هرم مصر

في احتفالية اتحاد القبائل والأحزاب| رسائل الرئيس.. ماذا تعني؟!

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في احتفالية اتحاد القبائل والأحزاب| رسائل الرئيس.. ماذا تعني؟!, اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 07:13 مساءً

* لماذا استدعى السيسي أحداث ما بعد 67.. هل نحن أمام لحظة فارقة؟

* الصمود خيارنا، والمواجهة سلاحنا، والنصر مصيرنا.. ثلاثة معانٍ تكشف عن حقيقة الموقف

* احتفالية اتحاد القبائل والعائلات المصرية والأحزاب بانتصار أكتوبر وسط الحشود الضخمة: رسالة ذات معنى!!

* الرئيس تحدث عن فقه الأولويات، ليقول للمصريين: الخيار أمامكم، إما صمودًا.. وإما انهيارًا

كان المشهد مهيبًا، نساء ورجال، زحفوا من كل أنحاء البلاد، جاءوا تلبية للدعوة التي أطلقها اتحاد القبائل العربية برئاسة الشيخ إبراهيم العرجاني بمشاركة حزبي مستقبل وطن وحماة وطن وغيرهما للاحتفال بالذكرى الحادية والخمسين لانتصارات حرب أكتوبر 1973.

الرئيس السيسي

عشرات الألوف احتشدوا في «استاد العاصمة الإدارية»، رفعوا الأعلام وصور الرئيس، كانت هتافاتهم مدوية، تحيا مصر، بدا الأمر وكأنه رسالة لكل من يحاول أن تسول له نفسه المساس بالوطن وأمنه واستقراره.

كانت لحُمة شعبية، تجلت في أسمى صورها، هؤلاء هم أبناء مصر، زحفوا من أسوان إلى مرسى مطروح، امتلأ «الاستاد» عن آخره وبقي الآلاف خارجه، وأصروا على البقاء احتفاءً واحتفالًا، فالمناسبة عزيزة، والتحديات خطيرة.

تحدث الرئيس، كانت كلماته رسائل لها معانيها ومراميها.. بعث بالكثير منها، لكنني أتوقف أمام الأخطر فيها، قال الرئيس: "اللي أنتو بتشفوه دلوقتي دي نفس الظروف اللي كنا بنعيشها بعد هزيمة 1967".

توقفت هنا أمام الكلمات والمعاني، الرئيس يبدو مهمومًا بوقائع ما يجري على الأرض، المنطقة كلها مهددة بالمخاطر، الحزام الناري يزحف، وحرب الإبادة لا تتوقف، والأمن القومي العربي بأسره عرضة للخطر، ولِمَ لا، وكل الأمور تؤدي إلى توسعة الحرب.

إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية

ارجعوا إلى كلمات الرئيس أمام القمة العربية- الإسلامية التي عقدت في المملكة العربية السعودية بعد أيام قليلة من عملية طوفان الأقصى.. لقد حذر من توسعة الحرب، حذر من تغيير المعادلة، حذر من ازدواجية المعايير، حذر من حرب الإبادة وحصار الشعب الفلسطيني، كانت الرسائل واضحة أيضًا، لكن الكل صمّ آذانه.

عندما يأتي الرئيس السيسي اليوم ووسط هذه الجماهير الهادرة، وتكون رسالته: يا مصريين أنتم تعيشون نفس الظروف ونفس التداعيات التي عاشتها مصر بعد 67، فتلك رسالة لا تخلو من معنى:

- هي أولًا: رسالة تؤكد أننا نواجه الخطر بالعزيمة والإصرار وتحدي الظروف.

- وهي ثانيًا: رسالة تؤكد أن المصريين الذين أصروا على الصمود حتى الانتصار لن يتوانوا في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة عن استدعاء المشهد الذي عاشته البلاد في وقت سابق مرة أخرى.

- وهي ثالثًا: رسالة تقول إن معدن هذا الشعب وتاريخه يؤكد دومًا رفض الهزيمة وتحدي النفس والظروف، بل وتحدي التحدي نفسه.

- وهي رابعًا: رسالة تقول إن تحقيق الانتصار الخالد في 1973، لم يكن بسيطًا، فهو نصر وراءه إرادة، وهذه الإرادة حان وقت استدعائها مجددًا بنفس القوة ونفس الحماس.

المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ

أتوقف أمام كلمة الرئيس ومعانيها عندما قال: إن كل الظروف التي عاشتها مصر بعد هزيمة 1967، والتحديات والأوضاع التي كانت تجابهها الدولة المصرية، وكلام الخبراء والمهتمين بالأوضاع العسكرية، كانت تقول: مستحيل أن يتحقق النصر بعد الهزيمة، مستحيل إسقاط خط بارليف، هناك تفوق كبير، المقارنة لم تكن في صالحنا، لا توجد فرصة للنجاح، لكن الشعب المصري، يقول الرئيس: "رفض هذا الواقع وتحدى نفسه، وتحقق الانتصار".

كانت الهتافات تدوي في الاستاد الرياضي، وكانت الحشود تدرك معنى الكلمات.. قال الرئيس: نحن الآن نواجه تحديات جسامًا، توقف الرئيس لثوانٍ معدودة، وقال وكأنه يعلن تحديه للأوضاع والظروف الراهنة بإيمان وقوة وعزيمة وإصرار قال: بالضبط كما نجحنا في وقت سابق بنفس الروح والإرادة لابد أن تكونوا متأكدين أنه بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل العمل والإصرار والمتابعة سنغير جميع التحديات التي تواجهنا، وسنحقق بفضل الله كل ما نتمناه سويًا.

الفريق جلال هريدى رئيس حزب حماة وطن

لم يكن الرئيس يغالي في حديثه، نعم الظروف صعبة والأزمات الاقتصادية متفاقمة، لكنه وكأنه يستنهض المصريين مجددًا، ليس أمامكم من خيار إلا الصمود والعمل والمتابعة والإيمان، والإرادة، لقد أراد الرئيس في هذه الاحتفالية الضخمة أن يقول للمصريين من هذا المكان: لقد واجهتم الهزيمة في 1967، وأصررتم على الوقوف خلف قائدكم وخرجتم بمظاهرات عارمة تطالب الزعيم جمال عبد الناصر بسحب الاستقالة والاستمرار في منصبه، وحدث ذلك، وكان هذا يمثل وعيًا متقدمًا للمصريين الذين تناسوا أزماتهم وآثار الهزيمة النكراء، حيث فقدنا الأرض والمعدات والرجال، لكننا لم نفقد الإرادة.

كأن السيسي أراد أن يقول لنا: إن القادم أخطر وإن التهديدات تحيط بمصر على جميع اتجاهاتها الاستراتيجية لأول مرة في العصر الحديث، فإياكم والتهاون أمام ما يجري.

أراد السيسي أن يقول: رغم الهزيمة وتداعياتها الخطيرة في 67، لم نيأس ولم نحبط، ولم نفقد القدرة على الحلم بالانتصار العظيم في أكتوبر 73، هذا لم يأت من فراغ، بل الصمود والعمل والتحمل والإيمان.

أيها المصريون: هل تتذكرون معركة رأس العش؟ هل قرأتم عنها؟ جاءت بعد 25 يومًا من النكسة، في الأول من يوليو 67، حاولت مدرعات العدو احتلال مدينة بور فؤاد، لكن أفرادا قلائل من قوة الصاعقة المصرية، تصدت ونجحت وأجبرت العدو على التقهقر، وكان ذلك إيذانًا بحرب الاستنزاف، حرب الألف يوم، التي كانت تمهيدًا لانتصار أكتوبر 1973.

هل تتذكرون، أو هل قرأتم عن كيف استطاعت القوات البحرية المصرية إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بمن فيها في 21 أكتوبر 1967 بعد نحو أشهر معدودة من نكسة 1967. كانت حلقات المعجزة تتحقق كل يوم. بلد تعرضت لنكسة في جولة، لكنها لم تهزم، الهزيمة تعني الاستسلام، ومصر شعبًا وجيشًا ظلت صامدة شامخة ردت الصاع صاعين وقس على ذلك..

الأحداث متعددة، والملاحم لا تتوقف، وتحدي التحدي لا يزال يسكن عقولنا، فإياكم واليأس والإحباط، فتلك هي الهزيمة بعينها..

لقد أراد السيسي أن يقول: الأزمة عاتية والحرب الراهنة لها تداعياتها، جيشنا في حالة استنفار على الحدود من كل الاتجاهات، الأولوية للجيش في كثير من الإمكانيات، فعلينا أن ندرك مخاطر اللحظة الاستراتيجية.

لا تستمعوا إلى الأصوات التي تبث اليأس في النفوس، لا تتوقفوا أمام الشائعات التي ندرك أهدافها، كونوا كأبناء 67، 73، 2013 وقس على ذلك.. التاريخ يختزن الكثير من لحظات ظهر فيها المعدن الأصيل للمصري الذي حافظ على حدوده وعلى بلاده أكثر من 7 آلاف عام..

أرجوكم أن تتأملوا كلمات الرئيس، والهم الكبير الذي يحمله على عاتقه، لا تجعلوا الأزمة الراهنة تعبث بعقولكم، هي أزمة عابرة، لها أسبابها ولها عناوينها المختلفة. ترشيد الأخطاء يحدث في كل لحظة وحين، فقه الأولويات تحكمه التحديات.. اصطفاف وطني في هذه اللحظة هو فرض عين على كل مصري ومصرية.

دعكم من المبررات، دعكم من السوفسطائية التي يحاول البعض إغراقنا في براثنها.. نحن الآن أمام تحدٍ كبير كوطن وكأمة: إما نكون أو لا نكون، إما نعيش أحرارًا في أوطاننا، وإما نخضع لعبودية الموت والدمار وحروب الإبادة.

ما أسهل الزعيق، ورفع الشعارات، ما أسهل أن تتحول إلى «بطل شعبي»، ولكنه بطل من الورق، ما أسهل أن تبني لغة الإثارة والتحريض لتقف وسط العامة وتقول: أنا جدع، هذه ليست بطولة يا صديقي، لكنها الانتهازية السياسية واللعب على أوجاع الناس. صدقني لن تكون أكثر وطنية من هؤلاء الذين يقفون على خطوط النار المشتعلة بالقرب منهم، لن تكون مهمومًا كما هو الرئيس والمخلصون إلى جواره، كيف يدبرون لقمة العيش لشعب زاد في 13 عامًا أكثر من 26 مليونًا من البشر، 26 مليون فاهٍ جديد يطلب الغذاء والدواء والتعليم في وقت تتزايد فيه حدة الأزمة الدولية وتداعياتها المحلية.

أيها المصري، يا صاحب الحضارة والتاريخ، يا من تستشعر الخطر ومخاطره، يا من شربت كأس المرارة في زمن الفوضى الذي عاشته البلاد.. لحظة من فضلك، تأمل وتابع وراقب واستدع لحظات التاريخ المشرقة.. أنت الآن مستهدف أكثر من أي وقت مضى حافظ على أمنك وأمانك، فإذا ضاع الأمن والاستقرار لا تسألني عن الجوع والموت والدمار.

أخبار متعلقة :