هرم مصر

"الدبابير الذكية".. تهدد أقوي جيوش العالم

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الدبابير الذكية".. تهدد أقوي جيوش العالم, اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 02:28 مساءً

ورغم قدرة الجيوش المتقدمة على رصد الطائرات الفردية بدون طيار، فإن أسراباً منها منتشرة على هدف واحد، فيما يشبه الدبابير، لديها القدرة على إعادة تشكيل توازن القوى العالمى.

وسيتم خوض المعارك المستقبلية بمزيج من الأسلحة الرخيصة - وليس أنظمة الأسلحة المتطورة التى لا تستطيع سوى القوى العظمى تحملها، بحسب الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس والمحارب القديم فى البحرية إليوت أكرمان، فى مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

 فحاملات الطائرات باهظة الثمن أو القاذفات الشبح، والتى تتطلب التزامات زمنية ضخمة للتطوير والبناء، ستصبح عرضة للطائرات بدون طيار التى يمكن لكل مجموعة عسكرية ومسلحة الوصول إليها تقريبًا.

وكتب ستافريديس وأكرمان: "لم تأت هذه اللحظة بعد. لكنها تتسارع لمقابلتنا".

وزاد استخدام الطائرات بدون طيار القاتلة في الصراعات حول العالم، فقد غيرت مسار الحرب في أوكرانيا عدة مرات، عبر استخدام مسيرات شاهد الإيرانية، بينما استخدمها الحوثيون فى ضرب السفن بالبحر الأحمر.

وإلى الآن، فإن هذه المسيرات التى يجرى توجيهها عن بعد من قبل مقاتلين أفراد، قابلة للإسقاط بواسطة التكنولوجيا المتقدمة المتوفرة لدى السفن الحربية الأميركية.

ولكن إذا تم نشرها فى سرب، فإن الطائرات بدون طيار التى توفرها إيران والتى تكلف كل منها آلاف الدولارات يمكن أن تهاجم سفنًا حربية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

ويتسابق البنتاجون لتطوير دفاع ضد الأسراب بينما يقوم ببناء أنظمة طائرات بدون طيار خاصة به ومنسقة بالذكاء الاصطناعي.

ووقعت وزارة الدفاع ما لا يقل عن خمس صفقات مع مقاولين تشير صراحةً إلى فكرة الأسراب، وفقًا لتقرير صادر عن مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة الذى فحص عقود الشراء اعتبارًا من عام 2020.

وقال الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضى، إن الطائرات بدون طيار الرخيصة هي "واحدة من أكبر التهديدات"، ووصف الأسراب بأنها مصدر قلق أكبر.

وقال إن الولايات المتحدة يجب أن "تستمر في الاستثمار في أشياء مثل أسلحة الموجات الدقيقة عالية الطاقة" للدفاع ضد الهجمات الجماعية بطائرات بدون طيار.

وهناك مبادرة أخرى للبنتاجون تُعرف باسم "Replicator" وهى بناء "الآلاف من الأنظمة المستقلة" على مدى 18 إلى 24 شهرًا القادمة لمواجهة الحشد السريع للجيش الصينى.

وبحسب الكاتبان، فإن الذكاء الاصطناعي فى جوهره يعتمد على التعرف على الأنماط.

وفى النظرية العسكرية، يُعرف التفاعل بين التعرف على الأنماط وصنع القرار باسم حلقة OODA - راقب، وجّه، قرر، تصرف،
ونظرية حلقة OODA، التى طورها فى الخمسينيات الطيار المقاتل بالقوات الجوية جون بويد، تؤكد أن طرف الصراع الذى يمكنه التحرك خلال حلقة OODA بشكل أسرع سيمتلك ميزة حاسمة فى ساحة المعركة.

على سبيل المثال، من بين أكثر من 150 هجومًا بطائرات بدون طيار على القوات الأميركية منذ هجمات 7 أكتوبر، كانت حلقة OODA التى استخدمتها القوات كافية لإحباط الهجوم، باستثناء حالة واحدة.

وكانت السفن والقواعد الأميركية قادرة على مراقبة الطائرات بدون طيار القادمة، والتوجه ضد التهديد، واتخاذ إجراءات مضادة ثم التصرف.

ومع ذلك، عند نشرها فى أسراب موجهة بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن للطائرات بدون طيار نفسها أن تطغي على أى حلقة OODA موجهة من قبل الإنسان، من المستحيل إطلاق الآلاف من الطائرات بدون طيار ذاتية القيادة يقودها أفراد، لكن القدرة الحسابية للذكاء الاصطناعي تجعل مثل هذه الأسراب ممكنة.

وسيغير ذلك من طبيعة الحرب، فلن يكون السباق على أفضل منصات الإطلاق، بل على أفضل انظمة الذكاء الاصطناعي الذى توجه تلك المنصات.

وبحسب الكاتبان فهى حرب حلقات OODA، سرب مقابل سرب.

وسيكون الجانب الفائز هو الذى طور عملية صنع القرار القائمة على الذكاء الاصطناعي والتى يمكن أن تتفوق على خصمه، الحرب تتجه نحو صراع الدماغ ضد الدماغ.

وتقوم وزارة الدفاع الأميركية، بالفعل بالبحث عن "واجهة بين الدماغ والحاسوب"، وهى عبارة عن مسار اتصالات مباشر بين الدماغ والذكاء الاصطناعي.

وقد أثارت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة راند، والتى تناولت كيف يمكن لمثل هذه الواجهة البينية أن "تدعم عملية صنع القرار بين الإنسان والآلة"، عدداً لا يحصى من المخاوف الأخلاقية التى تنشأ عندما يصبح البشر الحلقة الأضعف فى سلسلة صنع القرار فى زمن الحرب.

ولتجنب الكابوس المستقبلى فى ساحات القتال المأهولة بالروبوتات القاتلة المستقلة بالكامل، أصرت الولايات المتحدة على أن صانع القرار البشرى يجب أن يظل دائمًا على اطلاع قبل أن يتمكن أى نظام قائم على الذكاء الاصطناعي من توجيه ضربة قاتلة.

وكما هو الحال مع سباق التسلح النووى فى القرن الماضى، فإن سباق التسلح القائم على الذكاء الاصطناعي سيحدد مسار الصراع، ومن سيفوز سيمتلك ميزة عسكرية كبيرة.

وبحسب الكاتبان، إذا وُضعت هيمنة الذكاء الاصطناعي فى أيدى استبدادية، فسوف تصبح أداة للغزو، تمامًا كما قام الإسكندر بتوسيع إمبراطوريته باستخدام الأسلحة والتكتيكات الجديدة فى عصره.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :