"الحبشان" لـ"سبق": الاستشارات الإدارية أصبحت رافعة جديدة في عصر الرياضة - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

07 يوليو 2025, 8:06 مساءً

أكد الدكتور خالد بن سعد الحبشان، الحاصل على درجة الدكتوراه في حوكمة الشركات، أن الاستشارات الإدارية في القطاع الرياضي باتت عنصرًا أساسيًا لتحسين الكفاءة التشغيلية وتعظيم الإيرادات، مشيرًا إلى أن هذا المجال الواعد يمثل فرصة استراتيجية للخبرات السعودية في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها الساحة الرياضية.

وقال الحبشان في حديثه لـ"سبق" إن التحول الرياضي في المملكة، بقيادة رؤية 2030، تجاوز المفهوم التقليدي للرياضة كترفيه، وأصبح يُنظر إليه كقطاع اقتصادي متكامل قادر على جذب الاستثمارات، وخلق فرص العمل، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي. ومن هنا تبرز الحاجة إلى الكفاءات الإدارية القادرة على التخطيط والتحليل والتقييم، مؤكدًا أن الاستشارات لم تعد مجرد دعم تنظيمي، بل باتت جزءًا من صميم المشروع الرياضي.

وأوضح أن إدارة الأندية والمؤسسات الرياضية لا يمكن أن تستمر بطريقة تقليدية أو انفعالية، في ظل التحول الذي جعل الأندية كيانات تجارية بقيمة سوقية ضخمة. فخطأ إداري بسيط قد يؤدي إلى خسائر بملايين الريالات أو تراجع تنافسي كبير، مما يفرض اعتماد مبادئ الحوكمة وإدارة المخاطر والاستدامة والتحليل الرقمي كأدوات يومية في الإدارة الرياضية الحديثة.

واستشهد بتقارير دولية، منها SURJ وBlueWeave Consulting، التي كشفت أن حجم سوق الرياضة في السعودية تجاوز 7.8 مليارات دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 15.6 مليار دولار بحلول 2031، بنمو سنوي يتجاوز 10%. مؤكدًا أن هذه القفزات تعكس بنية متغيرة للقطاع، تتطلب وجود استشاريين إداريين على مستوى عالٍ من التأهيل والتخصص.

وأشار إلى نماذج سعودية ناجحة مثل أكاديمية مهد الرياضية التي وضعت أُسسًا علمية لصناعة المواهب، بالتعاون مع خبراء عالميين مثل جوزيه مورينيو وإنفانتينو، وتبني أنظمة إدارية دقيقة تشمل تقييم الأداء والتوجيه الفني والحوكمة التشغيلية، ما يؤكد على أهمية الفكر الإداري كمكوّن رئيس في البنية الرياضية.

وأضاف أن تجارب شركات عالمية مثل Deloitte وMcKinsey التي تقدم استشارات مالية واستراتيجية للأندية الكبرى، تؤكد أن الرياضة لا تنفصل عن الإدارة، بل تتكامل معها. ففي الولايات المتحدة، تُستخدم الاستشارات لتحسين تجربة المشجعين وتطوير المنتجات الرقمية وتحقيق التكامل بين المحتوى والإعلانات والرعاية.

وشدد الحبشان على أن السعودية، في ظل الخصخصة وتحويل الأندية إلى شركات، بحاجة إلى منظومة استشارية رياضية متخصصة تدعم المستثمرين، وتقدم الحلول للتحول المؤسسي، وتحلل الاتجاهات والتحديات، وتضع الاستراتيجيات بما يواكب المعايير العالمية.

ودعا إلى تأسيس شركات استشارات رياضية محلية، وتطوير مناهج تعليمية متخصصة في الإدارة الرياضية، وتدريب الكوادر الوطنية، إلى جانب تعزيز التعاون بين الجامعات والاتحادات الرياضية لتقديم حلول تطبيقية عملية.

واقترح إطلاق برنامج وطني لتأهيل "الاستشاري الرياضي" على غرار برامج التأهيل في القطاعات الأخرى مثل المالية والتحول الرقمي، وذلك تحت مظلة وزارة الرياضة، و"منشآت"، والجامعات، وبالتعاون مع بيوت خبرة دولية، بهدف خلق مسار مهني يجمع بين الشغف الرياضي والكفاءة الإدارية.

وفي ختام تصريحه لـ"سبق"، قال الحبشان إن نهضة الرياضة السعودية لا تعتمد فقط على استقدام النجوم أو استضافة البطولات، بل على البنية الإدارية والمهنية التي تقف خلف الإنجاز. وتابع: "من يخطط؟ من يقيم؟ من يصحّح المسار؟ هنا تكمن أهمية الاستشارات، وهنا تبرز مساحة العقل السعودي ليقود، لا ليتبع. وكما كنا نصدر اللاعبين، آن الأوان لنُصدّر العقول الإدارية، ونثبت أن الرياضة في المملكة ليست فقط في الملعب، بل أيضًا في المكتب، في التحليل، في الرؤية، وفي بناء المستقبل."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق