الطلائعيّة وتعدّد اختصاصات البحث العلمي موضوع ندوة علمية دولية لإحياء ذكرى الراحلة منيرة شابوتو الرمادي

نشر في باب نات يوم 26 - 10 - 2024

احتضنت دار الكتب الوطنية، اليوم السبت 26 أكتوبر 2024، فعاليات اليوم الختامي من الندوة الدولية التي تنظمها الدار بالشراكة مع المجمع التونسي بيت الحكمة لإحياء الذكرى الأولى لرحيل المؤرخة منيرة شابوتو الرمادي التي توفيت في 22 أكتوبر 2023.
هذه الندوة الدولية التي تحمل عنوان " الطلائعيّة وتعدّد اختصاصات البحث العلمي" امتدت على مدى ثلاثة أيام إذ استهلت فعالياتها يوم الخميس الفارط بمقر مجمع بيت الحكمة. وحول اختيار إحياء ذكرى وفاة شابوتو بندوة علمية صرح مدير عام دار الكتب الوطنية خالد كشير لوكالة تونس إفريقيا للأنباء بأن القيمة العلمية للراحلة بصفتها أول أستاذة مبرزة في التاريخ في تونس وتكوينها لأجيال من المثقفين والأكاديميين في الجامعة التونسية جعل مؤسستي دار الكتب الوطنية والمجمع التونسي بيت الحكمة يكرمانها من خلال ندوة دولية تطرح مجالات اهتمامها وهي التي كانت رئيسة قسم العلوم الإنسانية في المجمع التونسي بيت الحكمة.
...
وقد تم اختيار موضوع " الطلائعيّة وتعدّد اختصاصات البحث العلمي" في محاولة لطرح المنهج الذي سارت عليه الراحلة منيرة شابوتو في بحوثها وفي تأطيرها لطلبتها على مدى سنوات اشتغالها بالجامعة التونسية، وذلك بحسب ما جاء في تصريح فوزي محفوظ عضو المجمع التونسي بيت الحكمة والمنسق العلمي لهذه الندوة لوات= والذي أشار إلى أن الراحلة أطرت حوالي 150 عملا وكان هاجسها الانفتاح على المواضيع الجديدة وتعدد الاختصاصات فبالنظر إلى الأعمال التي أشرفت عليها يمكن ملاحظة التنوع في الجانب الجغرافي من ذلك تاريخ المشرق والمغرب وإفريقيا وأيضا في الجانب المعرفي إذ اختارت تأطير أعمال بحثية في تاريخ الطب والرياضيات والفلك والفن المعماري والانثربولوجيا وغيرها.
واعتمدت فلسفة هذه الندوة التي شارك فيها 35 باحثا وباحثة من اختصاصات متعددة على التدرج من الفردي (الشخص) إلى الميداني إذ قدمت خمسة محاور كبرى وهي "البيوغرافيا" وطرح هذا المحور قراءة في مشروع منيرة شابوتو الرمادي العلمي ومساهمتها في تقدم البحث في تاريخ بلاد المغرب في العصر الوسيط سواء من خلال كتاباتها أو من خلال الأبحاث التي أشرفت على تأطيرها، كما ضم المحور تقديم لمحة عن العلامة ابن خلدون ومسيرة الفيلسوف ابن سبعين وسير عدد من الشخصيات التاريخية .
أما المحور الثاني ضمن هذه الندوة العلمية فقد خصص لقراءة وتحليل بعض المصادر المكتوبة من نصوص تاريخية وجغرافية وتم ربطه بالمحور الثالث الذي طرح مناهج البحث العلمي وشارك فيه خالد كشير بصفته أستاذ في التاريخ بمداخلة موضوعها تحرير العلوم الإنسانية والاجتماعية وخاصة اختصاص التاريخ في المغرب من الاستعمار الثقافي إضافة إلى مجموعة من المداخلات التي تغوص في العديد من جوانب مناهج البحث العلمي.
وفي تدرج منطقي للخروج بالبحث من المفهوم الضيق المرتبط بذواتات بعينها إلى دراسة خصوصيات المجتمعات والتحول من النصوص المكتوبة إلى المصادر التاريخية المادية يطرح المحور الرابع المجتمع من خلال زوايا تاريخية متنوعة منها الجندرية في حين خصص المحور الخامس للبحث في التراث المادي من خلال قراءات في بعض القطع والمواقع الأثرية أمن عدد منها خبراء من المعهد الوطني للتراث.
وحسب تصريح المنسق العلمي للتظاهرة ستكون أعمال هذه الندوة متاحة في كتاب بإصدار مشترك بين دار الكتب الوطنية والمجمع التونسي بيت الحكمة. وللإشارة فإن أغلب المتدخلين في أشغال هذه الندوة كانوا من زملاء منيرة شابوتو الرمادي وشركائها في مشروعها العلمي ومن طلبتها الذين أشرفت على تأطيرهم.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.