراته. وقال أحمد وحيدي، القائد الأسبق لفيلق القدس، إن الحزب يمتلك العديد من القادة الذين تدربوا على القيادة في أصعب الظروف، مما يجعل عملية استبدال القيادات سلسة.

هل يستطيع الحزب الحفاظ على وحدته بعد غياب نصر الله؟

يتوقع الصحافي إبراهيم بيرم أن غياب نصر الله قد يؤدي إلى انقسام داخلي داخل الحزب بين تيارات متشددة وأخرى تسعى إلى العودة إلى مسار الدولة. لكن بيرم يرى أن حزب الله ما زال يعتبر نفسه جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة، وبالتالي فإن الفصل بين الحزب والمشروع الإيراني يبدو غير وارد في الوقت الراهن.

ومع ذلك، يطرح بيرم تساؤلاً حول مدى قدرة خليفة نصر الله على الحفاظ على وحدة الحزب وتماسكه، خاصة في ظل غياب شخصية ذات كاريزما استثنائية مثل نصر الله.

ما هي الخطوة التالية لحزب الله؟ تحديات الفراغ القيادي وتوقعات المستقبل

يواجه حزب الله في المرحلة القادمة تحديات معقدة على عدة مستويات، أبرزها ملء الفراغ القيادي الناتج عن اغتيال نصر الله وصفي الدين، إلى جانب استمرار التصعيد مع إسرائيل. يعتمد مستقبل الحزب على مدى قدرته على إدارة الصراع الإقليمي وتحديد موقعه في الساحة السياسية اللبنانية.

على الرغم من الخسائر، يرى الحزب أنه ما زال يمتلك الكلمة العليا في المعركة الميدانية، وأنه قادر على تجاوز هذه المرحلة الصعبة بفضل بنيته التنظيمية المتماسكة ودعم حلفائه الإقليميين.

أخبار متعلقة :