هرم مصر

مع الشروق .. طبول الحرب تقرع بين إيران والاحتلال

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. طبول الحرب تقرع بين إيران والاحتلال, اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 12:53 صباحاً

مع الشروق .. طبول الحرب تقرع بين إيران والاحتلال

نشر في الشروق يوم 21 - 10 - 2024


منذ شنّ إيران هجوما صاروخيا واسعا على الكيان الصهيوني في الأول من أكتوبر الجاري، تتواصل تصريحات دق طبول الحرب بين الكيان الصهيوني الذي يستعدّ ل "رد قوي"، فيما تتعهّد طهران برد على الردّ الاسرائيلي "يفوق التوقّعات".
الردّ الصهيوني على الهجوم الصاروخي الايراني، يبدو تحصيل حاصل، لأنه لا يريد أن تكون لطهران اليد العليا في ضربات الرّدع المتبادلة بينهما، لذلك سيردّ حتما وإن بطريقة غير معروفة لحد الآن.
يبقى السؤال هو لماذا تأخّر الردّ لحد الآن؟ هناك أمران ثابتان في هذا السياق، الأوّل هو أنّ الردّ بيد الاحتلال كلّه، لكن طريقة الردّ بيد واشنطن التي لا تريد ردّا يشعل حربا اقليمية والثاني هو أن تردّ طهران بطريقة قاسية.
لذلك وللأمرين الأول والثاني، سارعت واشنطن إلى نشر منظومتها المتقدمة المضادة للصواريخ "ثاد" في الكيان الصهيوني، واصبحت "في مواقعها" حاليا ، إلى جانب نحو 100 جندي أمريكي.
واشنطن ومن خلال هذا الاجراء، أقرّت بطريقة غير مباشرة بنجاح الهجوم الايراني الصاروخي الأخير وهي التي أصرّت منذ البداية على أنّه فاشل، كما أنّها أقرّت ضمنيا بعدم فعالية كل الدفاعات الجوية الصهيونية وهي التي تعدّ الأفضل في الشرق الأوسط وصمام أمان الاحتلال.
لكن من جهة أخرى، يعني نشر منظومة "ثاد" الأمريكية في الاحتلال، أن الردّ الصهيوني لن يكون عاديا ومتناسبا كما تريد واشنطن، بل ربّما سيكون وفق الرغبات الصهيونية حيث تحدّث أغلب مسؤولي الاحتلال الرفيعين عن ردّ مدمّر.
ونشر هذه المنظومة في هذا التوقيت بالذات، يعني أن المسؤولين الأمريكيين يتخوّفون من ردّ ايراني أكثر قسوة، لذلك قد تساعد هذه المنظومة في الحدّ من آثاره على الكيان المحتل ومن ثمّ منع الاحتلال من الردّ مجدّدا على طهران.
ما يحدث في غزة وفي لبنان من بعده والآن مع طهران، أثبت بما لا يدع مجالا للشكّ أن أمريكا ليست مجرّد شريك وداعم للاحتلال في حروبه الدموية، وإنما طرف رئيسي وفاعل حقيقي يقود الحرب من وراء السّتار.
وكما تتّهم إيران بنشر أذرع لها في المنطقة، فإن الاحتلال هو الذراع الطويلة لواشنطن في تدمير المنطقة وعدم استقرارها وجعلها دائما مركزا للحروب، وقد قالها الرئيس الحالي جو بايدن عام 1986 بصراحة : "لو لم تكن هناك إسرائيل لكان على أمريكا خلق إسرائيل لحماية مصالحها".
ومن ذلك تحديدا نفهم الدعم الامريكي اللامتناهي والانصياع التام للجنون الصهيوني في القتل والتدمير والابادة، دون حسيب أو رقيب وإن اقتضى الأمر تحدّي كل المؤسسات الدولية التي أنشأتها أمريكا نفسها.
أمريكا مستعدّة أن تتحدّى قيمها ومبادئها "إن وجدت أصلا" من أجل الكيان الصهيوني، وهذا يوصلنا لحقيقة لا لبس فيها وهي أن سقوط أمريكا يعني سقوط الاحتلال آليا، ولو لا الدعم الأمريكي منذ تأسيس سرطان الاحتلال في الأراضي المقدسّة لما صمد لهذا الوقت.
بدرالدّين السّيّاري

.




أخبار متعلقة :