هرم مصر

الوطن من نوافذ الغربة - هرم مصر

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوطن من نوافذ الغربة - هرم مصر, اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 07:15 مساءً

د. أحمد بن سعد آل مفرح

في يوم الوطن قد يتساءل البعض عن ما هو الوطن؟ سؤال يتردد على الأفواه ويتناقله الركبان ويتغنى به الشعراء ويزهو به المواطن!

إن الوطن هو الدثار الذي يستر البدن ويظهر جمال المواطن، وهو الحضن الحنون الذي يضم المرء بين ذراعيه الدافئة فيسكّن روعه، وهو اليد العطوف التي تمتد للعون والمساعدة دون تردد أو منّة، وهو الأم الرؤوم التي تحمي صغارها عن كل خطر وتوفر طعامهم وشرابهم، فمن لا وطن له لا ستر ولا حضن ولا آمان ولا أم له، واسألوا اولئك الذين فقدوا أوطانهم كيف هي حياتهم اليوم وهم في غربة لا نهاية لها!

إنه من الطبيعي أن يعيش المرء في قلب وطنه مكرم وعزيز، ومن الطبيعي أن يحب الأسوياء أوطانهم، فما بالك إن كان الوطن هو المملكة العربية السعودية! فلسنا في قلبه فقط، بل نحن في وجدانه ونحن الدماء والحياة التي تجري في شرايينه وعروقه، هذا ما نمثله لوطننا، فماذا يمثل الوطن لنا!

لابد أن نبادله ذات الشعور لأننا جزء أصيل من تركيبه وكيانه، فعندما نبعد عنه نشتاق لترابه وسمائه وجباله وسهوله وشطأنه.
إن مذاق الحياة فيه مختلفة، ففيه الدين والقيم، وفيه الأهل والعزوة، وفيه الجود والكرم، وفيه النبل والشهامة والنخوة، وفيه الأصالة والمعاصرة.

صحيح، نحن اليوم في غربة طوعية ومهام وطنية في الخارج، ولكن الوطن يسكّن مشاعرنا وطيفه لا يبرح خيالنا، يصافحنا حبه صبح مساء، ونلمس رعاية الله ثم رعايته في كل شؤوننا مهما بعدنا عنه، ويزداد شوقنا له ثانية بعد أخرى.

هيا بنا نطل من نوافذ الغربة على الوطن، نتحسس أخباره ونعرف أحواله الساعة، ونفتح النوافذ مشرعة لنستنشق عبير بحره وخزامى صحاريه، ونتذوق تمره وعسله، ويشنف آذاننا تغاريد أطياره.

دعونا نرقى شرفات العز ونسلك دروب الرؤية لنحتفي بالوطن وهو يسير بثبات وعزيمة في دروب النماء والازدهار يرتقي سلالم الريادة يوما بعد يوم.

دعونا نمتطي خيول الفكر ونستلهم تاريخ الآباء والأجداد الأفذاذ الذين سطروا بمداد من ذهب على صحائف الأيام قصص الوحدة ورفعوا راية التوحيد خفاقة، وأسسوا بفضل الله وقوته كيان المجد الأصيل بقيادة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمهم الله لننعم اليوم بحياة كريمة ونفاخر بوطننا بين الأمم والشعوب وهو يرتدي حلته القشيبة في ذكرى تأسيسه الرابعة والتسعين.

وطننا بحمد الله هو قبلة المسلمين ومهبط الوحي ودار ومدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأي فخر بعد هذا!

وطننا رائد التضامن الإسلامي، دعم وأسس وساند المسلمين وقضاياهم في كل منحى ومكان وزمان، يقف اليوم على منابر الأمم المتحدة يدافع عن فلسطين وأهلها وعن أوطان المسلمين وشعوبها ولقى في سبيل ذلك الكثير من الجحود والنكران ولكن الكبير يظل كبيراً ولا يهتم لمن خذله، وهذه المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس التعليمية وهذا مجمع طباعة المصحف وتراجمه إلى ٧٤ لغة وغير ذلك مما لا يتسع المقام لذكره شواهد دامغة.

وطننا قوة محفزة لاقتصاد العالم حرك اقتصاده لبناء الإنسان وتنمية المكان في أرجاء المعمورة من أجل السلم والسلام لا الحرب والدمار.

وطننا مغيث الملهوف -بعد الله- حرك أساطيل الإغاثة وجسور الدعم والرعاية للوقوف بجانب المنكوبين والمتضررين والمحتاجين..

وأخيراً…

إن رسوخ عقيدتنا وثبات وحدتنا وشموخ وطننا حلم تحقق بفضل الله، وها نحن رجال ونساء اليوم نحلم لنحقق المزيد من مراتب العز والشرف بين الشعوب والأمم، وأقول لشباب اليوم وعدة الغد انهضوا بهمة طويق وأكملوا المسيرة واحفظوا عهود آبائكم وأجدادكم، واحلموا اليوم وحققوا أحلامكم في الغد، واعلموا أنه لا رؤية بدون حلم، ولا حلم بدون أمل، ولا نتاج دون عمل.

حفظ الله وطننا الحبيب من كل سوء ومكروه ، وتهنئة من القلب لقائد مسيرتنا الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وللشعب السعودي الوفي .. ومبارك لنا جميعا ولسعادة سفيرنا العزيز في النمسا، وشكراً للملحقية على هذه اللفتة المهمة والاحتفاء بيوم الوطن في الغربة، وشكراً للحضور مشاركتهم وتفاعلهم.
ودمتم بخير وعافية، والله الموفق.

عضو مجلس الشورى السابق

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار متعلقة :