التأثير الصامت - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

06 يوليو 2025, 7:34 مساءً

ليس كلُّ مؤثِّرٍ صاخبًا، ولا كلُّ بصمةٍ تُرى.

فبعض الأثر لا يأتي من ضجيج الأفعال، بل من هدوء الحضور.

هناك من يمرّ في حياتك دون كلمات كثيرة، دون شعارات، دون تصفيق، لكنه يُغيّرك.

يضيف إلى داخلك شيئًا لا تستطيع وصفه، ولا تنساه حتى بعد غيابه.

هؤلاء لا يصنعون ضوضاء، بل يتركون أثرًا.

لا يُشيرون إلى أنفسهم، بل يضيئون طريقك بهدوء.

ليسوا أكثر الناس حديثًا، لكنهم أكثرهم تأثيرًا.

التأثير الصامت: هو ذاك الذي لا يُفرض، بل يُحتذى.

لا يرفع الصوت، لكنه يرفع القيم. لا يُظهر نفسه، لكنه يوقظ فيك أشياء نائمة.

ربما يكون معلمًا لم يُطِل المحاضرات، لكنه كان قدوة.

أو صديقًا لا يُكثر النصائح، لكن وجوده يكفي لتشعر أنك بخير. أو حتى والدًا لا يتحدث كثيرًا، لكن كلّ نظرة منه كانت تربية.

أحيانًا نظن أن التأثير يحتاج كلماتٍ كبيرة، أو مواقف بطولية – وإن كانت مهمة – لكن الحقيقة أن أعظم التأثير يحدث في لحظة صمت، في تصرف بسيط، في نظرة احترام، في سلوك صادق.

في زمن الصورة والصوت العالي، يصبح للتأثير الصامت قيمة أكبر. لأنه يختلف، لأنه لا يبحث عن التصفيق، بل يكتفي بأن يبقى أثره نقيًّا، لا يُنسى.

همستُ في نفسي بصمت: لا تستصغر موقفًا صادقًا، ولا تظن أن صمتك لا يُسمع. فقد يكون هدوءك، طريقتك، نُبلك، هو ما يُحدث التغيير دون أن تدري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق